الرئيسية - عربي ودولي - ماذا يريد طارق عفاش من موسكو!؟

ماذا يريد طارق عفاش من موسكو!؟

الساعة 10:17 مساءً (هنا عدن / خاص )

زار طارق صالح قائد قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي المدعومة من الإمارات، العاصمة الروسية موسكو.

والتقى طارق ،الجمعة ، نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.



وقالت مصادر، ان اللقاء بحث تطورات الوضع السياسي والعسكري في اليمن، على ضوء التحركات الدولية لإيجاد حلول للأزمة اليمنية.

وأضافت مصادر ان طارق طالب بتدخل روسي في الأزمة اليمنية لإيجاد موطئ قدم له في التسوية القادمة، كما طالب الجانب الروسي بتدخل للوساطة مع الحوثيين، وكذا تدخل موسكو إلى رفع العقوبات على عمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ونجله احمد علي صالح، لاستخدام الأموال المجمدة في الحسابات البنكية الخارجية لأسرة صالح.

وتأتي زيارة صالح، إلى موسكو بعد أشهر من زيارة مماثلة، قام بها عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، وهي الزيارة الأولى لطارق صالح، بعد إعلانه تشكيل المجلس السياسي للمقاومة الوطنية، أو ألوية الساحل، الذي أثار جدلاً أثناء الإعلان عنه، ولم يعترف به سوى القليل من الشخصيات والكيانات داخل حزب المؤتمر الشعبي العام.

 

كما أنها تأتي بعد أيام قليلة من زيارة قام بها وفد حكومي، برئاسة وزير الخارجية الدكتور أحمد بن مبارك.

 

وفي الزيارة عقد لقاء صالح صباح اليوم الجمعة مع "سيرغي فيرشينين" نائب وزير الخارجية الروسي في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة موسكو، استعرضا فيه تطورات الوضع السياسي والعسكري في الجمهورية اليمنية وتطورات الأوضاع على ضوء التحركات الدولية الهادفة إلى إيجاد الحلول المناسبة لإنهاء النزاع في اليمن.

 

وفسرّ متابعون للأزمة اليمنية، زيارة صالح، الذي يعد أحد الأذرع التابعة لدولة الإمارات بأنها من أجل فرض الساحل الغربي والقوات المتواجدة فيه، في أي طاولة مفاوضات خصوصا مع التحركات الأخيرة التي تنفذها سلطنة عمان، والتي استبعدت بقية القوى مكتفية بمليشيا الحوثي، والحكومة الشرعية.

 

ويرون اختيار صالح ومن قبله الزبيدي لروسيا وذلك للرغبة الإماراتية، التي تريد ضمان مصالحها، عبر الضغط الدولي، خصوصا والغياب الروسي حتى اللحظة بما يخص القضية اليمنية، حيث بالإمكان اعتبار التحركات العمانية بدفع أمريكي، وفق التوجه المعلن لإدارة بايدن من أجل إنهاء الحرب في اليمن، إضافة إلى أن روسيا من دول النفوذ الدولي والتي لها حق القرار في مجلس الأمن.

 

إلا أن الجانب الروسي الذي التقى صالح اكتفى كالعادة بالحديث عن الجهود التي تبذلها روسيا في سبيل إنهاء الحرب في اليمن بدعوة كافة الأطراف اليمنية للجلوس إلى طاولة مفاوضات تفضي إلى وقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب اليمني.

 

وأشار السيد فيرشينين بحسب ما نقلت وسائل إعلام صالح أن بلاده تجري اتصالاتها مع القوى الفاعلة من أجل بلورة المخارج المناسبة للحل بما يرتضيه اليمنيون ويعيد للمنطقة استقرارها.

 

وقالت إن العميد طارق صالح قال في اللقاء إن وجهات نظر المكتب السياسي تتطابق مع رؤية الأصدقاء الروس في ان المفاوضات السياسية هي الحل لإنهاء الحرب، وأن ضمان نجاحها هو التوافق على مخرجاتها ليتم البدء في مناقشة ملفات ما بعد وقف الحرب على المستويات السياسية والاقتصادية.

 

عن ذلك يرى الباحث والخبير الاستراتيجي الدكتور علي الذهب بأن زيارة طارق صالح لروسيا، لم تأت فقط بعد زيارة عيدروس الزبيدي، أو وفد المجلس المجلس الانتقالي "الانفصالي"، ولكنها جاءت بعد أقل من نصف شهر من زيارة وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً الدكتور أحمد بن مبارك.

 

وأضاف الذهب في حديث خاص لـ "يمن للأنباء" بأن التحركات الأخيرة هي ترجمة واقعية، لما يجري على الأرض، فالمجلس السياسي للمقاومة الوطنية يحاول أن يكون له امتداد خارجي خاصة لدى قوى النفوذ الدولية والإقليمية.

 

ولفت إلى أن مجلس صالح، هو الآن يتمتع باعتراف ضمني من قبل الإمارات والسعودية، كون الأخيرة لم تتخذ أي موقف معلن اتجاهه.. مشيراً إلى أن الزيارة هي محاولة للحصول على اعتراف من قبل روسيا، خصوصاً وأن موسكو في أشد الحاجة لمن يحقق أو يحمي مصالحها في اليمن.

 

وقال إن روسيا أصبحت لها الفرصة مواتية لأن تلعب مع كافة الأطراف، "الحوثيون من جهة والمجلس الانتقالي من جهة أخرى، وطارق صالح الذي هو رئيس المجلس السياسي للمقاومة الوطنية، وأيضا الحكومة المعترف بها دولياً".

 

وقلل الذهب من أي تأثير للزيارة فيما يخص الوضع اليمني، كونها فقط محاولة لأن يثبت طارق صالح من خلالها حضوره ولكي يكون له دور سياسي من خلال المجلس الذي أنشأه، وذلك في إطار أي تفاهمات مستقبلية بشأن اليمن، لأن المجلس السياسي الجنوبي (الانفصالي) ضمن مثل هذه المشاركة بموجب اتفاق الرياض بينما مجلس صالح ليس له مثل هذه الورقة، لذا هو يحاول ردم هذه الفجوة بهذه الزيارة لروسيا، وربما إلى غيرها من دول القرار لا سيما الدول المؤثرة في قرارات مجلس الأمن.

 

ويقود العميد طارق صالح ما يسمى بالقوات الوطنية، المدعومة من الإمارات والمكونة من مسلحين سلفيين، وجنود سابقين في تشكيلات الحرس الجمهوري السابق، إضافة إلى ألوية العمالقة التي تم ضمها مؤخراً ومقاومة جنوبية وأخرى تهامية.