الرئيسية - عربي ودولي - هل تصدَّع التحالف بين بن زايد وبن سلمان؟

هل تصدَّع التحالف بين بن زايد وبن سلمان؟

الساعة 11:05 صباحاً (متابعات)

 

نشر موقع "بي بي سي" بنسخته العربية تقريرا حول الخلافات السعودية ـ الإماراتية الأخيرة.



ويشير التقرير إلى أن هناك أسبابا أخرى للخلاف غير الأسباب الاقتصادية المعلنة.

ويقول التقرير:

فجأة طفا إلى السطح خلاف نادر بين السعودية وحليفتها التقليدية، الإمارات العربية المتحدة، بشأن تمديد اتفاق خفض الإنتاج من النفط. وخرج وزيرا الطاقة في البلدين، كل على حدة، إلى وسائل الإعلام لشرح موقف كل من العاصمتين بعد فشل محادثات كانت تهدف إلى تجاوز الخلاف بين الدول المصدرة للنفط "أوبك بلس".

ونشب الخلاف الأسبوع الماضي عندما اعترضت الإمارات على تمديد مقترح يفرض قيوداً على حجم الإنتاج لثمانية أشهر إضافية.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، قد دعا إلى "شيء من التنازل وشيء من العقلانية" للتوصل إلى اتفاق وإحراز تقدم بشأنه وقال "لا يمكن لأي دولة اتخاذ مستوى إنتاجها النفطي في شهر كمرجعية".

بالمقابل أدلى وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، بتصريحات اعتبر فيها أنّ "مطلب الإمارات هو العدالة فقط بالاتفاقية الجديدة ما بعد أبريل/نيسان، "وهذا حقنا السيادي أن نطلب المعاملة بالمثل مع باقي الدول"، حسب قوله.

وتقع في قلب الخلاف بين الرياض وأبوظبي مسألة حجم الإنتاج والذي من خلاله تُحسب حصة كل دولة.

وقد أدى الفشل في الوصول إلى اتفاق حول حصص الإنتاج إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط الخام، ما يهدد التعافي العالمي الضعيف بسبب جائحة كوفيد - 19. كما أن الخلاف يشكل خطرا على استمرارية مجموعة "اوبك بلاس"، ما قد يتسبب بحرب أسعار ربما تؤدي إلى فوضى اقتصادية عالمية.

 

السعودية تغير قواعد الإستيراد من الخليج

ويقيم البلدان الخليجيان منذ عقود طويلة علاقات دبلوماسية وثيقة للغاية، غير أن الخلافات اشتدت مؤخرا خصوصا ما يتعلق بالمنافسة الاقتصادية المحتدمة في قطاعات التكنولوجيا والنقل وغيرها.

ففي يوم الاثنين 5 تموز/يوليو أعلنت الرياض عن تعديلات في قواعد الاستيراد من الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لتستبعد السلع المنتجة بالمناطق الحرة أو التي تستخدم مكونات إسرائيلية، من الامتيازات الجمركية التفضيلية. وحسب مراقبين، فإن هذه الخطوة تمثل تحديا آخر للإمارات كمركز للتجارة والأعمال في المنطقة، والتي تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل.

وتشير "بي بي سي" إلى أنه على الرغم من العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين الحليفين، تتنافس السعودية والإمارات على جذب المستثمرين والشركات. وقد تباينت مصالح البلدين الوطنية على نحو متزايد في أمور مثل علاقتهما بكل من إسرائيل وتركيا.

 

خلاف عميق حول عدة ملفات

ورغم أن الخلاف الحالي بين الرياض وأبوظبي يقتصر ظاهريا على الذهب الأسود إلا أن مراقبين يرون أن لجذوره أبعادا أخرى ظلت أسبابها تتضخم طوال الأعوام الثلاثة الماضية على الأقل، وفجرها الخلاف النفطي الأخير.

ويعزو هؤلاء المراقبين الخلاف بين البلدين لأسباب عدة:

أولا، التنافس الاقتصادي بينهما والذي بلغ ذروته عندما سن الأمير محمد بن سلمان سياسات انفتاحية، وإصراره على ترسيخ أسس اقتصاد سياحي منافس للإمارات، واتباع سياسة انفتاحية داخلية عنوانها الترفيه، وإقامة مدينة "نيوم" على البحر الأحمر شمال المملكة لتكون منافسة لدبي في كل شيء.

ثانيا، إصدار الرياض مطلع العام الجاري قرارا مفاجئا بضرورة نقل المقرات الإقليمية للشركات الأجنبية العاملة في الخليج والشرق الاوسط، إلى المملكة بحلول عام 2024، وإلا سوف تخسر تعاقداتها مع الحكومة السعودية.

ثالثا، انزعاج أبوظبي وعدم رضاها عن ظروف المصالحة التي تمت بين الرياض والدوحة في كانون الثاني/يناير الماضي بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخلاف الدبلوماسي بين قطر من جانب، وكل من السعودية الإمارات والبحرين ومصر من جانب آخر.

رابعا، قرار الإمارات الانسحاب من الحرب المشتركة في اليمن عام 2019 دون تنسيق أو تشاور مسبق مع السعودية، ما أدى إلى غضب سعودي علما أن البلدين كانا يشكلان العمود الفقري لتحالف إقليمي عسكري قاد الصراع في اليمن واستعرض عضلاته في أماكن أخرى.