الرئيسية - عربي ودولي - بعد صفعة هابرماس لابن زايد: الإمارات في ورطة جديدة ودعوى قضائية ببريطانيا ضد مسؤولين كبار

بعد صفعة هابرماس لابن زايد: الإمارات في ورطة جديدة ودعوى قضائية ببريطانيا ضد مسؤولين كبار

الساعة 11:21 مساءً (هنا عدن /متابعات )

أفادت وكالة (رويترز) للأنباء بأن أكاديمي بريطاني احتجزته السلطات في الإمارات قبل قرابة ثلاث سنوات بتهمة التجسس، أقام دعوى قضائية على عدد من كبار المسؤولين في الإمارات اتهمهم فيها بالاعتداء عليه وتعذيبه وسجنه دون وجه حق.

الإمارات والفيلسوف الألماني

وتأتي هذه الدعوى بالتزامن مع الفضيحة التي تسبب بها الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، للنظام الإماراتي بعد رفضه قبول جائزة الهيئة المشرفة على (جائزة الشيخ زايد للكتاب) لشخصية العام الثقافية جراء الصلة الوثيقة بين الهيئة والنظام السياسي في أبو ظبي.



وكان ماثيو هيدجز قد عاد إلى بريطانيا في نوفمبر تشرين الثاني 2018 بعد احتجازه أكثر من ستة أشهر وذلك إثر صدور عفو عنه من حكم السجن المؤبد بتهمة التجسس.

وجاء الإفراج عنه بعد أن نشرت الإمارات مقطع فيديو يعترف فيه بأنه عضو في جهاز المخابرات البريطاني إم.آي6.

وهذا الأسبوع ـ وفق رويترز ـ قدم محامون عن هيدجز أوراق الدعوى في محكمة لندن العليا على أربعة من المسؤولين الأمنيين في الإمارات.

من بينهم رئيس نيابة أمن الدولة في أبوظبي آنذاك والقائد العام لشرطة أبوظبي حينها.

هذا وطلب (هيدجز) في الدعوى تعويضات عن الاعتداء عليه وسجنه دون وجه حق وإلحاق أذى نفسي متعمد به.

ولم يرد مكتب الاتصال لحكومة الإمارات أو وزارة الخارجية الإماراتية على الفور على طلبات بالتعليق على الدعوى.

وسبق أن قالت الإمارات إن هيدجز لم يتعرض لأي سوء معاملة بدنيا أو نفسيا خلال فترة احتجازه.

وقال هيدجز في بيان “في الخامس من مايو 2018 اعتُقلت وتعرضتُ للتعذيب في الإمارات. وبعد ثلاث سنوات ما زلت أنتظر ظهور الحق وتحقيق العدل”.

كما ذكر الأكاديمي البريطاني أن سلطات الإمارات رفضت أن ترد على شكوى قدمت لها من خلال وزارة الخارجية البريطانية.

واتهم الوزارة البريطانية بعدم بذل جهد كاف لتبرئة ساحته.

وكان هيدجز طالب الدكتوراه بجامعة درَم قد اعتقل في مطار دبي بعد زيارة لإجراء بحث استغرقت أسبوعين.

وظل هيدجز في حبس انفرادي لأكثر من خمسة أشهر وتألفت الأدلة المقدمة ضده من ملاحظات مأخوذة من أبحاثه الخاصة برسالة الدكتوراه.

وتركز البحث على موضوعات حساسة في الإمارات مثل الهياكل الأمنية والقبائل وتعزيز السلطة السياسية في أبوظبي.

وجاء في أوراق الدعوى التي قدمتها شركة (كارتر رك) القانونية الموكلة عنه أنه يتوقع الحصول على تعويضات بين 200 ألف و350 ألف جنيه استرليني.

هابرماس يوجه صفعة قوية لعيال زايد

وفي سياق آخر كانت الهيئة المشرفة على (جائزة الشيخ زايد للكتاب) أعلنت، في وقت سابق عن أسفها لتراجع الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس عن قبول جائزتها لشخصية العام الثقافية جراء “الصلة الوثيقة” بين الهيئة و”النظام السياسي” في أبو ظبي.

وقالت الهيئة في بيان مقتضب عبر حسابها بـ(تويتر) رصدته (وطن) وقتها إنها تعرب عن أسفها لتراجع السيد يورغن هابرماس (91 عامًا) عن قبوله المسبق للجائزة لكنها تحترم قراره.

وأضافت (جائزة الشيخ زايد للكتاب تجسد قيم التسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات، وستواصل أداء هذه الرسالة.)

ويشار إلى أن (شخصية العام الثقافية) تحصل على ميدالية ذهبية ومليون درهم إماراتي (أكثر من 272 ألف دولار).

والأحد، قال هابرماس في بيان سلمه ناشره لمجلة (دير شبيغل) الألمانية:(سبق وأن أعربت عن استعدادي لتسلم جائزة الشيخ زايد للكتاب هذا العام وهذا كان قرارا خاطئا سأصلحه.)

وأضاف الفيلسوف الألماني أنه لم يكتشف في البداية (الصلة الوثيقة بين المؤسسة التي توزع هذه الجوائز في أبو ظبي والنظام السياسي القائم هناك.)

وكان ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، قد غرد عبر تويتر مهنئا الفيلسوف الألماني بالفوز، وكتب (نبارك للفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب من كتاب ومفكرين ومؤسسات ثقافية عربية وعالمية.)

وفي 30 أبريل الماضي، أعلن موقع (جائزة الشيخ زايد للكتاب) اختيار هابرماس (شخصية العام الثقافية).

وذلك تقديرا لمسيرته الفكرية الحافلة التي تمتد لأكثر من نصف قرن وتقديرا للمكانة المرموقة التي يتمتع بها بوصفه واحدًا من أكثر الفلاسفة تأثيرًا في العالم، ورائدًا في الخطاب الفلسفي النقدي.

ويعد هابرماس أحد أبرز الأكاديميين والمفكرين الألمان المعاصرين.

وله أكثر من 50 كتابًا في الفلسفة وعلم الاجتماع تُرجم بعضها إلى اللغة العربية.

وترعى دائرة الثقافة والسياحة الحكومية في الإمارات، هذه الجائزة التي تبلغ القيمة الإجمالية في فروعها سبعة ملايين درهم إماراتي.

وتقدم جائزة الشيخ زايد، التي تحمل اسم أول رئيس لدولة الإمارات جوائزها سنويا في فروع الآداب، والترجمة، وأدب الطفل والناشئة.

وكذلك الفنون والدراسات النقدية، والنشر والتقنيات الثقافية، والتنمية وبناء الدولة، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، والمؤلف الشاب إضافة إلى شخصية العام الثقافية.

ومن بين الفائزين بجائزة شخصية العام الثقافية في الدورات السابقة المستشرق الصيني تشونغ جي كون، والأديب اللبناني الفرنسي أمين معلوف.

وكذلك المؤرخ المغربي عبد الله العروي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.