{ }
بتناغم مُتَّسِق لمقولة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الشهيرة "إن أرادت دول التحالف أن تنسحب فلتنسحب أما نحن إن إضطر الأمر سنحارب بأسلحتنا الشخصية" ، وعبارة مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مقاله الأخير "لا يمكننا التوقف في منتصف الطريق" أوحى لنا هذين الرمزين الوطنيين بأننا ماضون لا محالة في تحقيق مشروع اليمن الإتحادي حرباً في ميادين القتال وعلى قعقعات السلاح ودوي المدافع .. أو سلماً بتحكيم العقل والمنطق وعلى طاولات المفاوضات والإتفاقيات .
كانت مقولة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يقصد بها بأننا ماضون لتحرير وتطهير كل الأراضي اليمنية من رجس مليشيا الحوثي الإنقلابية ، أما سعادة المستشار الدكتور أحمد عبيد بن دغر أراد بمقاله أن يطمئن الشعب اليمني بإصرار القيادة السياسية وشقيقتنا الكبرى بتنفيذ إتفاق الرياض والمضي قُدُماً في تنفيذ مصفوفة الإنسحابات المتبادلة ، وإبعاد هاجس إحتمالات الصدام في مواقع التمترس كما قال سعادته .
في حقيقة الأمر لدي رأي شخصي سبق وقلته في مقالات سابقة بأن ما أُخِذَ بالقوة لا يُرَد بمفاوضات وإتفاقيات بل يُنتزع بالقوة ، فالمليشيات المسلحة لا تمتلك ثقافة العهود والإتفاقيات ولو كانت كذلك لما حملت السلاح وصوبت فوهته في وجه الدولة والوطن والمواطن ، لاسيما وإن كانت تلك المليشيات لديها هاجس ترى فيه أن الحكم حق إلهي لها تتوارثه على مر الأجيال كما هو حال مليشيا الحوثي ، أو كانت أدوات مرتهنة لقوى خارجية لها أجندات خاصة بها كما هو حال مليشيا الإنتقالي رخيصة الثمن .
لو نظرنا للأمر بواقعية فالشواهد تقول بأننا قادمون على سيل من الدماء بإغتيالات عناصر موالية ومناصرة للشرعية وإندلاع مواجهات مسلحة مع أدوات دويلة الإمارات "مليشيا الإنتقالي" ، وإحتفال دويلة الإمارات بعودة قواتها والخطاب الذي سمعناه بهذه الإحتفالية يأتي في هذا السياق ولإرسال رسالة بأنها ستكون بريئة لكل ما سيحصل من أحداث دامية في جنوب اليمن ، ونتمنى أن نكون شطحنا بعيداً برأينا هذا وأن إتفاق الرياض سيمضي كما جاء في بنوده ، وأن نظرتنا التشاؤمية للأحداث القادمة لن تكون واقعاً مراً نكتوي بنيرانه جميعاً .
علي هيثم الميسري