مشكلة الأمة الحقيقة تكمن في الفساد في دينها ودنياها في خاصتها وعامتها، هذا (الفساد منهجا وسلوكا وشخوصا )هو الذي عطل الأمة عن نهضتها وتقدمها
ولن تتحرر الأمة من قيود النهضة وكوابح التقدم إلا بتحررها من الفساد بأركانه الثلاثة.
ولعل هذا كان دافع الكثير من الثوار الذين انخرطوا في ثورات التغيير العربية،
لكن هناك ممن انخرط في الثورات قد حصر المشكلة في شخوص الفساد فحسب
وكان همه أن يذهب فلان ويرحل علان، ولا يهمه أن يكون الخلف على منهج فلان أو سلوك علان جاهلا أو متجاهلا.
إن مشكلة الفساد منهجا وسلوكا أعظم منها شخوصا لتولد وتجدد وتكاثر الشخوص ما بقي المنهج والسلوك، وكان كالذي حرص على تنظيف ساحته من سيلان الأذى المتدفق من البيارة دون أن يلتفت إلى ردمها أو إحكام عدم تدفق الأذى منها، وبعض من انخرط في الثورات لم يكن غرضه إلا هذا أي تغيير الشخوص لا المنهج والسلوك، لأنه نفسه خرزة في سلسلة الفساد أراد فقط التحرك في مسار السلسلة بأبعاد بعض خرز المفسدين ليجد لنفسه فسحة ومجالا دون مزاحمة قرنائه، فهو يثور في وجه المفسدين والمنحرفين والمجرمين والظالمين والمستبدين والناهبين والمرتشين والعملاء والجهلاء، لكنه يدور مع الفساد والإنحراف والإجرام والظلم والاستبداد والنهب والرشوة والعمالة والجهالة، (ويدور مع الزجاجة حيث دارت ويلبس للسياسة ألف لبس فعند المسلمين يعد منهم وفي باريس محسوب فرنسي)*.
ويثور في وجه منتقديه ويأبى المساءلة والمحاسبة ويستعلي على النظام والقانون ويعبث به ويسخره لرغباته ويسخر و يمتعض قولا وفعلا من دولة المؤسسات والحكم الرشيد.
وحقيقة التغيير تكمن في وجود الثائر والمواطن والمسؤول الراشد الذي يأبى ويثور في وجه الفساد والمفسدين و الإنحراف والمنحرفين والإجرام والمجرمين والظلم والظالمين والاستبداد والمستبدين والنهب والناهبين والرشوة والمرتشين والعمالة والعملاء والجهالة والجهلاء.
…..
* العبارة بين القوسين مقتبسة من أدب الإمام البيحاني