حكايتي مع لصوص مكتب رئاسة الوزراء 1 ~ 2

2020/02/09 الساعة 01:00 صباحاً

{ }

     إذا أردنا فعلاً تحقيق مشروعنا الحلم مشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي "اليمن الإتحادي" ونجعله واقعاً ملموساً على أرض الواقع فعلينا أولاً تحقيق أمر مهم وهو خلع ثوب المجاملات ورميه في سلة النفايات ، فالمجاملات لا ولن تحقق مشروع ولن تسترد وطن ولن تقضي على مليشيا ولن تكشف لصوص تنكروا بلباس الشرعية وبالمجاملات نفقد كرامتنا وأنفتنا وشموخنا وكبريائنا ، وعلينا أن نجتهد ونسعى بقول كلمة الحق بوجه أي مسؤول أخطأ أو فسد وأفسد فالمواطن الناصح خيراً لوطنه من المواطن المادح ، لذا من بعد اليوم لن يكون علي هيثم الميسري مواطناً مادحاً على الدوام إلا لمن أحسن ويستحق المدح والتطبيل سنتركه للمطبلين الذين تنصبوا مناصب في الحكومة ويستلموا رواتبهم بالدولار ، أما من أخطأ وفسد وأفسد وظلم فوالذي نفسي بيده ومن خلق محمد وقال له قم فأنذر فإننا له بالمرصاد ولو كلفنا ذلك حياتنا .


     وموضوعنا لهذا اليوم يتجه بنفس سياق ما ذكرته آنفاً وسأشرح لكم القصة بدون زيادة أو نقصان بإستثناء إخفاء بعض الحقائق والأرقام تجنباً لإحراج البعض من المسؤولين المتعاونين والحكاية كالآتي : وصلتني رسالة بالواتس من مواطن عدني مسؤول في وزارة الأشغال العامة يعاني من تليف في الكبد ويريد مني التعاون معه بإيجاد منحة مالية من رئيس الوزراء أو أي مسؤول في الحكومة ، فقلت له بالنسبة لرئاسة الوزراء ليس لدي علاقة مع أحد منهم ولو كان الدكتور أحمد عبيد بن دغر موجوداً على رأس رئاسة الوزراء لكانت مشكلتك إنحلت فوراً فهو المسؤول الوحيد الذي كان بابه مفتوحاً على مصراعيه لكل المواطنين .


     بعد يوم أو يومين وصلتني رسالة أخرى من المريض قال فيها : أرجوك يا ميسري إذهب لمكتب رئيس الوزراء وقل له صديقك فلان الفلاني الذي كان يعمل معك في مكتب وزارة الأشغال العامة يناشدك بمساعدة مالية كونه يعاني من مرض تليف الكبد وهو متواجد حالياً في القاهرة وعمليته تتوقف على مبلغ ........ دولار ، فقلت له يا فلان مكتب رئيس الوزراء يصعب دخوله ولكن إسمع خطر في بالي إسم مسؤول عدني قد يستطيع مساعدتك وأنا أعرف إنه رجل متعاون ، فقال لي أرجوك يا ميسري أسرع فحالتي خطيرة جداً والطبيب المعالج أخبرني بأن في حال تأخرت شهر عن العملية فمعناها توقع الوفاة ، فَحزَّت في نفسي العبارة وتألمت كثيراً وقلت له بإذن الله سأبذل قصارى جهدي في موضوعك .


     أتصلت على المسؤول العدني وبعد السلام والكلام قلت له صاحبك فلان الفلاني يعيش أيامه الأخيرة إن لم نسارع في مساعدته فهو يعاني من تليف الكبد ، فقال لي متألماً لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال أمهلني يوم أو يومين وسأرد لك خبر وأردف قائلاً : فلان الفلاني رجل دولة وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها تجاهه فوزارة الأشغال العامة إن خسرته ستكون بذلك خسرت مسؤول من أعمدة الوزارة ، فقلت له جزاك الله خير وأكثر من أمثالك النبلاء ورجال الدولة .


     بالفعل بعد يومين إتصل بي المسؤول العدني وبشرني بأنه إستخرج منحة مالية قوامها ..... ريال سعودي تكاد تكفي لإجراء العملية ومصاريف التنويم والأشعة والعلاجات والسفر إلى عدن ثم العودة مجدداً للفحوصات وخلافه ، فقلت له لم أكن أتوقع أن تنجز المهمة العظيمة بهذه السرعة على العموم وما هي الخطوة التالية ؟ فقال : المنحة المالية موجهة لرئاسة الوزراء لصرفها والباقي عليك أنت في متابعة الصرف فقلت له "أنا لها" وبإذن الله تعالى أستطيع إنجاز الأمر ، فقال لي الله يعينك وضحك ثم قال لي ستتعب قليلاً ولكنني أثق بقدراتك وفي حالة واجهتك عقبات فكلمني وحينها سأتدخل شخصياً ، وذهبت له بنفس اليوم وأستلمت منه التوجيه وقال لي محذراً لا تسلم التوجيهات إلا بيد رئيس الوزراء وإن لم تستطع مقابلته غداً فسلم صورة التوجيه لأحد موظفيه ، فقلت له لا توصي حريص وغادرته فرحاً وكأنني إمتلكت صك دخول الجنة .


     ذهبت مبكراً لمكتب رئيس الوزراء وتفاجأت بطوق أمني وبمجرد أن رأوني أمامهم ترجلوا من مقاعدهم والحمدلله أن الأمر توقف إلى هنا ولم يتم شحن الأسلحة وسألوني ماذا تريد ؟ فقلت لهم أريد مقابلة رئيس الوزراء .. فقالوا وماذا تريد منه ؟ فقلت موضوع شخصي ؟ فقالوا وهل لديك موعد مسبق ؟ فأجبت بالنفي .. فقالوا نحن آسفين لا نستطيع إدخالك إلا بموعد .. وحينها جن جنوني وحاولت جاهداً أن أتَّسِم بالهدوء وقلت لهم يا جماعة الخير هذه حالة إنسانية لمريض بين الحياة والموت ومعي توجيهات من جهة عليا للأخ رئيس الوزراء وأثناء حديثي لمحت بالداخل شخص فقلت لهم طيب لو تكرمتوا نادوا لي هذا الذي بالداخل فإلتفتوا جميعاً فصاح أحدهم يا أخ حسين لو سمحت تعال ولسان حاله يقول تعال خارجنا من هذا اللصقة .. فجاء حسين قادماً إليَّ تسبقة كرشته النص متر وقال نعم أيش معك ؟ ولو إني لم أعرف صورة وهيئة رئيس الوزراء ولا أعرف إن إسمه معين عبدالملك لقلت أنه هذا هو رئيس الوزراء .. فقلت له حياك الله أخي حسين فرد علي بالمثل ومن هنا بدأت المعاناة وبدأت المأساة .


     كان لدي فكرة مسبقة بأن هناك موظف في مكتب رئاسة الوزراء إسمه حسين هديل طبعاً بالإضافة إلى حسين منصور ولكن حسين منصور أعرفه شخصياً وهو رجل خلوق ومتعاون جداً وأعرفه من أيام رجل الدولة الحقيقي ورمز الإنسانية الذي لا ينافسه إلا القليل بخلقه وأخلاقه الدكتور أحمد عبيد بن دغر .. المهم قلت له أخ حسين بعد أن عوجت لساني وضبطته على اللهجة البدوية : أيه يقرب لك أحمد هديل ؟ فقال لي عمي خو بوي ( خو بوي هذه تعني شقيق والدي وليس مرادفة لكاو بوي كما في أفلام رعاة البقر ) فقلت له يا سلاااام يعني أنا وصلت طلعنا أصهار .. فقال لي كيه طلعنا أصهار ؟ فقلت له عمك أحمد هديل متزوج على بنت خالة أمي .. قال هاااه عمتي فلانة قلت له : يه " تعني أيوة" هيا أسمع نا خوك يعلم الله إني كنت ناوي أسلم أمتوجيه لرئيس الوزراء ولكن مادامنا طلعنا أصهار باسلمك إياه ونا مطمن هيا أندني رقم جوالك عشان أتواصل معك بس شف أمحالة إنسانية وأمريض رعه صاحب معين .. فقال لي ولا عليك ، فكانت عبارة ولا عليك وِدَّافة بنت كلب وقع بها أميسري شر وقعة مع أمصهير .. والبقية تأتي فترقبوها ففيها مفاجاءات .

علي هيثم الميسري