الرئيسية - عربي ودولي - مفتي مصر علي جمعة يغازل أردوغان بهذه التصريحات عن العثمانيين وهذا ما قاله عن اليهود والقدس

مفتي مصر علي جمعة يغازل أردوغان بهذه التصريحات عن العثمانيين وهذا ما قاله عن اليهود والقدس

الساعة 10:35 مساءً (هنا عدن / خاص )

 

في تصريحات اعتبرها ناشطون مغازلة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، عقب بدء تنفيذ المصالحة المصرية ـ التركية، دافع مفتى مصر السابق علي جمعة المقرب من نظام السيسي، عن العثمانيين وفترة حكمهم للعالم الإسلامي.

علي جمعة يغازل العثمانيين

وأكد جمعة خلال منشور له عبر صفحته بفيسبوك، سرد خلاله تاريخ محاولة اليهود الاستيطان في القدس على أن العثمانيين “وقفوا طوال مدة حكمهم أمام أطماع اليهود ومحاولاتهم المتكررة للهجرة إلى القدس‏،‏ بالرغم من تعاطفهم مع اليهود الناجين من المذابح الإسبانية”.



وذكر “جمعة”، في منشوره، أن العثمانيين فتحوا لليهود الناجين من المذابح الإسبانية، البلاد كلها على الرحب والسعة ما عدا مكة والمدينة المنورة والقدس، وهو ما لم يرق لليهود، “فبدأت أحلامهم وأطماعهم نحو القدس الشريف وفلسطين” حسب تعبيره.

وأضاف: “وظهرت أول دعوة لذلك عام 1665م على يد يهودي تركي اسمه شبتاي تاسفي الذي بدأ بجمع اليهود وتنظيمهم وتنبيههم إلى الهجرة نحو فلسطين، وظلت هذه الحركة سرية ثم أعلنت نفسها، فخرج المئات من أتباعه في مظاهرات صاخبة، عندها أمر السلطان بالقضاء على هذه الحركة فما كان من شبتاي إلا أن أمر أتباعه بالتظاهر بالإسلام والعمل بسرية لتحقيق أهدافهم الخبيثة، وعرفوا باسم يهود الدونمه”.

وتابع: “مع مرور الزمن وصلت أعداد منهم إلى مناصب رفيعة في الدولة والجيش هيأت لهم ما كانوا يطمحون إليه، خاصة في عهد الضعف الذي مر على الدولة العثمانية مع تكالب الطامعين في أراضيها”.

ولفت إلى أنه ما لبثت أن اصطدمت المطالب اليهودية بالموقف الحاسم للسلطة العثمانية بعد أن آل إليها حكم بلاد الشام، وهو ما دعا اليهود حول العالم إلى العمل ضد الدولة العثمانية.

وأردف: “ثم قامت الدولة العثمانية بعد ذلك بفصل شؤون القدس عن ولاية الشام وارتباطها مباشرة بوزارة الداخلية في إسطنبول، وظهرت في هذه الأوقات المستعمرات، وإزاء هذه المشكلة وخوف الدولة العثمانية من وقوع مدينة القدس تحت سيطرة اليهود قاموا بوضع حد للهجرة اليهودية، صدرت قوانين خاصة بالقدس والهجرة اليهودية من قبل الباب العالي عام 1882م.”

وأوضح:(وكان مضمونها ألا يسمح لليهودي بالدخول إلى فلسطين إلا في حالة واحدة هي الحج والزيارة المقدسة ولمدة أقصاها 3 أشهر، على أن يحجز جواز سفر الزائر، ويودع في مراكز الشرطة حيث يتم استبدال الجواز الأحمر به مؤقتا.)

مفتي مصر السابق يتحدث عن اليهود

وتابع مفتي مصر السابق: “ولكن اليهود اخترقوا هذه القوانين بمساعدة قناصل الدول الأوروبية وصار عدد اليهود يزداد يوما بعد يوم، مما أحدث صدامات بين الفلسطينيين واليهود عام 1886م، ودفعت هذه الصدامات الدولة إلى اتخاذ إجراءات جديدة، إذ طلبت من متصرف القدس إجراء اتصالات مع قناصل الدول الأجنبية لإبلاغهم استياء السلطان والسلطات العثمانية لعدم قيام القنصليات الأجنبية في القدس بخطوات من جانبها لتسهيل إخراج رعاياها من اليهود الذين انتهت مدة إقامتهم”.

ولفت علي جمعة إلى أن “هرتزل- رئيس الجمعية الصهيونية- التقى السلطان عبدالحميد بهدف إقناعه بالسماح بالهجرة اليهودية إلى القدس نظير مبالغ طائلة يدفعها اليهود للسلطان وللدولة، إلا أن محاولات هرتزل لم تنجح، وهو ما دفع اليهود بعد هذا الموقف إلى العمل على إسقاط دولة الخلافة حتى يتسنى لهم التدفق على فلسطين، وانتقلت المعركة بعد ذلك بين الدولة العثمانية والدول الأوروبية التي تبنت مواقف اليهود”.

وذكر مفتى مصر السابق علي جمعة أنه “بسبب هيمنة اليهود على معظم الدول الأجنبية التي وقفت معهم وشجعتهم على الهجرة حاول العرب حث الحكومة العثمانية على تطبيق القوانين بشكل فعال، إلا أن هذه المطالب لم تر النور بسبب خلع السلطان عبدالحميد 1908م، الرجل الذي وقف سدا منيعا في وجه الأطماع اليهودية، وهو الحدث الذي أدخل السرور والفرح على اليهود في ذلك الوقت، وصارت الهجرات اليهودية تتدفق على القدس وغيرها من فلسطين”.

 

 

 

واختتم علي جمعة منشوره: “إنا على يقين بأنه تعالى سيعيد إلى المسلمين نهضتهم ويبعث من جديد هذه العهدة العمرية لتكون نبراسا لنا حينما يعود لنا قدسنا الشريف بما يحمل من حب ووئام وأمن وسلام للعالم كله”.

وفيما اعتبر ناشطون على فيسبوك أن منشور علي جمعة يأتي متسقا مع تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قرأه آخرون في إطار التطور الإيجابي لمسار العلاقات المصرية التركية.

خاصة أن مفتي مصر السابق علي جمعة معروف بتمثيله مواقف أجهزة الدولة السيادية، وله مواقف معلنة ضد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وداعمة لانقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

المصالحة بين مصر وتركيا

ويشار إلى أنه أوائل مايو الجاري جرت في القاهرة محادثات مصرية-تركية بين مسؤولين كبار في وزارتي الخارجية لبحث تطبيع العلاقات المتوترة بين البلدين منذ انقلاب السيسي على مرسي عام 2013 ورفض تركيا لذلك.

وسبقت القاهرة هذه المشاورات ببيان صدر عن وزارة الخارجية قالت فيه إن “مشاورات سياسية بين مصر وتركيا” تبدأ “برئاسة نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا ونظيره التركي سادات أونال”.

وأوضحت أن هذه “المشاورات الاستكشافية ستركز على الخطوات الضرورية التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي وفي السياق الإقليمي”.

وفي منتصف نيسان/أبريل الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش 

أوغلو أن “وفدا تركيا سيذهب إلى مصر في بداية مايو/أيار “، مؤكدا أن العلاقات بين أنقرة والقاهرة دخلت “مرحلة جديدة” من الانفراج بعد سنوات من التوتر. 

وتقوم أنقرة منذ بضعة أشهر بحملة لاستئناف التواصل مع القاهرة، حيث طلبت في إطار مساعيها لتحسين العلاقات مع القاهرة، من وسائل الإعلام المصرية المعارضة العاملة ضمن أراضيها تخفيف حدة الانتقادات.

وأعلن اثنان من مقدمي البرامج المصريين المعروفين بانتقاداتهما الحادة للقاهرة وقف برنامجيهما بعد ذلك.

وأصبحت إسطنبول في السنوات الأخيرة “عاصمة” وسائل الإعلام العربية المنتقدة لحكوماتها خصوصا تلك التي شهدت ثورات “الربيع العربي” مثل مصر وسوريا واليمن وليبيا.

وتشكّل العاصمة التركية موطنا لمكاتب ثلاث محطات تلفزيونية مصرية هي “قناة الشرق” و”وطن” و”مكملين”.

وتعقيبا على المساعي التركية، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري الشهر الماضي أن الاتصالات بين القاهرة وأنقرة استؤنفت، ولكن “الأقوال وحدها لا تكفي” لاستعادة كامل الروابط بين البلدين.

وقال الوزير الذي أوردت كلامه صحيفة “أخبار اليوم” الرسمية “لو وجدنا أن هناك تغيراً في السياسة والمنهج والأهداف التركية لتتوافق مع السياسات المصرية ومع ما يعيد العلاقات الطبيعية لمصلحة المنطقة، من الممكن أن تكون هذه أرضية لاستعادة الأوضاع الطبيعية”.