مثلث الشر المستطير

2014/06/01 الساعة 06:44 مساءً

أعلم أن المغرر بهم كُثر في بلادنا، ولذلك فالمشاريع الخطيرة التي تجلب الضرر لليمن وتهدد مستقبله، لها أنصارها في أيامنا، أو بالأحرى ضحاياها، وغالباً ما يغضب أولئك الأنصار «الضحايا» من بعض ما أنشر في صفحتي على الفيس بوك.

وأزعم أنني لا أرغب في إغضاب أحد.. لكن الحقيقة قد تكون مُرة أحياناً..

وفي ظروف معينة يقل أنصار الحق وقد يحبطون ويتوارون وقد يشعرون بالتراجع والخذلان وربما الهزيمة..! لكن الحق يبقى..

وأدعي، ولكن جازماً، أن ما أطرحه في صفحتي هو عين الحق ولا شيء غير الحق..! وإن توارى أنصاره أو تخاذلوا..أو انشغلوا بما دونه، أو انصرفوا إلى ما سواه..

يوم أمس كتبت منشوراً قلت فيه مقتبساً بعضاً من مقولة نُسبت للرئيس الأمريكي الأسبق لينكولن:

«إنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت...»..

وأشرت إلى مشاريع أراها تشكل خطراً بالغاً على بلادنا اليمن ، وهي أنصار الشريعة، وأنصار الله، وأنصار الانفصال، والمفارقة أن المشروع الأخير صار له أيضاً مفتيه الشرعي وخطباؤه الدينيون، وهذا شطط ديني جديد غير مسبوق في تاريخ الدين أو مقاصد التدين، حيث لا نعلم من أفتى المسلمين في أي عصر، أو غيرهم في أي دين، بجواز العصبية والتعصب والكراهية على أساس الجغرافيا إلاّ هؤلاء، وفي هذه الأيام ..

أعلم أن المخاطر ليست منحصرة في هذا المثلث ، وقد لا يكون جامعاً مانعاً لكل الأخطار، لكنه مثلث شر مستطير في تقديري، ولا عبرة بكثرة الأتباع أو حماسهم، أوحشد المضللين وتخاذل المستهدفين .. فقد تكون للباطل صولة وجولة لبعض الوقت..

ومع ذلك فالضلال ليس قدراً أبدياً على أي أحد، فقد يصلح الله الحال.. ويهدي الضُّلاّل .. وتأخذ اليمن مكانتها اللائقة بين الأمم، وفرصتها التي لم تتح لها بعد... وهذا ما نأمله ويستحقه اليمنيون .. وليس جديراً بأهل اليمن، أي من مشاريع الهوان والشتات والخراب والعنصرية والكراهية والموت، التي يقتصر عليها جهد البعض، وينحصر فيها جهاده وفتاواه وتقربه إلى الله أيضاً.

 

[email protected]

 

*الجمهورية