عندما يفيض كأس الظلم فيباد شعب أمام سمع وبصر العالم وتهدم المستشفيات على رؤوس المرضى والجرحى ويتحول الاطفال إلى اشلاء في أحضان الأمهات بأعتى أسلحة القوة التي صنعت اساسا لحروب عالمية، وبصورة موحشة تتجاوز الخيال البشري،كل هذا بهدف إسكات ألمظلومين وذبح العدالة دون رحمة فقط لان المظلوم انتصر للحق وطالب بحقه الشرعي وبتحقيق العدالة التي نصت عليها قوانين هذه البشرية الظالمة نفسها
هنا نكون أمام ظلم اسود لايتكرر الا عندما تصاب البشرية بلعنة الفناء لتطهير الارض من رجس طغيان البشر .
فالإنهيار الأخلاقي العام للعالم مؤذن بانهيار البشرية وبحضور اللعنة الكبرى التي سقطت على رؤوس البشرية الأولى التي كانت هنا ومرت من هنا ، وتاريخ سنن العدالة يعيد نفسه ولو بعد حين عندما تتهيأ الأسباب وتكتمل شروط استجلاب اللعنة والغضب الجبار .
وان لم تتدارك البشرية الأمر فما يجري في (غزة) هو نذير شؤم ومقدمة لحضور اللعنة الكبرى التي تسقط على الجميع كدورة فناء مستحقة.
فعندما تتعطل الضمائر ويبلغ الظلم مداه تتحرك القوانين الخفية لينتهي مبرر الوجود البشري ويتحول الناس إلى مخلوقات تالفة بل وضارة على الكوكب ومؤذية للمجرات والنجوم السيارة والكواكب المحيطة فتحضر عدالة السنن الإلهية فتهب الرياح الحمراء بدون مقدمات فتتطاير العروش او ربما تنفجر النار فتحرق ما عليها، وتغضب البحار والمحيطات على اليابسة المدنسة بدماء الأطفال والأبرياء فيندفع الطوفان الذي يعيد طوفان نوح بشكل ما وانفجار ما قد يكون بيد البشر أنفسهم فتغرق البوارج و تذوب كل قواعد القوة الوهمية
وتنطفيء شمعة( التكنلوجيا ) التي لم تحتفظ بقيم البقاء فتعود البشرية المتوحشة إلى عصر الحجر وماقبل عصر الحجر بما تبقى من الناجين ربما بلا (سفينة نجاة) هذه المرة.
وربما تظهر سفينة النجاة في منطقة واحدة هي غزة ففي (غزة ) يختفي السر الكبير ويحوم (الخضر)حول (سفينتها ) المخروقة و(غلامها) المقتول و(جداره) المهدم في هذا التوقيت ليتشكل العالم الجديد بعدالة (طوفان الأقصى ) او بعدالة انفجار( الطوفان العظيم ) بشكل ما وصورة لا يعلمها سوى الله؛ لتكون الحقيقة ان ما بعد ( الطوفان) غير ماقبله وللبشرية الخيار ان وجد للرشد مكان.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.