الفرق بين الناشطة الحقوقية هدى الصراري ووزارة حقوق الإنسان

2020/02/26 الساعة 03:08 صباحاً

{ }

     الناشطة الحقوقية اليمنية هدى الصراري الحائزة على جائزة Martin Ennals للمدافعين عن حقوق الإنسان قالت في تصريح لها : الحقوقي المؤمن بحقوق الإنسان والمستشعر لكرامته وحريته لا يتوقف عند حد معين ، بل يسعى جاهداً وبكل ما أوتي من قوة وإمكانيات للدفاع عن حقوق الناس وإنتزاع حريتهم وكرامتهم ، أما صاحبنا الدنجوان وزير حقوق الإنسان المدعو محمد عسكر فلديه الكثير من المحطات يتوقف عندها هنيهات ثم ينطلق لغيرها ، ومحطاته التي يتوقف عندها ليست في صلب عمله فيما يخص حقوق الإنسان بل لتقليد شخصيات رثة مشهود لها بالإجرام بوسام حقوق الإنسان كما فعل مع شلال شائع .. ومن منا لا يعرف من هو هذا النكرة شلال شائع ؟ ، وهناك الكثير من الهنيهات يتوقف عندها وزير الغفلة الوزير الطائر محمد عسكر ومن ضمنها رحلات إستجمام في القاهرة أو جنيف أو غيرها من المحطات ، وطبيعي جداً أن تكون هذه الوقفات نفقاتها من مخصصات الوزارة ، وما تبقى منها توزع على بقية شلته وبلا شك أن يأخذ الدنجوان الطائر نصيب الأسد من القسمة الضيزى .


     الناشطة الحقوقية هدى الصراري لمن لا يعرفها هي محامية عدنية أُغتيلَ ولدها الشاب البالغ من العمر عشرون عاماً من قِبَل المليشيا التابعة لدويلة بني صهيون ، فلم تصيح وتنوح وتندب حظها وتنكفئ على نفسها بل كفكفت أدمعها وإنتفضت وقررت أن تجعل مصيبتها بفقدان ولدها نبراس يضيء لها دربها لتنتصر لنفسها وقريناتها من الأمهات الثكالى والنساء الأرامل ، فبدأت رحلة اللا عودة منتصرة أو شهيدة برفقة ولدها مستعينة بتوفيق الله ورحمته وكان زادها قهر الأمهات الثكالى والنساء الأرامل وضمأها ترويه بأدمعهن ، وإستعانت بعد توفيق الله بشخصيات وطنية في الحكومة الشرعية في وزارة الداخلية "سنسميهم في حينها" بمدها ببعض الملفات العالقة ، وكانت جهودها ذاتية في أغلبها وبما تملك من إيمان في القضية التي حملتها على عاتقها .


     أثناء البحث والتحري والتدقيق للناشطة الحقوقية هدى الصراري في ملفات قضايا المعتقلين والمخفيين قسراً في السجون السرية لمليشيا دويلة بني صهيون كانت وزارة حقوق الإنسان خاوية على عروشها لإنشغال وزيرها وموظفيها بالسفر وإنتظار الراتب الشهري ، وكان الوزير لا يلتفت لهذه القضايا ولا يعِرها أدنى إهتمام وجُل إهتمامه بإتجاه مليشيا الحوثي الإنقلابية فقط وكأن العاصمة عدن تملأها الحدائق الغناء والبساتين وملاعب الأطفال والملاهي الترفيهية ، وكأن كل الوقفات الإحتجاجية لأمهات وزوجات المختطفين تحت أشعة الشمس الحارقة إدعاءات كاذبة لا تمت للواقع التي تعيشه العاصمة عدن بصلة ، بل الأمر أدهى من ذلك وكأنه يصوره لنا بأن تلك النسوة مدفوعات الثمن من جهات معادية لما تقوم به دويلة بني صهيون من جهود إنسانية وذلك من خلال ما صرح به بأن العاصمة عدن تخلو من السجون والمعتقلات السرية وأنه ليست ثمة مختطفين ومعتقلين قسراً .


     في حقيقة الأمر بأن الناشطة الحقوقية هدى الصراري قد أحرجت وزارة حقوق الإنسان وجعلت كل منسوبيها يبلعون ألسنتهم بكل الحقائق التي كشفتها وأظهرتها لمنظمات حقوق الإنسان ، فهل يعقل أن أنثى بجهود ذاتية كشفت كل تلك الجرائم والإنتهاكات إقترفتها مليشيات مسلحة في الوقت الذي يَدَّعي فيه وزير معني بحل كل هذه الملفات الحقوقية بأنها من نسج الخيال ؟ ، فوالله الذي لا إله غيره أرى بأنه ينبغي أن يُقال وزير حقوق الإنسان وليس ذلك فحسب بل ويُحال للتحقيق عن كل تلك الجرائم والإنتهاكات خلال الخمس السنوات الماضية في حق أبناء عدن ، وأقترح أيضاً بأن تُلغى هذه الوزارة العقيمة وتكليف فريق عمل من الناشطين الحقوقيين والحقوقيات بحجم الناشطة هدى الصراري على أن يعملون تحت مسمى "لجنة حقوق الإنسان" ، وتوزع كل المخصصات التي كانت تُصرف على شلة الأنس في وزارة حقوق الإنسان بالتساوي على كل ناشط حقوقي في هذه اللجنة .


     حينما سمعت خبر فوز الناشطة الحقوقية هدى الصراري بالجائزة إقشعر بدني وإهتزت مشاعري الوطنية وشعرت بالفخر والاعتزاز بفوزها ولم أستطِع الوصول إليها بأي وسيلة إتصال لأُهنئها ، والمشكلة ليست هنا بل تكمُن في حكومتنا الرشيدة والموقرة التي لم تحرك ساكن لهذا الحدث الذي رفع إسم اليمن عالياً وكأن الجائزة فازت بها ناشطة حقوقية من بلاد الواق واق ، ولم أسمع أو أرى بأن أحد الوزراء أو المسؤولين في الحكومة غَرَّدَ ولو على إستحياء بتهنئة صغيرة للناشطة هدى الصراري ، ولا أدري عن سبب الصمت والموقف السلبي هل لأن الحائزة على الجائزة عدنية الموطن ؟ أم لأنها ليست محسوبة على الحكومة الشرعية بوظيفة ما ؟ أو أنها لا تتبع جهة ما أو أي حزب من الأحزاب العقيمة ؟ .


      قال المثل "شر البلية ما يضحك" وهذا المثل شعرنا به حينما تداعى الكثير من المسؤولين على الشكر الموصول بالعرفان والإمتنان والمديح المقرف والمقزز لدويلة بني صهيون التي فقط أعلنت بأنها سَتُجلي الطلبة اليمنيين العالقين في مدينة يوهان الصينية وإبعادهم من موطن فيروس كورونا ولم تفعل ، وكان من الأحرى بهم التريث لبعض الوقت ليروا إيفائها بإعلانها ، حتى وزارة الإعلام التي كانت معنية بالإعلان في كل وسائلها الإعلامية عن حصول الناشطة اليمنية هدى الصراري بفوزها في جائزة حقوقية على مستوى العالم والإحتفاء بها ، ولكنها للأسف لم تفعل .. كيف لها أن تفعل ووزيرها مشغولاً بتغريداته على صفحته في تويتر حيناً ينشر تغريدة بسماح بعض الحكومات بإستيراد الرمان اليمني ، وحيناً آخر بتصوير  أسنانه اللولي سيلفي وهو يقول نحن الآن في باقم .. وهلم جرا .


     وأخيراً أوجه كلامي هذا لمستشاري فخامة رئيس الجمهورية جميعاً : أيها المستشارين حينما قذفت الأخت ذكرى عراسي حذائها في وجة حمزة الحوثي بلا شك أن فعلها أسعدنا جميعاً ، وكان مكافأتها هو شرف لقائها بفخامة رئيس الجمهورية وتصويرها معه بمعية ناشط إنفصالي بغيض يُعرف بمهاجمته على الدوام لفخامة الرئيس ومشروعه اليمن الإتحادي ، وبمجرد أن خرج من القصر ذهب لصفحته وعاد لمهاجمة فخامته كما عادت حليمة لعادتها القديمة ، وبمجرد أن وصل الزنديق صاحب صحيفة عدن الغد وجد من يذهب به للقاء فخامته والتصوير معه وكأنه بطل قومي ، ونحن سبق وكتبنا ضد هذا الزنديق بمقالات لاذعة بسبب كتاباته ضد فخامته وتطاوله عليه بشكل إستفز فيه مشاعرنا وحركت كل سواكننا ، أما بالنسبة للمحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري وأم الشهيد التي إغتالته آلة القتل المليشياوية لم يهتم بها أحد ولم يكرمها أحد ولا حتى تحصلت على شرف اللقاء بفخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي وتهنئتها برفع إسم اليمن عالياً في كل المحافل الدولية المهتمة بحقوق الإنسان .. مالكم كيف تحكمون ؟ .

علي هيثم الميسري