هنا عدن | متابعات
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الأحد إنه أبلغ رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار بأنه يعتزم عرض إقالته على الحكومة هذا الأسبوع، وهو القرار الذي قالت وسائل إعلام عبرية إنه يحدث هزة في إسرائيل، وذكرت في الوقت ذاته أن رونين يرفضه.
وتحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن مظاهرات وإغلاق شوارع في تل أبيب احتجاجا على قرار إقالة بار، في حين تتوالى الدعوات للتحضير لمظاهرات حاشدة يوم الأربعاء بالتزامن مع جلسة إقالته.
وقال نتنياهو: "بسبب انعدام الثقة المستمر، قررت أن أتقدم إلى الحكومة باقتراح قرار لإنهاء منصب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)".
وأضاف مخاطباً "مواطني إسرائيل": "نحن في خضم حرب من أجل وجودنا - حرب على سبع جبهات. في كل الأوقات، وخاصة في مثل هذه الحرب الوجودية، يجب على رئيس الوزراء أن يضع ثقته الكاملة في رئيس جهاز الشاباك".
وتاباع نتنياهو: "ولكن لسوء الحظ، الوضع هو العكس - ليس لدي هذا النوع من الثقة. لديّ شعورٌ بعدم الثقة تجاه رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك). شعورٌ نما مع مرور الوقت. ونتيجة لهذا الافتقار المستمر للثقة، قررت أن أتقدم إلى الحكومة هذا الأسبوع بمقترح قرار لإنهاء منصب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك). وأود أن أوضح أنني أُقدّر كل التقدير رجالاً ونساءً في جهاز الشاباك. إنهم يقومون بعملٍ مُخلصٍ وهامٍّ من أجل أمننا جميعاً".
وقال: "وبصفتي رئيس الوزراء المسؤول عن الشاباك، فأنا على يقين من أن هذه الخطوة ضرورية لاستعادة المنظمة، وتحقيق جميع أهداف حربنا، ومنع الكارثة القادمة".
واتهم رونين بار الذي عين في 2021 وكان مقررا أن يترك منصبه في 2026، بأنه يقف وراء "حملة تهديدات وتسريبات في وسائل الإعلام"، هدفت إلى "الحؤول دون اتخاذ القرارات الضرورية لإصلاح الشين بيت".
والعلاقات بين الرجلين كانت متوترة قبل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وخصوصا بسبب مشروع إصلاح القضاء الذي أشعل تظاهرات حاشدة واحتجاجات قبل بضعة أشهر من الهجوم.
وتصاعد التوتر بعد نشر تقرير في الرابع من آذار/مارس جاء ثمرة تحقيق داخلي وأقر فيه جهاز الأمن الداخلي بثغرات في جمع المعلومات الاستخباراتية، كان يمكن أن تشكل تحذيرا للسلطات حول حجم الهجوم غير المسبوق على إسرائيل.
لكن هذا التقرير تضمن أيضا انتقادات للحكومة ولنتنياهو في شكل غير مباشر، إذ اعتبر أن "سياسة (إسرائيلية) قامت على الهدوء، أتاحت لحماس بناء ترسانة عسكرية كبيرة".
كذلك، ثمة خلاف بين نتنياهو وبار حول الرئيس المقبل للشين بيت. فالثاني يأمل أن يخلفه مساعده الحالي، في حين يريد رئيس الوزراء أن تكون له اليد الطولى في هذا التعيين.
بيان لرونين
وفي وقت لاحق، أكد رونين أن قرار نتنياهو بإقالته ليس "مرتبطا" بهجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عازيا الأمر إلى "رغبة رئيس الوزراء في ولاء شخصي".
وقال رونين بار في بيان: "بوصفي رئيسا للشين بيت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تحملت مسؤولياتي في الجهاز وقلت بوضوح إنني ساتحملها قبل انتهاء ولايتي. من الواضح إذن أن إقالتي غير مرتبطة" بهجوم حماس.
وأضاف أن "رغبة رئيس الوزراء في ولاء شخصي (حياله) تتنافى والمصلحة العامة".
ردود فعل إسرائيلية
من جهته، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنه يرحب بقرار رئيس الحكومة إقالة رئيس جهاز المن الداخلي (شاباك) رونين بار، مضيفا: "هذا ما كنت أطالب به منذ مدة طويلة".
كما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن استبدال الشاباك خطوة ضرورية وكان الأفضل له أن يتحمل المسؤولية ويستقيل قبل أكثر من عام.
أما زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد فقال: "سنطعن بقرار إقالة بار لدى المحكمة العليا"، بينما اعتبر بيني غانتس زعيم حزب المعسكر الوطني أن إقالة رونين بار هي ضربة في صميم أمن الدولة وتمزيق لوحدة المجتمع الإسرائيلي.
المصدر | النهار اللبنانية