في الآونه التي يواجه الجيش فيها ارهاب قوى العنف المسلحة في الشمال والجنوب لحماية الجمهورية والوحدة وما تبقى من وجود الدولة ينشغل الرئيس هادي ومقيل ابنه (جلال) بصنع توازنات سياسية جديدة تبدأ بإيجاد لنفسه لونا مميزا داخل كل الألوان وبتقوية شوكة تيار الزمرة وتقوية جناحه في حزب المؤتمر الشعبي بهدف استراتيجي بعيد وهو التأسيس لكيان جديد يقوده ويمارس به العمل السياسي في حالة اجبر على ترك السلطة فيتصرف الان كطرف من اطراف الوفاق لا كجامع وقائد للوفاق و يفرد قائمه لنفسه ( تعد في مقيل ابنه جلال) تخرج ضمن قوائم المحاصصه باسمه .. لشراء ولاءات بعض خرد الاحزاب والقوى
والأهداف الآنية من دعم وتقوية هذا التيار هي محاولة للتقليل من حاجته واستعانته بحلفاؤه الحقيقيين شركاء الثورة كالمشترك وحزب الاصلاح والجنرال محسن الذين يستقوي بهم اليوم و يعتقد انهم سيتخلون عنه فيما لو فكر بتمديد مرحلته بتأجيل الانتخابات او بالخروج عن آلية المبادرة الخليجية المزمنه ففي هذه الحالة هو بحاجة الى تيار سياسي متمكن في الدولة ليدعمه.. وتأتي هذه الخطوة ايضا لالتهام نصف الشراكة الوطنية من المناصب المخصصه للجنوب و الذي نصت مخرجات الحوار الوطني عليها فالرجل يرى نفسه الممثل الشرعي للجنوب وهو احق ب (50%) من مناصب الدولة اكثر من غيره من القوى في الجنوب - التي يراها قد انتهت- فهو متواجد على الارض ويمتلك الحصه الاكبر من بندقية الجنوب والوية وضباط الجنوب ..!
وايضا يعد كتيبته السياسية لاستكمال تفكيك القوى التي يراها تمثل خطرا عليه ليستفيد من بعض خردتها ...
لكن هناك مخاوف عديدة قد قد تعيق خطواته وتمثل خطرا على العملية السياسية برمتها في اليمن ..
فهل قدرة الرجل على تركيب وصناعة قوى سياسية كخبرته ورغبته الجامحة في التفكيك ..؟
هل سينجح في ايجاد قوة سياسية جديدة وتجميع حلفاء جدد حوله كنجاحه في تفكيك قوى تمثل خطرا عليه كالحراك الجنوبي والمؤتمر الشعبي العام وقوى قبلية كحاشد ..؟
للاسف بهكذا تفكير واسلوب لن يستطيع هادي ايجاد قوة جديدة يستغني بها عن القوى الاخرى لعدة اسباب :
- تفكيك القوى الهشة اسهل بكثير من تكوين قوة واحدة من بقايا خرد متناثرة مختلفة الوجهات والتوجه..
- بدء ظهور الصراع بين ولاءات المراحل الأولى وولاءات المراحل المتأخرة على القرب من كرسي الحكم وديوان ابن الحاكم ينذر بفشل الفكرة وتشتيت المشتت.
- لايمكن لأدوات الماضي ان تصنع مستقبلا فتكوين قوة وحلف سياسي بقيادات مستهلكه وقوى تقليدية مناطقية مرهونة للماضي -كالزمرة مثلا- لن يضيف اي جديد للعملية السياسية وربما يعيق تقدمها
- يقول الواقع بان اليمن يحتاج الى تحالفات سياسية فعالة بشراكة حقيقية -كالمشترك- ولامجال لاي حزب يفكر بالتفرد بالحكم لوحده او على اساس شراكة وهمية كتحالف حزب المؤتمر الشعبي العام الوهمي.
- المجتمع اليمني اليوم اصبح اكثر نضجا من امس فهو يتفاعل ويتأثر بالقوى التي تخاطب احتياجاته وطموحاته وتنظر للجميع بالتساوي وتستقوي بالقانون لا تلك التي تجيد العروض العسكرية والاستقواء بالمنطقة والجهة لذا لن يلتفت لأي قوى سياسية تكتض هياكلها بالجنرالات والالوية ... الامراض المناطقية والايدلوجية
وفي حالة فشل صناعه توازناته الجديدة سيكون هادي سببا في تراجع العملية السياسية في اليمن بتركه الاحزاب والقوى السياسية التي اخذ منها الاعضاء الذي يريد تنزف بجروحها المفتوحة ..
فلا هو الذي استفاد من الاعضاء التي اخذها من الاحزاب ولاهو تركها وشأنها تعيش
ملحوظه : انا هنا اتكلم عن الرئيس هادي والتوازنات السياسية من وجهة نظري الوطنية ولا انكر دوره ونجاحاته الوطنية على الاصعدة المختلفة الاخرى