الرئيسية - عربي ودولي - على الهواء "مباشرة".. مشادة كلامية "حادة" بين ترامب وزيلينسكي بسبب رفض الاخير التوقيع بالتنازل عن ثروات بلاده.. ليغادر "مطرودا" وبلا وداع رسمي

على الهواء "مباشرة".. مشادة كلامية "حادة" بين ترامب وزيلينسكي بسبب رفض الاخير التوقيع بالتنازل عن ثروات بلاده.. ليغادر "مطرودا" وبلا وداع رسمي

الساعة 01:58 مساءً

هنا عدن | متابعات

في اجتماع استثنائي بالبيت الأبيض، وقعت مشادة كلامية بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه "جيمس فانس" من ناحية، وضيفهما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ناحية أخرى بحضور عدد من الصحفيين.



 

واتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة"، قائلا له إن "ما تفعله يُظهر عدم احترام للبلد الذي دعمكم بأكثر مما كان ينبغي من وجهة نظر كثيرين".

وأجاب زيلينسكي قائلا: "أُكنِّ كل الاحترام لبلدكم".

وارتفعت أصوات المجتمعين أمام الكاميرا، ليقول ترامب: "سيكون اتفاقا صعب التوقيع، لأن السلوكيات يجب ان تتغير.

 

وقال نائب الرئيس الأمريكي لزيلينسكي: "قُل كلمة شكر للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول أن ينقذ بلادك.

 

وقال ترامب: "بلدك في مشكلة كبيرة"، ليجيب زيلينسكي: "أعرف، أعرف". وحاول زيلنسكي الدفاع والحديث عن صمود بلاده منذ بداية الحرب إلا أن ترامب قاطعه عدة مرّات.

وأضاف ترامب: "لولا أننا أعطيناكم مُعدّات عسكرية لكانت هذه الحرب انتهت في غضون أسبوعين اثنين".

فأجاب زيلينسكي، قائلاً بل "في ثلاثة أيام. لقد سمعتُها من بوتين" ليردّ عليه ترامب قائلا: "على هذا النحو سيكون الاتفاق أمراً في غاية الصعوبة".

وعلى أثر هذه المشادة، غادر زيلينسكي البيت الأبيض، فيما أُلغي مؤتمر صحفي كان مقرراً بين الرئيسين.

وعبر منصّته الخاصة تروث سوشال، كتب ترامب: "بإمكانه العودة لاحقاً عندما يكون مستعداً للسلام".

من جانبه وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأخبارية الأمريكية، الاجتماع بين الرئيسين ترامب و زيلينسكي بأنه "فشل ذريع"، وقال إن على الزعيم الأوكراني الاعتذار.

ووفقًا لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، غادر الوفد الأوكراني المكتب البيضاوي بعد المشادة الكلامية إلى "غرفة منفصلة".

 وهناك، طلب منهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، مغادرة البيت الأبيض.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن اتفاق المعادن النادرة الذي اقترحته الولايات المتحدة "لم يوقع".

يأتي ذلك في زيارة كانت "كييف" تعقد عليها آمالاً في الحصول على دعم أمنيّ أمريكي. 

وكان مراقبون يتوقعون أن يسعى زيلينسكي في هذه الزيارة إلى إعادة ضبط علاقته بنظيره الأمريكي، في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن من أجل تسريع وتيرة المفاوضات المتعلقة بمصير أوكرانيا".

(ترامب: يمكن التوصل فوراً لاتفاق وقف إطلاق النار)

قال ترامب خلال تصريحات للصحفيين خارج البيت الأبيض، متجها إلى فلوريدا، إنه لكي تُستأنف المحادثات يجب على زيلينسكي أن يقول إنه يريد السلام.

وزعم ترامب أيضاً أن زيلينسكي يريد العودة إلى البيت الأبيض "الآن" لكن هذا ليس مناسباً له.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن وقف إطلاق النار يمكن أن يتم "على الفور".

وقال ترامب للصحفيين: "لن نواصل القتال، سواء كنا سننهي الحرب أو نتركهم يذهبون ونرى ما سيحدث، دعوهم يقاتلون".

( زيلينسكي يصرح بعد اللقاء)

قال الرئيس زيلينسكي في مقابلة له على قناة فوكس نيوز الأمريكية، إن الخلاف مع ترامب "ليس جيداً" ووصفه بـ"الموقف الصعب".

وأضاف قائلا إنه يعتقد أن علاقته بترامب يمكن إنقاذها، "لأن العلاقة بيننا أكثر من مجرد رئيسين. إنها علاقات تاريخية، علاقات قوية، بين شعبينا".

وأوضح خلال مقابلته الأولى له بعد المشادة الكلامية في البيت الأبيض أن الأوكرانيين والأمريكيين "يجب أن يكونوا على نفس الجانب" ضد روسيا.

وأضاف زيلينسكي: "آمل أن يكون الرئيس إلى جانبنا"، مضيفاً أنه "من المهم جداً إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأكد زيلينسكي أن بوتين انتهك اتفاقيات وقف إطلاق النار مع أوكرانيا عدة مرات.

 

وعندما سُئل عما إذا كان مديناً لدونالد ترامب باعتذار بعد ما حدث اليوم في المكتب البيضاوي، لم يجب زيلينسكي على السؤال بشكل مباشر.

 وقال: "أنا أحترم الرئيس وأحترم الشعب الأمريكي". لكنه أضاف: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين وصادقين للغاية، ولست متأكدا من أننا فعلنا شيئا سيئا".

وأشار إلى أن "أوكرانيا لا تملك أسلحة كافية لدفع روسيا للخروج. وأنه لا يريد أن يفقد شركائه العظماء في الولايات المتحدة"، 

مضيفا أنه "سيكون من الصعب على أوكرانيا صد روسيا بدون دعم الولايات المتحدة".

وأكد أن بلاده مستعدة للسلام، لكنه أضاف أنه "يجب أن نكون في موقف قوي".

 

وسُئل زيلينسكي أيضاً عما إذا كان سيتنحى عن منصبه، فأشار إلى أن هذه ليست فكرة جيدة. وقال: "لا يمكن اتخاذ هذا القرار إلا من قبل الشعب الأوكراني".

واختتم زيلينسكي المقابلة قائلاً: "نحن ممتنون، ونأسف لهذا"، مضيفًا أن أوكرانيا تريد فقط إقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة

(ردود الفعل الأوكرانية على الاجتماع)

ونشر وزير خارجية أوكرانيا، أندري سيبيها، منشوراً على موقع "إكس" أشاد فيه بشجاعة وقوة زيلينسكي، قائلا إن "لديه الشجاعة والقوة للدفاع عن الحق".

 

وأضاف: "إنه يدافع عن أوكرانيا وعن هدف السلام العادل والدائم"، مشيراً إلى أن أوكرانيا "كانت وستظل دائماً ممتنة لأمريكا على دعمها".

وأكد قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، الذي نادراً ما يدلي بتصريحات سياسية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قواته تقف إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بعد انخراط الأخير في مشادة كلامية حادة الجمعة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

فيما قال المعلق السياسي فولوديمير فيسينكو للتلفزيون الأوكراني: "ربما أعصاب الرئيس زيلينسكي خذلته. كان ينبغي له أن يكون أكثر تحفظاً ومرونة، وخاصة في الرد على جيه دي فانس. ومن الأفضل عدم الجدال مع ترامب".

كما قال الصحفي الأوكراني إيليا بونومارينكو عبر "إكس"، "إنه لأمر مخزٍ. إنهم ينحنون بلا خجل للعثور على أي شيء، أي شيء على الإطلاق، لنقد زيلينسكي".

وأضاف أن "كل هذا يحدث أمام العالم بأسره، أمام الصحافة العالمية، على الهواء مباشرة. إنهم يحاولون جاهدين كسر زيلينسكي".

(الديمقراطيون ينتقدون ترامب بسبب "العرض المخزي" في اجتماعه مع زيلينسكي)

ويتّهم الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي ترامب بإحراج البلاد على المسرح العالمي.

وقال السيناتور تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، على موقع إكس: "ترامب وفانس يقومان بعمل بوتين القذر. لن يتوقف الديمقراطيون في مجلس الشيوخ أبداً عن النضال من أجل الحرية والديمقراطية".

ودعت مادلين دين، النائبة عن ولاية بنسلفانيا في مجلس النواب الأمريكي، ترامب وفانس إلى الاعتذار عن "سلوكهما المشين"، ووصفته بأنه "سلوك غير أمريكي على الإطلاق".

كما وصفت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي المشادة الكلامية بـ "العرض المخزي".

وكتبت بيلوسي على موقع إكس: "كان من الممكن أن يكون عرضاً لقوة رئيس الولايات المتحدة عندما يُحضر رئيس أوكرانيا المنتخب إلى المكتب البيضاوي ويتعامل معه بطريقة لائقة. 

كلكنك لن تشاهد ذلك أبداً بعد العرض المخزي للرئيس ترامب. لا بد أن بوتين يشعر بسعادة غامرة بالمسرحية التي شاهدناها.

زعماء العالم يعلقون على "المشادة الكلامية"

وبدأ القادة الأوروبيون التعليق على المشادة الكلامية بين ترامب وفانس من جهة، وزيلينسكي من جهة أخرى.

وفي منشور على منصة إكس، وجه رئيس الوزراء البولندي والرئيس السابق للمجلس الأوروبي، دونالد توسك، حديثه إلى زيلينسكي قائلا: "أصدقائي الأوكرانيين الأعزاء، لستم وحدكم".

وعندما سُئل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه المشادة أثناء وجوده في البرتغال، قال لوسائل الإعلام الفرنسية إن روسيا هي المعتدية، والشعب الأوكراني هو الذي يتعرض للهجوم.

وأضاف أن الدول الأوروبية والحلفاء الآخرين كانوا على حق عندما ساعدوا أوكرانيا قبل ثلاث سنوات وفرضوا عقوبات على روسيا.

وأكد أنه من المهم "احترام" أولئك الذين يقاتلون منذ البداية من أجل كرامتهم وحقوقهم وأمن أوروبا.

وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن رئيس الوزراء تحدّث مع الرئيس ترامب والرئيس زيلينسكي.

ونقلت عنه قوله "إنه يحتفظ بدعمه الثابت لأوكرانيا، ويبذل قصارى جهده لإيجاد طريق للمضي قدماً نحو سلام دائم قائم على السيادة والأمن لأوكرانيا، وإنه يتطلع لاستضافة زعماء دوليين الأحد بما في ذلك الرئيس زيلينسكي".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في منشور على منصة إكس موجهة حديثها إلى زيلينسكي، "أنت لست وحيداً أبداً يا عزيزي الرئيس.. سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".

أما روسيا، فقد أعربت عن سعادتها بالصدام في واشنطن. وأشاد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف بترامب، وقال إن زيلينسكي "تلقى أخيراً صفعة قوية في المكتب البيضاوي"، مؤيداً بمنشوره حديث ترامب بأن "نظام كييف يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة".

وعلى نحو مماثل، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن الرئيس الأمريكي "وقف بشجاعة من أجل السلام. حتى وإن كان من الصعب على كثيرين استيعاب ذلك".

وكان ترامب قد قال للصحفيين، إنه وزيلينسكي سيوقعان الاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة بشأن معادن أوكرانيا، والذي وصفه ترامب بأنه اتفاق "عادل للغاية".

وقال الرئيس الأمريكي إنه يثمّن هذا الاتفاق الخاص بالمعادن "لأننا نحتاج ما يمتلكونه. بلادنا الآن تلقى معاملة عادلة... دافع الضرائب الأمريكي يجب أن يُصان حقه .. كل ما كانوا يتحدثون عنه هو الأمن، أما أنا فقلت دعونا نُبرم صفقة أولاً".

ويبتغي ترامب عبر هذه هذه الصفقة استغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، وعبّر زيلينسكي عن آماله في أن يؤدي اتفاق "مبدئي" مع الولايات المتحدة إلى مزيد من الاتفاقات.

وكشف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عن الانتهاء من مسودة اتفاق مبدئي ينصّ على تدشين "صندوق استثمار" لإعادة إعمار أوكرانيا.

ولم تكن المفاوضات المؤدية إلى هذا الاتفاق سهلة، وطالب ترامب أوكرانيا بدفع 500 مليار دولار، وهو المبلغ الذي يقول الرئيس الأمريكي إن بلاده دفعته لمساعدة أوكرانيا في التصدي لروسيا. ويرى ترامب أن هذا المبلغ يساوي ثمن المعادن الأوكرانية

(اتفاق إطاري مبدئي)

وعاشت أوكرانيا أياماً صعبة، بعد أن رفض زيلينسكي التوقيع على نسخة سابقة من الاتفاقية، اعتبرها الأوكرانيون "تحدياً لسيادة بلادهم"، على حدّ وصف تيموفي مايلوفانوف، الوزير الأوكراني السابق وعميد كلية كييف للاقتصاد.

ووصم ترامب زيلينسكي بأنه "ديكتاتور لم يأتِ بالانتخاب"، كما اتهم أوكرانيا بأنها هي التي بدأت الحرب مع روسيا.

وزاد الأمر سوءاً، عندما بدأت الولايات المتحدة محادثات مع روسيا في غياب ممثلين عن أوكرانيا.

المصدر | BBC عربي