أطلق وزير خارجية قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تصريحاً يعتبر الأول من نوعه منذ تسلم رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي السلطة في مصر.
قال محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن بلاده ترى أن مصر من الدول الكبرى في المنطقة وتلعب دورا قياديا في الملفات الإقليمية.
وأضاف وزير خارجية قطر في مقابلة تلفزيونية “علاقتنا مع مصر مرت بمراحل فيها توترات كثيرة ولكن كان هناك حفاظ على الحد الأدنى للعلاقة حتى في مرحلة الأزمة، سواء من ناحية عدم مس الاستثمارات القطرية أو تسهيل بقاء الطلاب القطريين في مصر وهذا كان مقدر من جانب قطر”.
وتابع: “عندما طويت صفحة الخلاف مع الخليج ومصر، تطلعت قطر للعمل المشترك مع مصر، وليس لدينا ملفات عالقة كثيرة مع القاهرة، وهناك تقدم إيجابي في عمل اللجان الثنائية التي تجتمع في البلدين، وهناك ترحيب من الطرفين بهذا التقدم، وجاءت الزيارة الأخيرة لتعزيز العلاقة الثنائية في مرحلة ما بعد الخلاف”.
وحول ملف جماعة الإخوان المسلمين قال الوزير: “لم تتم إثارة هذا الملف حسب علمي وحسب ما تم في عمل اللجان الثنائية، وكما قلت النقاط الخلافية هي نقاط نرى أنه من الممكن معالجتها، ونحن اليوم في مصر نعمل مع الحكومة وهي الحكومة الشرعية التي تم انتخابها”.
وقال إن قطر ليست حزبا سياسيا ولا تتعامل مع حزب سياسي لوجوده في السلطة، مضيفا “نحن نتعامل فقط مع حكومات ما دام أن الشخص منتخب من شعبه والحزب السياسي هو الذي يحكم الدولة، فقطر ستتعامل مع الحزب في هذا الإطار، أما الأحزاب فهو عمل الأحزاب السياسية وليس الدول، ونحن في قطر ليس لدينا أحزاب سياسية، ونتعامل مع الدول ونحترم المؤسسات في الحكومة المصرية”.
وأكد أن “اللقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح
السيسي كان إيجابيا جدا ونحن نقدر استقباله لنا، ووجدنا روحا أخوية من ناحيته، وكانت هناك اتصالات هاتفية بين صاحب السمو أمير البلاد المفدى والرئيس المصري سواء في شهر رمضان أو عيد الفطر، وهذه خطوات إيجابية نرى أن يتم البناء عليها”.
وكان وزير الخارجية القطري قد التقى قبل أيام نظيره المصري لبحث التطورات في فلسطين عقب العدوان الإسرائيلي الذي شهده قطاع غزة.
وقال صالح غريب الكاتب والإعلامي القطري إن الدوحة ساهمت بالفعل في إحلال السلام في أفريقيا وفي السودان تحديدا.
وتابع غريب معلقا بشأن زيارة وزير الخارجية القطري الحالية إلى مصر والتي تأتي للمرة الأولى منذ خمس سنوات وبعد انتهاء الأزمة بين البلدين أن قطر لن تتخلى عن مصر في معالجة أزمة سد النهضة.
وشدد على أنه “بالطبع قطر ستقدم مواقف تدعم مصر لما لها من ثقل دولي ولمقدرتها في إنجاز مفاوضات سد النهضة، وبالتالي قطر ستقف مع مصر والسودان بالتأكيد في مواجهة الأخطار كافة.”
إلى ذلك أكد الإعلامي القطري أن “العلاقات القطرية المصرية الآن في تحسن مستمر لا سيما بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الطرفان والتي كانت تعالج ما حدث إبان ما أطلق عليها الأزمة الخليجية”.
وأوضح غريب أن “مصر تقود ملفات كبيرة وكثيرة في المحيط العربي، ومؤخرا ما حدث في غزة كان التنسيق بين القاهرة والدوحة له فيه دور كبير.”
موضحا “لكن حاليا انكسرت حدة الملفات العائقة لبدء حوار بين الطرفين، وبات الأمر يتعلق بتطوير العلاقات والمشاريع التي ترتبط بقطر ومصر والتي كانت موجودة قبل 2017 وتوقفت بعدها”.
كما أكد الكاتب القطري أن “بيان وزراء خارجية روسيا وقطر وتركيا الأخير يشير إلى حدوث توافق عربي فيما يتعلق بسوريا لكن هناك ملفات عالقة في قضية ليبيا وجاري العمل للتوافق على كل الملفات”.