في ذكرى تأسيسه يكون الاصلاح قد قطع شوطا كبيرا في مضمار التأصيل والتجذر ، والتحول إلى قوة فعلية في المعادلة السياسية والوطنية والاجتماعية ، وحزب سياسي كبير بهذا الحجم والحضور الكبيرين يصبح من المستبعد بل والمستحيل استئصاله وإقصاءه وقطع أمرا دون الرجوع إليه واستفتاءه فيه .
منذ ثلاثينيات القرن الماضي كانت الحركة الاسلامية اليمنية هي صانعة الثورة ومهندستها وكاتبة أبجدياتها وراسمت سيناريوهاتها ، وقد مثل وجودها حالة انقاذ مستمر للوطن ووحدته ، قدمت خيرة رجالاتها الافذاذ كما قدمت التضحيات تلو التضحيات ، وظل فكر الوحدة والتوحد عامل تحفيز لها في سبيل استعادة وحدة الوطن ، شمالا وجنوبا ، تقاطعت الرؤية الفكرية للوحدة بالنسبة للاسلاميين اليمنيين مع رؤى التيارات المختلفة من قومية واشتراكية من يمينية ويسارية ، فإذا كانت تلك القوى ترى في الوحدة اليمنية مطلبا ماديا جعل الوحدة يرتكز على المصالح والثروة ، كان الاسلاميون في اليمن كما غيرهم من دول العالم الاسلامي ينظرون إلى الوحدة كعقيدة كقيم كروح جامعة قبل أن تكون مصالح مشتركة ، كواجب مقدس دينيا ووطنيا ، ولازمة تحرير شامل للمنطقة وقطع كل صلاتها بالقوى الدولية التي سلبتها إمكانية نهضتها وتحولها إلى قوة فاعلة في التاريخ والمعادلة العالمية في مختلف المجالات وظلت الوحدة والحرية والعدالة والنهضة مفردة فكرية ثابتة وحاضرة في وجدانهم وحركتهم ولقاءاتهم ونقاشاتهم وندواتهم وادبياتهم وفعالياتهم الفكرية والسياسية والثقافية والتربوية .
والحقيقة أن التجمع اليمني للاصلاح اليوم يواجه مختلف التحديات التي يراد تسكينها في الوطن وتحويلها إلى واقعا تفكيكيا ينتج ثنائية الانفصال والتناحر الاجتماعي ، كما أنه اليوم يواجه ما تبقى من الحمولة السياسية الفاسدة المتأصلة في بنية الدولة والتي لم تجذها الثورة معها نتيجة أن ثمة واقعا ذاتيا وموضوعيا حتم على الاصلاح كأحد صناع الثورة انتهاج خيار السلم الذي يكرس منهجية التغيير الهاديء بما يؤدي إلى إيجاد قدرا من الاستقرار الوطني الذي يحول دون الانيهار الذي ستترب عليه عواقب وطنية وخيمة .
إن المسؤولية التي يتحملها الاصلاح اليوم كقوة وطنية معتبرة تجعله رائدا وطنيا باميتاز ، وتحتم على كل القوى الوطنية الحقيقية الجادة والمهمومة بهذا الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ونهضته ومستقبله أن تنظوي في ركب هذا التجمع الكبير الزاخر بمواقف الرجولة والولاء والانتماء والتضحيات القادر بإذن الله على قهر مختلف التحديات واخماد بؤر القوى الخارجية التي تسعى إلى تفكيك الوطن عبر ادواتها الطائفية والانفصالية وما تبقى من نظام فاسد ،،،نعم إنه الاصلاح رمز شموخنا وحادي مسيرتنا نحو المستقبل الاجمل