الرئيسية - تقارير - طارق صالح: قائد زائف في معركة مستعارة – هل اليمن ضحية لأجندات الإقليم

طارق صالح: قائد زائف في معركة مستعارة – هل اليمن ضحية لأجندات الإقليم

الساعة 03:20 صباحاً (صهيب المياحي_ هنا عدن _ خاص )

 

في قلب الصراع اليمني المستمر، تبرز وجوهٌ تُحركها مصالح خارجية لا تهمها معاناة الشعب أو آماله في بناء وطن مستقل حر. أحد هذه الوجوه هو طارق صالح، الذي حاول أن يُسوق نفسه كمنقذ للوطن بينما هو في الحقيقة مجرد أداة رخيصة تُستخدم لترويج أجندات دولية، ليس له من اليمن إلا الاسم.



طارق صالح لم يأتِ لتحرير الحديدة، بل لتمرير مشاريع لا علاقة لها بمصلحة الشعب اليمني. منذ اليوم الأول له في الساحل الغربي، أصبح مستوطناً في الأرض التي زعم أنه جاء لتحريرها، بينما هو يُروج لمخططات إقليمية تبخس حقوق اليمنيين. لا عمل له سوى تقديس الإمارات وتمجيدها، وهو ما يتضح جلياً في مواقفه وتصريحاته التي لا تتعدى كونها استجابة للأوامر التي تُعطى له في غرفة المفاوضات بعيدًا عن أرض المعركة.

إن ما يزعمه طارق صالح عن "توحيد الصف الجمهوري" ليس سوى زوبعة إعلامية لتغطية الحقيقة المرة: إنه لا يسعى لإنقاذ اليمن، بل لاستغلال اللحظة الراهنة لتحقيق طموحات شخصية لم تعد خافية على أحد. الوعود التي قطعها "بالاستعداد للمعركة" هي مجرد كلمات فارغة تُقال كلما دعت الحاجة إلى تحريك مشاعر البسطاء الذين لا يعرفون حقيقة الرجل، الذين كانوا يظنون أن طارق صالح سيأتي ليحمل راية تحرير، بينما هو في الحقيقة لم يحمل إلا راية الانتماء لمشاريع قوى إقليمية لا تهمها مصلحة الشعب اليمني.

لو أن طارق صالح كان صادقاً في نواياه، لما قبل أن يكون مجرد تابع لأجندات الآخرين، لما تحول إلى أداة في يد الإمارات وأهدافها في المنطقة. اليوم، بات واضحاً أن الرجل لا يملك من القيادة إلا الاسم، ولا من القوة إلا الوعود الخاوية. اليمن بحاجة إلى قيادات صادقة تسعى لتحرير الأرض والعقل، لا إلى زعامات تابعة تُسهم في تدمير هوية الوطن واستقلاله.

طارق صالح، بحركته المعلبة وأدواته السطحية، يعيد تكرار التاريخ بوجهٍ مختلف: يريد أن يعيد اليمن إلى حالة من التبعية التي طالما كانت سببًا في معاناته. فهل سينتفض الشعب ليقف ضد هذا التوجه، أم سيظل غارقاً في وهم التحرير الذي يقدمه شخص لا يملك القدرة على تحرير نفسه من تبعيته؟

إن السؤال الحقيقي اليوم هو: هل اليمن يستحق أن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، أم أن الوقت قد حان لتأسيس قيادة حقيقية تنبع من رحم الشعب، لا من غرف المفاوضات التي لا تراعي إلا المصالح السياسية العابرة؟