قيادته الرعنا طيلة 33 عام جعلت اليمن أفقر دولة عربية، وجلبت سياساته الطائشة المتقلبة المضطربة لليمن من الكوارث ما لا يعد أو يحصى، وتسبب موقفه من اجتياح الكويت في تغيير سياسة الرعاية والخصوصية التي كان يحظى بها ملايين المغتربين اليمنيين في السعودية منذ عام 1990.
ظهر صالح أمس في قناة الميادين ، كمن يذرف دموع التماسيح على دماء اليمنيين، وهو الذي لم يأبه بها يوما في حروبه الكثيرة ، ضد اليمنيين ابتداء بحروب المناطق الوسطى ومروراً بحرب 1994 وحروب صعدة، وحرب عمران واجتياح صنعاء ووصولا الى مآسي عدن وتعز ومأرب والبيضاء اليوم .. كان لا يأبه بدماء اليمنيين وهي تسفك أمام قصره، ولا يشعر بأن عليه حماية أحد من أبناء الشعب اليمني… كان دائماً ما يردد : ثار..! وكان يرى بأن التحريش بين القبائل هو السبيل لبقاء سلطته الفاشلة ، وغالبا ما كان يدعم طرفي الصراع ويؤجحه … ولم يشعر اليمنيون يوما بأن قوات الجيش والأمن التي بناها صالح مسؤولة عن سلامتهم وأمنهم…
بعد إفلاسه النهائي من إسناد الشعب وعزلته العربية هاهو الان يرتمي في أحضان إيران التي اختارت ان تكون عدوا للعرب، وصار يهاجم الوهابية والسعودية، وينخرط مع الحوثي في تحالف طائفي يتبناه ويدعمه الملالي المتطرفون في طهران وقم والنجف وضاحية بيروت الجنوبية.
في 2011 ساعدته السعودية ودول الخليج ليكون رئيساً سابقا و آثرت ثورة الشباب تحقيق التغيير الضروري بأقل التكاليف، لكنه لم يستطع التخلي عن ما جبل عليه من تقلب و تآمر وكيد ، حتى عبر عن ابتهاجه وفرحه باجتياح عاصمة البلاد صنعاء ، بقصيدة شعرية نشرها في صفحته على الفيسبوك وفي كافة وسائل الإعلام التابعة له، المؤيدة للمليشيا الحوثية منذ قتالها في دماج مرورا بعمران واجتياح صنعاء وإلى الان.
كثيرا ما يتذاكى ويتحذلق لكن غباءه السياسي وعدم شعوره بالمسؤولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية الكافية، هي ما جلب لليمن كل هذه المآسي والدمار والمحن.
أضاع اليمن وحطمها ومزقها وهاهو يضيع نفسه وأسرته .. قالت تقارير الأمم المتحدة أنه نهب المليارات ومع ذلك يريد أن يظهر بطلا وزعيما .. وما أصعب أن يكون المرء نهابا وزعيما وبطلا.
كنا نرغب ونتمنى ونعمل من أجل أن يكون لبلدنا وشعبنا مصيرا مختلفا، ولذلك قبلنا به رئيساً سابقا ومحصنا .. لكنه آثر الإستمرار في التآمر والعدوان والطيش ، حتى تفاقمت الأحوال على النحو الذي نعلم ووصلت إلى حد بالغ الخطورة والدمار …
رحم الله العميد مجاهد أبو شوارب الذي غالبا ما كان يردد حتى وفاته : ما زلت أرى أن رئاسة علي عبد الله صالح في “دبور الشعب اليمني “… وهو الذي رفض التصويت له في مجلس النواب في أول انتخابات 1978.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك