هنا عدن | متابعات
شنت الطائرات الإسرائيلية، الليلة الماضية، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في منطقة "خان أرنبة" بريف القنيطرة، جنوب سوريا، بدعوى احتوائها على مدافع تُشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن وجود وسائل قتالية في المنطقة يشكل تهديداً مباشراً، مشدداً على أن "إسرائيل لن تسمح بوجود أي تهديد عسكري في جنوب سوريا، وستواصل العمل على إزالته".
وتوقع سليمان بشارات، الباحث في مركز "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية (مقره رام الله)، أن المرحلة المقبلة "ستشهد" تصعيداً إسرائيلياً في استهداف المواقع العسكرية السورية، لا سيما تلك التي تدعي تل أبيب أنها تحتوي على أسلحة تعود للحكومة السابقة.
وأشار بشارات في حديثه مع "قدس برس" إلى أن "هذه الضربات تهدف، بشكل جوهري، إلى إضعاف وهدم البنية العسكرية للنظام السوري الجديد، بما يحول دون قدرته على بناء دفاعات قوية".
وأضاف بشارات أن إسرائيل قد تلجأ إلى تفعيل "مبدأ التمايز" بين المكونات والطوائف السورية، مستغلة التنوع المجتمعي لخلق انقسامات داخلية تعيق استقرار النظام.
كما نوه أن تل أبيب ستعمل على تضخيم أي مواقف أو توجهات جديدة تصدر عن النظام السوري، لتقديمه للعالم كجهة غير مستقرة وغير قادرة على إدارة البلاد، بهدف إقناع الدول الغربية بعدم التعاون معه.
ولفت إلى أن "إسرائيل لا تريد ظهور نظام سوري جديد يتمتع بالقوة والتماسك، خشية أن يتحول إلى نموذج سياسي وعسكري يمكن البناء عليه مستقبلاً، مما يدفعها إلى تقليم أظافر النظام الجديد".
من جانبه، أكد الخبير الأمني والعسكري الفلسطيني رامي أبو زبيدة أن تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية السورية، خصوصاً بين محافظتي القنيطرة ودرعا، "يعكس قلق تل أبيب من وصول الأسلحة والعتاد العسكري إلى الجيش السوري الجديد، أو إلى قوى المقاومة التي قد تسعى بدورها لاستهداف العمق الإسرائيلي".
وأشار أبو زبيدة إلى أن وزير حرب الاحتلال كشف أن هذه الضربات تأتي ضمن استراتيجية جديدة تهدف إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من جنوب دمشق إلى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف في حديثه لـ "قدس برس" أن "تل أبيب" تحاول استغلال الدروس المستفادة من فشلها في التصدي للمقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، وتسعى لمنع تكرار هذا السيناريو على حدودها الشمالية مع سوريا.
ولفت أبو زبيدة إلى أن تل أبيب تعبر عن مخاوف متزايدة من "التقارب الأيديولوجي" بين النظام السوري الجديد وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مشيراً إلى أن هذه المرجعية المشتركة تشكل هاجساً لإسرائيل.
وأوضح أن "تل أبيب" تخشى أن تتحول المناطق السورية المحاذية للجولان المحتل إلى "بوابة جديدة تنطلق منها قوى المقاومة، مما قد يفرض على إسرائيل معادلة ميدانية أكثر تعقيداً، خاصة إذا تمكنت المقاومة من فرض دروس جديدة مشابهة لتلك التي حدثت في المواجهة الفلسطينية الأخيرة".
الجدير بالذكر أن حصيلة الغارات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على درعا، مساء الاثنين الماضي، ارتفعت إلى 3 شهداء و19 جريحاً، بينهم أربعة أطفال وامرأة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "الهجمات استهدفت مقار قيادة ومواقع عسكرية تابعة للنظام السابق بعد محاولة إعادة تأهيلها"، مضيفاً أن "وجود هذه الوسائل في منطقة جنوب سوريا يمثل تهديداً لإسرائيل".
وقالت مصادر محلية إن غارتين إسرائيليتين على الأقل استهدفتا اللواء 132 والمنطقة الواقعة بين الثكنة العسكرية وحي مساكن الضاحية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 19 آخرين، بينهم أربعة أطفال وامرأة.
المصدر | قدس برس