خرجت الإمارات عن صمتها بعد فضيحة الشيخة لطيفة ابنة حاكم دبي، محمد بن راشد التي أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية.
وقالت سفارة الإمارات في لندن إن الشيخة لطيفة آل مكتوم، وهي إحدى بنات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، تتلقى الرعاية في المنزل. مضيفة أن التغطية الإعلامية لا تعكس الوضع الحقيقي.
وذكر بيان للسفارة نقلته وزارة الخارجية الإماراتية أن “عائلتها أكدت أنها تتلقى الرعاية في المنزل بدعم من عائلتها والأطباء. إنها تواصل التحسن ونأمل أن تعود إلى الحياة الطبيعية في الوقت المناسب”.
وكانت شبكة “بي بي سي” البريطانية قد نشرت، الثلاثاء، مقطع فيديو للشيخة لطيفة تقول فيه إنها محتجزة كـ”رهينة”.
واليوم الجمعة، طلب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من دبي مزيدا من المعلومات حول وضع لطيفة ودليلا على أنها على قيد الحياة.
وعلق الخبير القانوني والمحامي الدولي الدكتور محمود رفعت، على التسريبات التي خرجت مؤخرا لابنة حاكم دبي الشيخة لطيفة وتكشف عن أن حياتها بخطر، وفجر مفاجأة صادمة عن سبب محاولاتها الهروب وكذلك سبب هروب زوجة محمد بن راشد الأميرة هيا بنت الحسين رفقة طفليها.
ويشار إلى أنه قبل يومين أكدت الأمم المتحدة، أنها تبحث مسألة احتجاز لطيفة آل مكتوم “35 عاماً” ابنة حاكم إمارة دبي . نائب رئيس الدولة محمد بن راشد، المختفية قسراً منذ سنوات.
كما أعربت بريطانيا، عن قلقها من تقارير تفيد باختطاف حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، لابنته لطيفة . وذلك وفق ما أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب.
وقال محمود رفعت في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بتويتر رصدتها (وطن):”أسقطت لطيفة بنت محمد بن راشد حاكم دبي . القناع الذي أنفق حكام الإمارات مئات المليارات لوضعه زيفا على وجههم القبيح. وجعلت الأمم المتحدة تستجوب الدولة رسميا.”
وتابع مفجرا مفاجأة صادمة عن الأسباب التي دفعت بالأميرة لطيفة لمحاولة الهروب أكثر من مرة . وكذلك الأميرة هيا التي نجحت بالهروب فعلا:” سبب محاولات هروب لطيفة وهروب زوجة حاكم دبي مع بناتها يتم التعتيم عليه وحان الوقت لتسليط الضوء عليه. وهو زنى المحارم بالأسرة”
وأول أمس، الأربعاء، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن الحكومة البريطانية قلقة من مقاطع الفيديو للأميرة لطيفة . وتريد أن ترى دليلا على أنها على قيد الحياة وبصحة جيدة”.
وأضاف راب: “يمكنك مشاهدة اللقطات فقط، ونرى أن هناك صوراً مؤلمة للغاية، وهو أمر صعب للغاية”.
وأشار إلى أن بريطانيا منزعجة منه وإن الأمم المتحدة ستتابع الأمر، مطالباً بدليل يثبت وجودها حية.
جاء ذلك، في أعقاب مقطع فيديو نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” للأميرة لطيفة، وهي تقول إنها رهينة . في فيلا تحولت إلى سجن.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد أصدرت بيانا في سبتمبر/أيلول الماضي زعمت فيه أن الشيخة لطيفة محتجزة . في مكان غير معلوم، بعد القبض عليها أثناء محاولتها الهروب من الإمارات للمرة الثانية.
كما قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في مايو/ أيار الماضي، إن السلطات الإماراتية عليها الكشف فوراً عن مكان . الشيخة لطيفة بن محمد آل مكتوم، ابنة حاكم دبي، وأن توضح وضعها القانوني.
وأشارت إلى أن عدم الكشف عن مكانها ومصيرها يعتبر “إخفاء قسريا” بالنظر إلى الأدلة التي تشير إلى أن آخر مرة شوهدت . فيها كانت السلطات الإماراتية تحتجزها.
وفي أول رد، قالت الإمارات العربية المتحدة، في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن بعثتها في جنيف قدمت بياناً يتعلق . بالشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم. نجلة حاكم دبي لمكتب الإجراءات الخاص بالمفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وأصدرت الخارجية الإماراتية بيانا جاء فيه “أن بعثتها في جنيف وجهت بيانا يتعلق بالشيخة لطيفة لمكتب الإجراءات الخاص . بالمفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة”.
وأشارت إلى أنها “فندت فيه الادعاءات والمزاعم الكاذبة، وقدمت البراهين على أن الشيخة لطيفة تعيش مع أسرتها في دبي”.
وفي سياق ذي صلة، قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن التسريبات الأخيرة التي نشرت عن وضع الشيخة لطيفة تعتبر . إحراجاً جديداً للعلاقة الخاصة بين ملكة بريطانيا وحاكم دبي. الذي جمعت بينهما صداقة مركزها حب سباق الخيول.
وأنشأ حاكم دبي اسطبلات غودولفين، ولطالما شارك الملكة في مقصورتها الخاصة في سباقات الخيل. وقيل إن الملكة بعد . قرارات في محاولة اختطاف ابنتين من بناته قالت إنها ستتجنب التقاط صور معه.
وقالت الصحيفة، إن قرار المحكمة البريطانية العام الماضي عن محاولة الملياردير حاكم دبي اختطاف ابنتيه هدد بتوتر في . العلاقة بين بريطانيا والإمارات. وأثار أسئلة حول ما إذا ضحت بريطانيا بحقوق الإنسان لحماية حليفها.
وتوصلت المحكمة إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم ربما خرق القانون البريطاني والدولي عندما اختطف ابنتيه . مما يطرح أسئلة حول منع الشرطة البريطانية من التحقيق في اختفاء الأميرة الصغرى، شمسة.
ولم يكن سير أندرو ماكفرلين، رئيس دائرة شؤون العائلة في المحكمة العليا في انكلترا وويلز قادراً على تحديد فيما . إذا حاولت وزارة الخارجية منع التحقيق في اختطاف شمسة من كامبريدج عام 2000.
ويعود ذلك بسبب رفض الوزارة التعاون مع المحكمة بذريعة حماية المصالح البريطانية.
وحسب الصحيفة، فقد كان الموضوع محرجاً بسبب العلاقة الخاصة بين الملكة وحاكم دبي التي تفوقت على علاقاتها مع . شيوخ وأمراء الخليج الآخرين نظراً للهواية العامة وهي حب سباقات الخيول.
واستدركت الصحيفة: “لكن العلاقة هي اقتصادية وسياسية وليست فقط شخصية. فقد ساهم الشيخ محمد بتحويل دبي . وهي واحدة من الإمارات السبع التي تشكل الإمارات إلى مركز تجاري وسياحي وتنويع الاقتصاد تحضيرا لتراجع موارد النفط.
وأضافت: “تشكل السياحة 20% من موارد الإمارة. ويأتي السياح البريطانيون في المرتبة الثالثة بعد السعوديين والهنود.
ودعمت جمعية “سجنت في دبي” الشيخة لطيفة بالإضافة لعدد من السياح البريطانيين الذين اعتقلوا بتهم خرق القوانين . الأخلاقية للإمارة. وبالإضافة للسياح تعتبر الأسلحة البريطانية مصدرا مهما لصفقات السلاح التي تذهب إلى السعودية والإمارات.
وكان دور هذين البلدين في حرب اليمن سبب في نقد تجارة السلاح البريطانية معهما.
ورغم ذلك فقد تم استهداف منطقة الخليج باعتبارها المنطقة الرئيسية لجذب الاستثمارات وعقد الصفقات التجارية . في مرحلة ما بعد- بريكسيت.
وتعتبر بريطانيا واحدة من أهم الشركاء الأمنيين في المنطقة، لكن هذه العلاقة لم تكن كافية لإنقاذ الأكاديمي . البريطاني ماثيو هيدجز من السجن في الإمارات بتهمة التجسس.
وتعرض ماثو للتعذيب وحكم عليه بالسجن المؤبد قبل أن يصدر عفو عنه.
واتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش” في العام الماضي الإمارات بأنها تقدم نفسها كبلد مفتوح يحترم حقوق الإنسان . ورغم الاتهامات حول انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
هذا ولم تعلق الحكومة البريطانية علنا على حكم المحكمة ضد الشيخ محمد.
ونفى الشيخ الاتهامات وشجب تدخل المحكمة في حياته الخاصة.
ومع ذلك فكون الشيخ محمد الحاكم لدبي ورئيس وزراء الامارات التي تعتبر شريكاً مهماً، فمن الصعب تخلي الملكة عنه . بسهولة ومنعه من مقصورتها الملكية في سباقات الخيل، وفق الصحيفة.
وأضافت: “مثل بقية حكام وأمراء الخليج فقد حاول إبعاد حياته الخاصة عن الرأي العام”.
وتزوج من قريبة له هي الشيخ هند بنت مكتوم المكتوم وأنجب منها 12 ولدا بالإضافة لزيجات أخرى منها والدة كل من شمسة ولطيفة . والأميرة هيا بنت الحسين التي شهدت في محكمة حول حضانة ولديهما في لندن إن قصة لطيفة حقيقية.
وعندما هربت الأميرة هيا بدأ الشيخ بنشر قصائد على حسابه في الإنترنت. ولأن حكام الخليج لا يتسامحون مع النقد . والمعارضة فلم تكن هناك معارضة لمشاريعه في دبي.
ويأمل حلفاؤه المحليين من تحسين “أصدقائه” في بريطانيا من سمعته. لكن ليست هذه هي الحالة، فابن الشيخ الأكبر رشيد . كان يعاني من مشاكل مع المخدرات والمزاج العصبي. وتوفي في 2015 لأسباب لم يتم الكشف عنها.
وولي عهد دبي هو خريج من مدرسة لندن للاقتصاد في لندن، وهو الوجه الشاب الوسيم لدبي، لكنه لن يكون “الأمير على دراجته” . فلديه نمر يحب وضع صوره على منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت الشيخة لطيفة قد حاولت الفرار عام 2018 وتم اعتراض رحلتها على قارب قبل الوصول إلى الهند. وجهة القارب . الذي ركبته بمساعدة مدربة فنون القتال البرازيلية الفنلندية. وصاحب القارب الفرنسي الذي تواصلت معه الشيخة لمساعدتها.
ومنذ ذلك الوقت وضعت كما تشير الرسائل الأخيرة التي سجلتها من الحمام تحت الإقامة الجبرية.
وقالت إنه تم إغلاق كل نوافذ الفيلا بأقفال مع خمس رجال شرطة في الخارج وشرطيتين في الداخل ولا أستطيع الخروج . لاستنشاق هواء نظيف وأنا رهينة، بشكل أساسي.
عقوبات على الشيخ محمد
وأكد محامون عن الشيخة لطيفة أنهم يحضرون ملفا سيطالبون فيه الحكومة البريطانية بفرض عقوبات على الشيخ محمد.
وقال المحامي ردوني . ديكسون الذي قدم حالة لطيفة إلى الأمم المتحدة إنه سيطالب الوزراء في الحكومة البريطانية استخدام علاقتهم القريبة من حكومة الإمارات وتأمين الإفراج الفوري عن الشيخة لطيفة.
وأضاف ديكسون أن الحكومة البريطانية عليها مسؤولية خاصة واستخدام نظام العقوبات بما في ذلك حظر السفر وتجميد أرصدة.
وتابع: “لم تتخذ الحكومة البريطانية حتى الآن أي تحرك ضد السلطات الإماراتية”.
وحسب الصحيفة، فإن الحكومة البريطانية عليها مسؤولية خاصة واستخدام نظام العقوبات بما في ذلك حظر السفر وتجميد أرصدة
واعتبر أن فشل الحكومة بالتحرك “يعني تقديم طلب لهم نيابة عن الأميرة”، فبدون التهديد “سيظل الوضع الراهن كما هو . وهذا وضع خطير”.
وفي الشهر الماضي ضمت مجموعة العمل في الأمم المتحدة بشأن التغييب القسري الشيخة لطيفة على قائمتها.
وقال ديكسون إنه يتوقع أن تسرع الأدلة الجديدة من حالتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف . حيث يتوقع أن يطلب من الدول بمن فيها بريطانيا التصويت للإفراج عنها.
وشجبت الشيخة لطيفة في التسجيلات التي بثت ليلة الثلاثاء على برنامج بانوراما في “بي بي سي” مفوضة حقوق الإنسان . في الأمم المتحدة السابقة ماري روبنسون. عندما زعمت أنها زارت الشيخة لطيفة وأنها تحظى بعناية من “عائلتها المحبة”.
وزعمت روبنسون أنه “تم خدعت بطريقة رهيبة”.
وقالت للراديو الرابع في “بي بي سي” بعد مقابلتها إن الأميرة “فتاة شابة تعاني من مشاكل” وأنها ندمت على محاولة الهرب.
وزعمت روبنسون، (76 عاما) في برنامج بانوراما أنها لم تسأل في زيارتها التي جرت نهاية عام 2018 عن حالة لطيفة حتى لا تفاقم . حالتها النفسية بعد محاولة الهروب. وبسبب معاناتها من اضطراب نفسي مزدوج كما قيل لرئيسة وزراء أيرلندا السابقة.
وأضافت “لقد خدعت عندما نشرت الصورة. وكان مفاجئا لي ودهشت وتم تضليلي، أولا من صديقتي الأميرة هيا التي ضللت بدروها”.
وقالت هيا إن لطيفة تعاني من اضطراب مزدوج وخطير وأخبروني بطريقة مقنعة: لا نريد أن تتعرض لطيفة لأزمة جديدة.
وأضاف: “ولا أعرف التعامل مع شخص يعاني من اضطراب ولم أكن راغبة بزيادة أزمتها على غداء جميل”.
وفي التسجيل قالت لطيفة شاجبة لروبنسون، قالت إنها شابة مضطربة ولدي مشاكل طبية أحصل على علاج لها. وهذا يعني أنني أعاني من مشاكل نفسية، وكانت تعرف أنني في حالة جيدة، وهذا كذب، وتم خداعها”.