في كل مرة، يسقط شاهدا على التاريخ، شاعرا آو كاتبا أو فنانا ، تغلب سطوة الطغاة والمتجبرين،وتنقص الخضرة.. ويزداد اليباس.
موت مربي ومؤرخ وكاتب كبير كالاستاذ عبد الملك الشيباني -رحمه الله- خسارة كبرى في حياة اليمنيين،الذين لم يعودوا يملكون من تلابيب الحياة غير الصوت،كل شيء ناقص عندهم،السيادة والأرض، والثروة والكرامة ،والامن والاستقرار ،إلا شيئا واحدا ما زالت بقاياه تملأ الفراغ،تلك هي أصوات التفكير والتنوير ،فكيف اذا اختفى واحد من أشجعها.. وأصفاها وأصدقها ..؟
اذا رحل الحاكم فما أسهل أن يعوض ،فكل سائق دبابة مرشح لأن يكون حاكماً..!
وكل مقاتل يمكن أن يصبح زعيما،وكل متطرف متعالٍ بمذهبه أو عصبته يمكن أن يصبح حاكماً..
أما إذا رحل كاتب حقيقي فمن يعوّضه غير الانتظار لميلاد كاتب آخر يعايش دورة كاملة من عواصف زمنه،لذلك فإن رحيل كاتب هو حدث أكبر من رحيل حاكم في أمة يسعى للتحكم في مصيرها وارثو القتل ومكممو الأفواه...