المؤامرة على اليمن كبيرة يا سادة

2020/04/10 الساعة 10:10 مساءً

 

     كلما أُصدِرَ تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن عدد المصابين بفيروس كورونا وعن عدد والوفيات جَرَّاء الفيروس ونتأكد من خلو اليمن من أي حالة مصابة بهذا الفيروس ترتسم على محيانا إبتسامة عريضة ونهلل ونكبر ونحمد الله تعالى على سلامة شعب اليمن من هذا الفيروس الفتاك الذي أودى بمئات الآلاف في دول العالم وعلى رأسها دول عظمى ودول غنية ومتطورة في البحوث العلمية وما إلى ذلك من إمكانات مقارنة مع حالة اليمن الإقتصادية وضروف الحرب التي تعيشها البلاد ، وحينها نحمد الله أن حبانا دون غيرنا أن سَلَّمَ اليمن من هذا الفيروس ونستحضر الحديث النبوي : لو إشتدت المحن فعليكم بأرض اليمن .


      اليوم تفاجأنا بإعلان ظهور أول حالة لفيروس كورونا في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت ، وما وراء هذا الإعلان سر كبير لاسيما أن سبقه بيوم أو يومين إعلان عن نية التحالف بوقف الحرب والعمليات العسكرية والتفرغ لمحاربة فيروس كورونا ، والأمر الذي يثير علامات السؤال لماذا في هذا التوقيت يعلن عن وقف الحرب وخصوصاً أن الجيش الوطني يعيش حالة من الإنتصارات المتعددة ضد مليشيا الحوثي في أكثر من جبهة ؟ فهل سنشاهد توقف الحرب كما توقفت الحرب في الحديدة بعد إنتصارات الجيش الوطني الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحرير الحديدة والدخول في محادثات ستوكهولم التي أُعلِن عن  فشلها ؟ .


     الأمر الآخر أنه كان ينبغي أن يُعلن عن محاربة الفيروس منذُ وقت مبكر متزامناً مع إعلان دول العالم محاربتها للفيروس ، ومن المسلَّمات أن يحارب الفيروس بإغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية مع جميع الدول كما فعلت كل دول العالم وليس فتح المنافذ المذكورة ثم نكتشف أن هناك حالة واحدة ظهرت في ميناء الشحر هذا إن كانت هناك حالة حقيقية بالفعل قد ظهرت ، فالأخبار إختلفت عن هذه الحالة فحيناً نسمع أن إكتشاف الحالة ظهرت في أحد البحارة الباكستانيين وحيناً آخر نسمع بأنها أُكتِشفَت في مدير ميناء الشحر وهذا التضارب في الأخبار يؤكد أنه ليست هناك حالة حقيقية ظهرت مع العلم أن مدير ميناء الشحر نفى إصابته بهذا الفيروس .


     يجب على الحكومة اليمنية أن تقوم بمسؤوليتها بصورة سريعة وتسابق الزمن وتُسارع الخطى لإرسال وفد متخصص لميناء الشحر والجهة المعنية بهذا الأمر هي وزارة الصحة ، فهذه الوزارة مناطاً بها أن تتحرى الدقة للكشف عن وجود حالة حقيقية مصابة من عدمه وتعلن عبر الإعلام الرسمي عن ما وصل إليه الوفد في زيارته ، فلو إتضح أن هناك بالفعل حالة مصابة فيجب أيضاً التحقيق في الأمر عن المتسبب في وصول هذه الحالة ومحاسبته قانونياً حتى وإن كان المحافظ نفسه الذي فتح الباب على مصراعيه للسفن والطائرات الإماراتية ، وإن لم يحصل ذلك الإجراء بصورة سريعة فوالله الذي لا إله غيره بأننا سننام على أخبار بإكتشاف عدة حالات جديدة ونصحو على إكتشاف حالات أخرى جديدة مصابة بهذا الفيروس وكل هذا لأجل خاطر عيون صبي إيران عبدالملك الحوثي ، فلأجل خاطر عيونه توقفت الحرب في الحديدة ودخلنا في محادثات ستوكهولم ، وأيضاً لأجل خاطر عيونه سنقول لأبطال جيشنا الوطني الذين أبلوا حسناً في جبهات القتال مؤخراً ومرغوا أنف مليشيا الحوثي توقفوا عن القتال لأجل أن نحارب فيروس كورونا بدلاً عن محاربة فيروس الحوثي .. فالمؤامرة على اليمن كبيرة ياسادة .

علي هيثم الميسري