كله يهون إلا موقف يحيى الراعي وبرلمانه !!

2017/12/13 الساعة 08:07 مساءً

 

محمد عبدالله القادري

كان الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله يعول على مجلس النواب كثيراً في سياساته ومواقفه ، وكان يتحدث عنه في كل خطاباته ، ويعتبر من تبقى معه من اعضاء البرلمان هم قوته الحقيقية التي تمنحه الثقل والمشروعية امام الداخل والخارج ، حتى انه يوم قرر فض الشراكة والتحالف مع الحوثي كان يعتمد بذلك على البرلمان بدرجة أساسية ، ولكن للأسف ذلك البرلمان خيب ظنون صالح وانقلب عليه بعد مقتله .

 عقد الراعي وبرلمانه اجتماعاً في صنعاء بعد بضعة ايام من مقتل صالح ، وكان المفترض ان يدينوا ما فعله الحوثيون من جريمة بحق صالح ويطالبون المجتمع الدولي والعالم انقاذ صنعاء من جماعة الحوثي ، ويشجبوا وينددوا ويرفضوا ما يفعله الحوثي .... الخ .
ولكن للأسف عقدوا اجتماع سخيف وظهروا بمواقف ضعيفه تلقي عليهم السخرية والاستخفاف والاستياء .
فيحيى الراعي قد تحدث انه ذهب والتقى مع الصماد وطالبه بتسليم جثة صالح !!
الراعي يطالب بالجثة ومستنكر لماذا الحوثي محتجز لجثة صالح  ولم يهمه ويستنكر ما فعله الحوثي بصالح حتى جعله جثة !! 
يعني ان رئيس البرلمان الراعي التقى بالصماد ليعطيه مشروعية ما فعله بصالح ويسانده على ذلك ، ولكنه لم يعطيه مشروعية احتجاز الجثة التي طالب بتسليمها ، وهذا منجز برلماني كبير يدل على الوفاء لصالح والسير على درب جثته !!

 الجلسة التي كان الحديث فيها عن مستقبل الشراكة مع جماعة الحوثي وهو الامر الذي يخالف موقف صالح الاخير المتمثل بفض الشراكة ، قد ساد فيها شكاوي اعضاء البرلمان من الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل الحوثي !! 
تخيلوا اعضاء البرلمان يشكون من جماعة الحوثي ويوالونهم ويتبعونهم ويخدمونهم في نفس الوقت !! 
شر البلية الراعي وبرلمانه !! 

ايضاً الراعي تحدث انه قد طلب من الصماد توقف جماعته عن مداهمة المؤتمريين واطلاق طاقم قناة اليمن اليوم واصدار عفو عام ، والبرلمان ايد الراعي وفوضوه تفويض مطلق عنهم .
وهذا ما يعني ان طلب اولئك البرلمانيون هو ايقاف الانتهاكات فقط التي يتعرضون لها فقط ، وهم سيظلون سامعون مطيعون مؤيدون للحوثي ومشرعنون لدولته وكلما يفعله .

الأمر الذي كسر راسي هو عندما قال الراعي انه طلب من الصماد اصدار عفو عام !! 
يعني الحوثي الذي ارتكب كل هذه الجرائم تطالب منه ان يصدر عفو عام !! 
لم اسمع ان هناك من يطلب من المجرم ان يصدر عفو عام عن الضحايا إلا في قاموس يحيى الراعي .
تباً لك يا راعي وتباً لقطيعك.