كواليس الهبة وخفايا نحب

2013/12/19 الساعة 11:03 صباحاً
قصة نحب..لمن يحب ومن لايحب [2]

كواليس الهبة وخفايا نحب
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
................................ بقلم : د.عبدالله السيباني

كل الحضارم متحمسون لما اصطلح عليه الان بمسمى #الهبة الشعبية غير أن أكثرهم لا يعلمون ماوراءها وما أمامها وما فوقها وما تحتها ومن يحيك خيوطها ويرسم مخططها ولا أزعم هنا أنني سأكشف كل شيء عن هذه الطبخة لكنني سأبين بعض الخيوط وأوضح بعض اللبس ليكون أهلي على بصيرة و للعقلاء من بعد البيان القرار..

يخطئ من يظن أن هذه الحركة بدأت بمقتل الشيخ سعد عليه رحمة الله ولا حتى بتشكيل تحالف القبائل على يديه قبل أربعة أشهر إثر اشتباكات مع الجيش قتل على إثرها اثنان من بيت علي مع حراسات الشركات النفطية في يوليو الماضي وتشكل الحلف على يدي الشيخ مطالبا بعدد من المطالب تكرر بعضها في بيان المؤتمر الاخير.

تبدأ القصة عام 98م حين قتل الشيخ علي بن حبريش أخو الشهيد اغتيالا واتهم حينها القائد محمد اسماعيل خال الرئيس السابق قبل أن يصفيه النظام بعد الحادثة بحوالي عام ليظهر للحضارم أن يد الظلم قصيرة وهي حيلة المستفيد الوحيد منها هو نظام المخلوع بلا أدنى شك لإخفاء كل معالم الجريمة وقد كان لإعلام الاشتراكي وأجهزته الأمنية البشرية كمدنيين دورا كبيرا في تثبيت هذه التهمة وتصديقها لدى العامة خصوصا وقد انضم غالبيتهم لأجهزة صالح وحزبه الحاكم.
المشهد الثاني من مسرحية الهبة الحضرمية كانت الحبكة فيه أيضا بأيدي الأجهزة المخابراتية للنظامين السابقين بعد أن أصبحا خارج اللعبة ولانجاة لهما إلا بفوضى خلاقة يستطيعون خلالها ركوب الموجة والظهور بمظهر الثوار وأصحاب الحق وأولياء الدم.

حاول قادة إشتراكيون التغلغل في القبائل الحضرمية لاقناعهم بفكرة الانفصال غير أنهم أخفقوا بشكل واضح في هذه المهمة نتيجة لتاريخهم الأسود وماضيهم اللئيم الذي يصعب على ذاكرة القبيلة الحضرمية نسيانه مهما تلون حاملوه فكان أكثر نشاطهم في المدن وفي طبقات العمال بشكل واضح وقلة من أبناء القبائل الشباب الذين لم يعايشوا ماضي الاشتراكي البغيض.
أكثر من مرة حاولت قيادات الحراك الاشتراكية الزج بأبناء القبائل في مواجهة الدولة غير أنهم فشلوا بسبب تعقل مشائخ تلك القبائل وقلة أتباع القيادات الحراكية الاشتراكية من أبناء القبائل حتى نجحوا أخيرا في إقناعهم بإغرائهم بالمطامع المالية من خلال مطلب حقهم في الشركات النفطية العاملة في أرضهم ، هذه الحيلة جربت في أكثر من منطقة في حضرموت في وادي عمد وساة وأطراف شبوة والخشعة والضبة ونجحوا أخيرا في الزج بالحموم في مواجهة مباشرة مع حراسات الشركات قتل على اثرها منهم رجال واعتقل آخرون وهي النتيجة التي يطمح الرفاق إلى تحقيقها.

استغل الرفاق هذه الغنيمة من دماء رجال بيت علي ليتاجروا بها ويمتطوها لتحقيق حلمهم المنشود فتداعوا من الداخل والخارج لتحريض الحموم على الانتقام وتفجير الوضع غير أن الحموم دعوا القبائل الحضرمية لمؤتمر خرجوا منه بمطالب واضحة هو مؤتمر نحب الاول الذي شكل فيه حلف قبائل حضرموت الذي كلف الشيخ سعد برئاسته.

مرت كل المهلة التي شملها بيان الحلف الاول من يوليو وحتى ديسمبر دون ان يتحقق منها شيء ،وهو ماأعطى الرفاق فرصة للعزف على نفس الوتر مجددا غير أن السكون الحضرمي و التعقل القبلي كان يحول دائما دون اشعال النار التي يخطط لها المجرمون.

قبل مقتل الشيخ سعد رحمه الله بأيام وصلته رساله من علي سالم البيض عبر شخص معروف يطالبه فيها البيض بإعلان انضمامه للحراك وفتح أراضي قبيلته لفتح معسكرات يتدرب فيها شباب الحراك استعدادا للكفاح المسلح غير أن الشيخ سعد رفض هذا المطلب بشدة رغم أن بعض أولاده من أنصار تيار البيض وأصبح الشيخ سعد عقبة أمام تحقيق أمنية البيض ومطلبه فكان غياب الشيخ هو المطلب الأول لهذا التيار بشكل أو بآخر لتحقيق عدة أهداف منها:
1-التخلص من حكمة الشيخ سعد ورجاحة عقله ووقوفه الدائم ضد تيار القتل والدم وقربه من النظام الحاكم وعلاقته بالمسئولين في الدولة.
2-استغلال مقتل الشيخ لبدء الكفاح المسلح بدعوى مطالب الشيخ والثأر لدمه.
3-تسليم مشيخة القبيلة لأحد أبناء الشيخ المواليين للبيض والذين يتواصل معهم باستمرار.
4-استغلال منطقة قبيلة الحموم للتدريبات العسكرية والسيطرة عليها من قبل مليشيات البيض باسم القبائل للسيطرة على شركات النفط بدعوى الضغط على المحتل .
5-تذكير قبائل حضرموت عامة والحموم بشكل خاص بدم الشيخ علي الذي قتل قبل حوالي خمسة عشر سنة وربط قضية قتله بقتل أخيه والشب على نارها حتى تشتعل.

أما ملابسات مقتل الشيخ فتدل على أن القاتل مترصد وقاصد الفعل في النقطة الأمنية حيث تفيد المعلومات أن سيارتين نوع شاص تتبعت سيارة الشيخ منذ الصباح وأفاد شهود عيان أن إطلاق النار بدأ أولا من المرافقين وتفيد روايات أن الرصاصة التي قتلت الشيخ جاءت من الاتجاه المعاكس!.
قبل مؤتمر نحب الأخير شعر الحموم وحلف القبائل أن الرفاق يريدون أن يركبوا الموجة ويغيروا المسار كعادتهم فأصدروا بيانا منعوا فيه رفع الاعلام الشطرية والشعارات ليحولوا دون استغلال الحدث غير أن الرفاق أصروا على حرف المسار عنوة وسيطروا على منصة الحفل من خلال الاشتراكي صبري بن مخاشن مخلب أحمد علي صالح و أداته الاعلامية في حضرموت فطغت كلمات الرفاق على كلمات القبائل وطغى مسمى الجنوب على اسم حضرموت حيث تحدث في ذلك الحفل كل من البيض وباعوم وبامعلم وسعيد الجريري وعلي الكثيري وبن شعيب وكلهم من تيار الحراك وغيرهم من مشائخ لقبائل جنوبية لاناقة لها في القضية الحضرمية ولاجمل فيما استبعدت كلمات لشخصيات ومكونات حضرمية قرر المنظمون أنها لا تستحق الحديث بسبب توجهاتها المخالفة لتوجه الرفاق.

أما قصة البيانات فشأنها آخر ، حيث اعتكف محمد الحامد رئيس الحزب الاشتراكي وصهر البيض حوالي ثلاثة أيام بالقرب من مصدر القرار في قبيلة الحموم وفي الليلة التي سبقت مؤتمر نحب تحرك الحامد وعبدالمجيد وحدين وعباس باوزير السكرتير الاعلامي للاشتراكي والذي اعلن تبرعه بخمسة مليون ريال لا ندري اي جهة اعتمدتها له لأن الكل يعرف حالته المادية وهو مايشير إلى تورط جهات خارجية في تمويل الطبخة، تحرك الثلاثة من المكلا إلى غيل بن يمين مساءا لاكمال الطبخة وهو ماظهر جليا في البيان الذي تلي في المؤتمر.
أما قضية تزوير البيانات وتحريف مصطلحاتها فقد تبين أخيرا أن من تولى أمرها هو الصحفي صبري بن مخاشن حيث أدرج مصطلح (الاحتلال ) في البيان وهو مالم يرد مطلقا في البيان الرسمي المختوم بختم الحلف والمنشور في كل المواقع . وقد تكررت هذه التزويرات أكثر من مرة ممايشير إلى تجيير واضح لصالح جهة معينة.

أخيرا يجب أن يدرك أبناء حضرموت أن ترك مسمى الهبة دون توصيف كانت مقصودة من قبل جهات تسعى لتحقيق أجنداتها الخاصة وهدفهم اشعال الحرب وحرق حضرموت لانقاذ ثلاثة أطراف ؛
أولها : نظام المخلوع الذي سخر جيشه وإعلامه وأجهزة أمنه لاثارة الفوضى التي يرى فيها الأمل الوحيد لعودته.
ثانيها : الحوثي وعملاء إيران في الشمال والجنوب خصوصا بعد تزايد الضغط عليهم في صعدة ،ففتح جبهة في الجنوب ستكون بمثابة انفراجة لهم في الشمال والسيطرة على حضرموت سيكون الفتح الاكبر لهم على بر الجزيرة وبحر العرب .
ثالثها : قيادات الحراك الاشتراكية وخصوصا أصحاب فك الارتباط الذين يرون في مخرجات الحوار الوطني الرصاصة التي ستقضي على آمالهم وطموحاتهم بعد أن تقرر اعتماد الفيدرالية بأقاليم متعددة وهو المطلب الاكثر قبولا في الشمال والجنوب.

لايخفى على كل المحللين والمتابعين ماتربط هذه الأطراف الثلاثة من مصالح وتنسيقات إضافة إلى الورقة الخطيرة والمسماة ( بالقاعدة) والتي تستبشر خيرا بهذه الهبة المنتظرة.
طرف آخر له علاقة بهذه الاطراف وهم تجار المخدرات وللعلم فحضرموت تعتبر الممر الأكبر في الشرق الأوسط لتجارة المخدرات بين ايران ودول الخليج وآسيا وافريقيا وقد تناقل البعض أخبار دعم غير محدود للهبة بالملايين من قبل تجار للمخدرات .

وحول علاقة الاطراف المذكورة ببعض واستغلالها لسوق السلاح والمخدرات أورد للقارئ للكريم معلومة حساسة وخطيرة نقلها لي أحد الثقات ومضمونها أنه أخبره أحد قيادات الحراك الوسطى أن أحد زعماء الحراك بالمكلا أخذ مجموعة من شباب الديس بدعوى تشغيلهم في إحدى الشركات بوادي حضرموت وحين وصولهم إلى الوادي استقبلهم شخص معروف بتجارة المخدرات وطلب منهم إبلاغ اهاليهم بان الشركة تمنع استخدام التلفونات وانهم لن يتصلوا عليهم في الوقت الحاضر .يقول هذا الحراكي ان ابنه كان أحد هؤلاء الضحايا غير أنه تمكن من الهرب قبل أخذ البقية إلى صعدة للقتال مع الحوثي من أجل التدريب استعدادا لاعلان الكفاح المسلح في الجنوب ثم العودة حينئذ ، وقال هذا القيادي أنه اكتشف استغلال وإجرام زعماء الحراك لاخلاصهم وثقتهم فيهم بعد هذه الحادثة وعودة ولده هاربا فيما لايزال بقية الشباب بعيدين عن أسرهم التي تظن أنهم يعملون في الشركات وربما قد قضى بعضهم نحبه في مؤخرة جيش الحوثي في قتال أهل السنة بدماج.

هناك مؤشرات على استعداد جهات عدة وقبائل من خارج حضرموت لبدء انتفاضة مسلحة في حضرموت وسلب ونهب قد يطال أبرياء ويحرق الأخضر واليابس. وتشير معلومات دقيقة أن هناك مجندين حوثيين في معسكرات الجيش والأمن سيساهمون بطريقة أو بأخرى في تأجيج الوضع وتفجير الصراع وذكر البعض أن آحد المعسكرات التابعة للمخلوع والتي لم تعلن انضمامها للثورة الشبابية في هضبة المكلا قد بدأ توزيع أسلحة مختلفة لشباب قبائل وتيارات سياسية لتنفيذ خراب باسم الهبة الشعبية .

كل هذه المعلومات تستدعي من عقلاء حضرموت ألا يسمحوا للمتسلقين والانتهازيين أن يركبوا موجة هبتهم ويحرفوها عن مسارها ليحققوا مطامعهم الشخصية وينقذوا سادتهم الاجراميين.
هذا ماستطعت إيصاله لكم من معلومات رأيت أن السكوت عليها جريمة لاتغتفر ولعل البوح بها ينقذ نفسا بريئة أو يسلّم أرضا مسالمة من نار الفتنة العظيمة.