تولى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة الجمهورية يوم 21فبراير 2012م بعد احداث مؤلمة شهدتها البلاد كانت تؤدي إلى سقوط الدولة وكل مؤسساتها لولاء تدخل دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وتقديم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي كانت مثابة دستور مؤقت للجمهورية اليمنية توافقت عليها كل الأحزاب والمكونات السياسية، وقضت بالذهاب إلى انتخابات مبكرة والذي من خلالها اختير فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية بتوافق الجميع وفي انتخابات حرة ونزيهة شاركت المنظمات والهيئات الدولية على الاشراف والرقابة عليها.
تولى فخامته الرئاسة في اوضاع صعبة ومعقدة وخاصة بعد انقسام الجيش والأحزاب السياسية فيما بينها وبعد صراعات شهدتها اليمن انهكت الدولة وضاعفت من معاناة المواطن الذي يتطلع إلى العيش بحرية وكرامة في دولة مدنية حديثة تضمن له حقوقه وتصون عرضه.
كانت اول الدعوات التي اطلقها فخامة الرئيس بعد توليه مقاليد السلطة هي دعوة كل الأطراف والأحزاب السياسية للجلوس على طاولة واحدة بمشاركة الشباب والمرأة والحراك السلمي الجنوبي والحوثيين والمضي قدما نحو تأسيس ورسم معالم الدولة الحديثة ودستورها وشكلها ومضمونها يكون الشعب اليمني فيها هو الحاكم الفعلي وبما يضمن له التقاسم العادل في الثروة والسلطة وينهي المركزية الشديدة التي عاشتها اليمن خلال الفترات الماضية.
لأول مره في تاريخ اليمن يعقد اجتماع مثابة المصالحة الوطنية تجتمع فيه أطراف اختلفت على مدى السنوات الماضية وتسببت في الأزمات والصراعات فيما بينها، للوصول إلى توافق حول مشروع واحد يمن واحد ودولة اتحادية بعد حوار دام اكثر من تسعة اشهر انبثقت عنه لجان صياغة الدستور وشاركت فيها المرأة والشباب.
تسلم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة واليمن لم تخرج من صراعها الحزبي والمناطقي واضافت اليها الميليشيا الحوثية الطائفية باستيراد من إيران وخاصة وقد شهدت اليمن انقسام الجيش ما بين مؤيد ومعارض وفي ظل اقتصاد وطني على هاوية الانهيار وتعقيدات اخرى في المشهد ومع ذلك مضى حول مشروع الدولة الاتحادية التي تنهي مركزية السلطة وتأسس لمرحلة جديدة اساسها العدل والمساواة في التوزيع في الثروة والسلطة مابين جميع المحافظات المحررة.
استلم فخامته العلم الجمهوري ومضى بمعية الاحرار من ابناء اليمن في مواجهة مشاريع كثيرة ومتعددة تستهدف أمن ووحدة وسيادة اليمن وواجهة انقلاب ٢١ سبتمبر بالعقل والحكمة حتى حاصرته الميليشيا في منزله وطلبت منه اجهاض الدولة وشرعنت انقلابهم ولكنه رفض مقدما استقالته للشعب اليمني حتى اخرجه الله منتصرًا.
ما يمكن اليوم الحديث عنه اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة لتولي فخامته السلطة هو مشروع الدولة الاتحادية من سته اقاليم والتي أصحبت حقيقة على الأرض وواقع يعشه الشعب اليمني ويلتمس المواطن بإيجابيته في المحافظات المحررة وخاصة بعد القرار التاريخي الذي اتخذه فخامته بمنح 20% من الثروة السيادية للمحافظات والأقاليم ونفذته الحكومة في بداية عام ٢٠١٧م.
ما حققه فخامة الرئيس من إنجازات في زمن الحرب هو التمسك بمشروع الدولة ورفض الانقلاب والمضي قدمًا نحو بناء يمن العدالة والقانون ورفض مشاريع الانفصال والميليشيا الخارجة عن الدولة والقانون وبعد أن سيطرت الميليشيا والتنظيمات الإرهابية على اليمن بمدنه ومطاراته وسواحله اليوم وبفضل الصمود الأسطوري الذي قاده مع رجاله المخلصين الذين تواجدوا في عدن في بدايةً عام ٢٠١٦م ووضعوا اللبنة الاولى لبناء الدولة بتوجيهاته ومتابعته حتى أصبحت الدولة حاضره بكل مؤسساتها واجهزتها الأمنية والعسكرية وتصرف المرتبات وفعلت المؤسسات وأصبحت الشرعية تسيطر على ٨٥٪ وتجاوزت معظم التحديات التي تواجها بفضل حنكة ودهاء فخامته.
وعلى المستوى الشخصي فقد قدم فخامته احب الناس اليه شقيقه اللواء ناصر منصور هادي في الدفاع عن الجمهورية والدولة الاتحادية وكان في مقدمة الصفوف في مواجهة خطر الميليشيا الحوثية ومازال معتقل إلى يومنا هذا وقاد نجله العميد الركن ناصر عبدربه منصور هادي ألوية الحماية الرئاسية التي كانت صمام أمان اليمن والجمهورية والوحدة في افشال مشاريع الظلام والجهل والتخلف وكانت القوة الحقيقة لحماية موسسات الدولة وشاركت المقاومة الجنوبية فيها التحرير ومحاربة الإرهاب والتطرف.
وفي ختام مقالي هذا وبمناسبة الذكرى الثامنة لتولي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئاسة الجمهورية وقد قيل عنه صدقاً أنه اليد الأمينة وهو القائد في زمن الحرب وفي ظروف صعبة، وعلينا اليوم أن نتوحد جميعًا حوله لمواجهة مشروع الإمامة والجهل والتخلف والذهاب إلى اليمن الاتحادي الذي اتفقنا حوله في مخرجات الحوار الوطني والذي يحترم المواطنة المتساوية ويضمن توزيع عادل في الثروة والسلطة.