الرئيسية - عربي ودولي - بعد طرده من أميركا.. استقبال "كبير" لسفير جنوب إفريقيا "إبراهيم رسول" في بلاده

بعد طرده من أميركا.. استقبال "كبير" لسفير جنوب إفريقيا "إبراهيم رسول" في بلاده

الساعة 06:54 صباحاً

هنا عدن | متابعات

في مشهد يعكس الدعم الشعبي الكبير، استُقبل السفير الجنوب إفريقي إبراهيم رسول استقبالاً كبيراً في بلاده، وذلك بعدما تم طرده مؤخراً من الولايات المتحدة، وأُعلن أنه "شخص غير مرغوب فيه" من قِبَل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما أفادت صحيفة "الجارديان".



وذكرت الصحيفة البريطانية أن حشوداً حاصرت رسول وزوجته روزيدا في مطار كيب تاون الدولي عندما ظهرا في صالة الوصول في مسقط رأسهما، حتى إنهما باتا في حاجة إلى حراسة الشرطة لمساعدتهما في التنقل عبر المبنى.

وقال رسول: "الهدف من الإعلان عن اعتباري شخصاً غير مرغوب فيه (في الولايات المتحدة) هو إهانتي، لكن عندما أعود وأجد حشوداً كهذه، ويتم استقبالي بهذه الحفاوة، فإنني أعتبر ما حدث وسام شرف"، مضيفاً: "لم نختر العودة إلى الوطن، لكننا نعود إليه دون أي ندم".

وكان قد تم طرْد رسول بسبب تعليقات أدلى بها في ندوة عبر الإنترنت تضمنت قوله إن حركة MAGA (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) نشأت جزئياً كاستجابة لـ"غريزة عنصرية".

ولدى عودته إلى وطنه، قال السفير الجنوب إفريقي إن من المهم لبلاده أن تُصلح علاقتها مع الولايات المتحدة بعد أن عاقبها ترمب، واتهمها باتخاذ موقف معادٍ لأميركا، حتى قبل قرار طرده.

وتابع: "لم نأتِ إلى هنا لنقول إننا معادون لأميركا، أو لندعوكم إلى التخلي عن مصالحنا مع الولايات المتحدة".

وقف تمويل جنوب إفريقيا

في فبراير الماضي، أصدر الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً بوقف جميع تمويلات الولايات المتحدة إلى جنوب إفريقيا، متهماً حكومتها بدعم حركة "حماس" الفلسطينية وإيران، واتباع سياسات مُعادية للسكان البيض داخل البلاد.

في المقابل، دافع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا عن سياسة الأراضي عقب تهديد ترمب، مؤكداً أن الحكومة لم تصادر أي أرض وأن سياستها تهدف إلى ضمان امتلاك جميع الأفراد للأراضي بشكل عادل.

وتثير مسألة ملكية الأراضي جدلاً سياسياً كبيراً في جنوب إفريقيا بسبب إرث الحقبة الاستعمارية، وفترة الفصل العنصري عندما تم تجريد السود من أراضيهم وحرمانهم من حقوق الملكية.

كانت هذه أول تصريحات علنية لرسول منذ أن أعلنت إدارة ترمب أنه "شخص غير مرغوب فيه" قبل أكثر من أسبوع، ورفعت عنه الحصانة والامتيازات الدبلوماسية، وأعطته مُهلة حتى الجمعة لمغادرة الولايات المتحدة.

ومن غير المألوف أن تقوم واشنطن بطرد سفير لديها، لكن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أعلن في 14 مارس الجاري على منصة "إكس" أن رسول "شخص غير مرغوب فيه"، قائلاً إنه "سياسي مُحرّض على العنصرية، ويكره الولايات المتحدة وترمب".

فيما نوَّه رسول إلى أن المثقفين والقادة السياسيين في جنوب إفريقيا باتوا يدركون أن الولايات المتحدة وسياساتها قد تغيرت، قائلاً: "هذه ليست الولايات المتحدة في عهد (الرئيس السابق باراك) أوباما، ولا الولايات المتحدة في عهد (الرئيس السابق بيل) كلينتون، بل دولة مختلفة، ولذلك يجب أن يتغير خطابنا".

ومضى يقول: "سأظل متمسكاً بتحليلي لأننا كنا نحلل ظاهرة سياسية، وليس شخصية، أو أمة، ولا حتى حكومة".

وأردف بالقول إن بلاده ستقاوم ضغوط الولايات المتحدة، وأي جهة أخرى، للتراجع عن قضيتها أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وهي القضية التي استشهدت إدارة ترمب بها كأحد أسباب ادعائها بأن جنوب إفريقيا معادية لأميركا.

وخلال العقدين الماضيين أرسلت الولايات المتحدة مساعدات تبلغ قيمتها أكثر من 8 مليارات دولار إلى جنوب إفريقيا، وفق تقرير صادر عام 2023 عن دائرة أبحاث الكونجرس، المكتب غير الحزبي الذي يزود الكونجرس بمعلومات وتحليلات تتعلق بالسياسة التشريعية.

المصدر | الشرق نيوز