خلال ثلاث سنوات منذُ تحرير المحافظة عدن من براثن المليشيا الإنقلابية تربع على عرشها أربعة محافظين، أُقيلَ أولهم وأُغتيل ثانيهم وخُلِعَ ثالثهم أما رابعهم لم ترضى عنه اليهود والنصارى حتى ينفذ مخططهم .
نائف البكري تربع على كرسي المحافظة عدن لبضعة أشهر فقط، ولعلمهم بأنه لن يكون أداة أو عبد لهم وأنه لن يخون أبناء المحافظة التي تربى وترعرع بها وأيضاً أنه لن يخذل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أولاه الثقة والذي كان يعتبره كواحد من أولاده طلبوا من فخامته تغييره بحجة إنتمائه لحزب الإصلاح، ولأجل عدن وأبنائها أصدر فخامته وعلى مضض قراراً بإقالته وتعيينه وزيراً للشباب والرياضة، فرضخ الأخ نائف البكري لقرار والده فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .
وبقرار رئاسي تربع إبن عدن البار الشهيد جعفر محمد سعد كرسي المحافظة، وعندما لم يرضخ لإملاءاتهم وأوامرهم في تنفيذ مخططاتهم الحقيرة في المحافظة عدن لم يجدوا بُدَّاً إلا أن يتخلصوا منه بعمليه إغتيال غادرة أظهرت حقدهم عليه لعدم طأطأة رأسه لهم وإنصياعه لأوامرهم بخيانة أبنائه وإخوته وأخواته وأمه المسكينة عدن .. رحمة الله تغشاك يا أبو الفقراء والمساكين .
هنا عَلِمَ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأن مرشحهم لإدارة المحافظة عدن لن تنال منه أيادي الغدر والخيانة، فكان الشريد المُشَرَّد عيدروس الزبيدي هو من يمتلك وبلا منافس صفات الخيانة والعمالة والعبودية والإرتزاق، وبقرار رئاسي وجد نفسه متربعاً على عرش المحافظة عدن ، فبدأت مأساة أبناء عدن بإستلام الشريد المشرد إدارة محافظتهم .. وجميعنا يعلم عِظَم المأساة التي صنعها لهم سيء الذكر عيدروس الزبيدي .
خلال سنتين إستطاع الرجل الذي تحول من شريد مشرد إلى محافظ دنجوان من تحقيق إنجاز عظيم لصالح الدويلة المارقة دويلة الإحتلال بإعادة عدن إلى الخلف لمئات السنين، فحولها من عاصمة مؤقتة لليمن إلى قرية تعيش في القرون الأولى، ولا ننسى بأنه خلال السنتين تعرض لعدة محاولات إغتيال مفتعلة كان فيها ممثلاً فاشلاً في الأداء بمشاركة زميله في التمثيل المشرد الآخر شلال شائع، فطفح الكيل بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإضطر غير آسف إلى خلعه من كرسي المحافظة .
بعد خلع الدمية الإمعه عيدروس الزبيدي من كرسي المحافظة عدن أصدر فخامته قراراً رئاسياً بتعيين الشيخ عبدالعزيز المفلحي محافظاً للمحافظة عدن، وحينما وصل المحافظ الرابع إلى عدن وجد أنه سيتربع على أطلال صنعها له سلفه المخلوع عيدروس الزبيدي، فقبل التحدي ولكنه للأسف الشديد إنصدم بواقع مرير لا يستطيع أن يغيره منفرداً وحيداً ولكنه حاول وبدأ العمل من قصر معاشيق بعد أن مُنِعَ من ممارسة مهامه من مبنى المحافظة كما مُنِعَ من السكن في مسكن المحافظ، وتعرض لعدة محاولات إغتيال حقيقية ولكن الله سلمه من الغدر ، فكانت الضربة القاصمة التي أصابته هي ذلك التصريح الذي خَصَّ به ميناء عدن حينما قال : لابد من إعادة ميناء عدن إلى سابق عهده ليزاحم موانئ العالم لموقعه الإستراتيجي الهام .
حتى اللحظة لا ندري هل نطلق على الشيخ عبدالعزيز المفلحي صفة المحافظ السابق أو المحافظ الحالي، وما نعلمه ومتيقنين منه بأن دويلة الإحتلال المارقة طالما وأنها هي من بيديها ملف عدن فمعنى ذلك لن تقوم قائمة للحبيبة عدن بل ستزداد الأمور سوءاً وقد تصل مساوئ الأمور إلى تحويل العاصمة عدن إلى ساحة قتال بين أنصار اليمن الإتحادي وعبيد دويلة الإحتلال المحسوبين على المجلس الإنتقالي والمحسوبين على جنوبنا والذين كانوا في زمن ماضي قاذورات الإمام فتخلص منهم بإتفاقية مع المندوب السامي البريطاني فحولتهم إلى جنوبيين وخير مثال على ذلك هي محاولة الإنقلاب الفاشلة والتي كانت بحجة إسقاط الحكومة والتي حصدت عشرات القتلى ومئات الجرحى .
وحتى لا تزداد الأمور سوءاً ينبغي على قيادتنا السياسية وبالأخص فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن يطالب دول التحالف بإعفاء دولة الامارات العربية المتحدة من ممارسة دورها، فممارساتها على الأرض تثبت للعيان بأنها لم تأتي للمشاركة في تحرير اليمن من مليشيا الإنقلاب بل جاءت لتحتل وطننا الحبيب، أو على الأقل جاءت لتعطيل ميناء عدن ومطار عدن وإحتلال جزر وجغرافية اليمن الإستراتيجية ونهب تاريخه الأصيل .
علي هيثم الميسري