قبل حوالي ثلاثة عقود وفي صبا عمري أتذكر ليلة من الزمن الجميل كنت فيها أصلي العشاء في مسجد أبان خلف الشيخ محسن أطال الله في عمره ، وطيلة صلاتي كنت أجهش بالبكاء والسبب قلة المصلين في تلك الليلة وكانت ليلة رأس السنة الميلادية ، وكنت حينها منشغلاً عن الصلاة أناجي الله وأقول له : يا الله لقد إنشغل عبادك عن عبادتك وتركوا الصلاة وذهبوا يحتفلون بليلة رأس السنة للهو والمجون .. ذهبوا للشيطان وأنت خالقهم ، يا الله هم يعلمون أنك محييهم ومميتهم وأنت رازقهم في الدنيا ويعلمون أن مرجعهم إليك ويعلمون أن هناك آخرة فيها حساب وعقاب ومع ذلك يعصونك ، كانت كلماتي مع الله بقدر سني الصغير وبلهجة عامية ، فلما إنقضت الصلاة لم أتذكر حينها أي السور قرأها الإمام في تلك الصلاة ، ومع إني لم أكن متديناً إلى الحد الذي تبكيني فيه معصية عبادة الله لخالقهم .
- ما ذكرته أعلاه كان في ثمانينيات القرن الماضي وبعد أحداث يناير هربت مع الهاربين كون أصولنا تنحدر إلى محافظة أبين ومحسوبين على زمرة الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ، وإنضميت لصفوف معسكر الزمرة في السوادية "النقطة الطبية" ، وأتذكر أن جماعة المسجد نَصّبوني إماماً للمسجد الذي كان جُلَّ المصلين من كبار السن لحفظي سور طويلة من الذكر الحكيم ، حتى أن الأخوة الشماليين في المعسكر وأغلبهم من باعة القات يسمونني القاضي لرؤيتهم لي وأنا أؤم المصلين ، وأكثر ما كنت أشعر أنني أعصي الله حينما كنت أتعاطى القات وأدخن كبقية الجُند في المعسكر على الرغم من أن الله تعالى لم يحرم القات والدخان صراحةً .. وأعود بالله من كلمة أنا .
- ما جعلني أكتب ما ذكرته أعلاه هو رؤيتي للشيخ المختار لقطيع الإنتقالي الذي جاء على هيئة شيخ زاهد واعض إنسل في مجتمعنا وهو في حقيقته مرسل من فرخ الصهيونية محمد بن زايد ، هذا الشيخ الكاهن في نظر قطيعه شيخ الدين المجاهد الذي بعثه الله ليحرر دولة الجنوب من الإحتلال الشمالي ، وهو في حقيقته وفي نظرنا سفاح قاتل جاء متعطشاً للدماء متربصاً لإزهاق الأرواح ترك مسجده ومنبره ليقوم بدوره الذي أُنيطَ به في العاصمة عدن ونجح في ذلك إلى حَدٍّ كبير وللأسف كان غالبية ضحاياه هم خيرة المجتمع .
- شوهِدَ هذا الشيخ الزنديق في مرقص من مراقص فرنسا في منظر تشمئز له أبدان الخلق يتراقص مع أنغام الموسيقى ومع حركات الراقصات الماجنات ، وشوهِدَ علم الجنوب الذي يتغنون به ويقدسونه أولئك القطيع وهو يرفرف عالياً حتى كاد يلامس سقف المرقص ، فإن كان مرشد هؤلاء القوم وشيخهم الزاهد أولئك الذين يبحثون عن دولة إضمحلت في العام 90 ترك خير بقاع الأرض عند الله وهي المساجد ، بل وخلع عباءة الزهد الديني وظهر في مستنقع الرذيلة والمجون فمعنى ذلك أنه لا يوجد هناك قضية حقيقية يحملها هذا الشيخ الزنديق ، وسؤالي لهذا القطيع : هل سيأتي شيخكم الزنديق بدولتكم الوهمية من مراقص فرنسا ؟