ما تمر به جمهورية مصر العربية في هذه الأيام الراهنة لا يخفى على القاصي والداني وأصبح العالم بأكمله متابعاً للأحداث بتفاصيلها الدقيقة التي أبكت القلوب قبل العيون وللأسف الشديد لم نجد لها رد فعل جاد وصريح من حكام العالم العربي والإسلامي والدولي عدا قطر وتركيا.
مصر تعتبر من أكبر وأهم الدول في الشرق الأوسط ففي ظل حكم مبارك طالبوا بعزل حكم العسكر والحزب الواحد والأسرة الواحدة والرجل الواحد وما إن تحققت لهم غايتهم وتم لهم مرادهم وصار الحلم حقيقة بأن يصير الحكم مدني وشرعي وأن تكون الديمقراطية هي الحل في بناء الوطن ولكن.. ـ كفروا بالديمقراطية والشرعية.
حدث الانقلاب العسكري المخطط بتنظيم داخلي وكذلك خارجي أعاد مصر ثلاثون عاماً للوراء وما إن خرج ملايين الأحرار والثوار الصادقين لثورة يناير إلى ميادين الثورة في رابعة العدوية والنهضة وكل الساحات والميادين في مختلف محافظات مصر ليعبروا رفضهم للانقلاب العسكري وتمسكهم بالديمقراطية والشرعية الدستورية بكل سلمية وصدور عارية فلم يكتفي هؤلاء الانقلابين ما عملوه بالديمقراطية والشرعية فتعدوا كل الحدود الدينية والمدنية والقيم الإنسانية فقاموا بإراقة الدماء وإحراق المعتصمين والخيام دون النظر لحرمة الدم التي هي عند الله أعظم من حرمة الكعبة المشرفة, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:))لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم(("رواه الترمذي والنسائي".
فانتفضت الشعوب العربية عن بكرة أبيها منددة ومستنكرة للمجازر الدموية التي أذرفت لها العيون الدماء بدل الدمع، فكان أبناء اليمن أهل النصرة والمدد ومن أول الشعوب التي نددت وأدانت هذا الفعل الخبيث والغير إنساني واللا أخلاقي, فمع هذا الزخم العالمي والعربي والمحلي فكان لابد وكعادتها محافظة عدن حضورها الفعال وبروزها الريادي فأقامت مسيرة ووقفة احتجاجية تفاعل بها الآلاف من أبناءها، فذلك لم يكن إلا الشيء القليل الذي نقدمه لإخواننا المغلوب على أمرهم في أرض الكنانة ونحن بذلك مستشعرين المؤازرة والنصرة وعظمة الأجر من الله عز وجل ومستذكرين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))"رواه البخاري ومسلم".