(( شهيد الدار والمحراب ))

2018/03/03 الساعة 07:13 صباحاً

(( شهيد الدار والمحراب ))
الحبيب عيدروس بن سميط
       رحمه الله تعالى 

 

        
إنه شيخا كبيرا في الثمانين من العمر.
خرج من بيت الله بعد أداء صلاة الفجر وقراءة الأذكار النبوية  ...
فتح لهم باب بيته جبرا لهم بالرغم أن الوقت غير معتاد يستقبل فيه أحدا، غير انه  لايريد أن يرجعهم مكسوري الخواطر .
أمرهم بالإنتظار ريثما يقوم بأداء صلاة الضحى ،
أحرم بالصلاة لله رب العالمين،
كل ذلك لم يشفع له لتمتد أيدي الغدر والخيانه لإزهاق روحه الطاهره وهي بين يدي ربها ،

لم يراعو حرمة بيت .
ولا حرمة مسلم ،
ولا حرمة شيخ طاعن في السن ،
 ولا حرمة الصلاة ، 
ولاحرمةالوقوف بين يدي الله،
ولاحرمة القبلة التي استقبلها،

بأي دين يدين هؤلاء ؟؟؟
أي منهج يحملون؟؟؟
من أي فكر يستقون؟؟؟؟

أفعالهم الشنيعه تؤكد لنا كل يوم أن هذا المنهج والفكر بعيد كل البعد عن الإسلام الطاهر  والفطره السليمه ،، 
الإسلام برئ منهم ومن أفعالهم،، مهما حاولوا أن يتقمصوه،
فالقرآن نهى عن إزهاق نفس المسلم (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جنهم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )).
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى في الحروب مع الكفار " تأملها جيدا "  عن قتل الشيوخ والصبيه والمرأه ..وكذلك كان الصحابه الكرام من بعده..
 بيد أن هؤلاء ينتهكون حرمة البيوت الآمنه ليقتلوا وبغدر .(لايرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة واؤلائك هم المعتدون)..
في الفتح الأعظم أمر الرسول الأعظم مناديه أن  ينادي : ( من دخل داره فهو آمن ) بالرغم أن النداء  موجها لمشركين يراهم أمامه ويقدر عليهم .لكن أراد أن يعلم أمته  أن للبيوت حرمة كحرمة الكعبه وكحرمة المسجد الحرام .أما حرمة النفس المسلمه في أشد إثما من نقض الكعبة نفسها حجرا حجرا .
هذا هو الدين ،، هذا هو الإسلام ،،
فبأي دين يدين هؤلاء الضالين ؟؟؟،، 
إنه دين وفكر أبو لؤلؤة المجوسي الذي اغتال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو في صلاته في المحراب .. إنه فكر ودين ابن ملجم أشقى الآخرين الذي غدر بعلي ابن ابي طالب وهو في طريقه إلى الصلاة ..
( تعددت الأزمان والفكر واحد )
إنه دين الحقد على الإسلام وأهله ..إنه فكر القتل والتدمير وزرع الخوف  و بث الرعب في أمة لا إله إلا الله. . 
( إنه ليس دين الإسلام )

أما الحبيب عيدروس رحمه الله فهنيئا له الشهاده في يوم جمعة على طهارة و في صلاة واقفا بين يدي ربه مناجيا له ،
إنها لخاتمة يحسد عليها تحمل كل معاني السعادة الأبديه من جميع الاتجاهات ،، جعلها الله له على أيد آثمة غادرة طالما تربصت به الدوائر ،عليهم دائرة السوء ..فله بساداتنا عمر ابن الخطاب وعلي ابن ابي طالب أسوة فيما نال من شهاده.

هذه الشهاده التي أكرمه الله بها هي ثمرة صلاحه، هي ثمرة تقواه ،، هي ثمرة  كل هذا العمر المبارك الذي قضاه في خدمة العباد الذين يأتون اليه من كل مكان ليعالجهم ويداويهم بالقرآن مجانا لوجه الله الكريم إلا من قدم له شيئا من غير أن يشترط عليهم أجرا  .،، 
كل ذلك كان مصحوبا بالتواضع لله، وخفض الجناح لعباده، وعدم المنه على أحد ،، والصبر على الخلق وجلافتهم.
رحمه الله تعالى وأكرم مثواه وخلفه في أهله وأمة محمد بخير خلف .

أما تلك الأيدي الغادره الآثمة فنقول لها (سحقا، سحقا، سحقا )
ماذا كسبتم؟ غير تلطخ أيديكم بدماء طاهره بريئه سيظل إثمها يلاحقكم أينما كنتم، ولعنة الله تغرقكم طالما حييتم،،  ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ،، ولعذاب الآخرة  أكبر لو كنتم تعلمون .

( فلا نامت أعين الجبناء )