كتب /ابراهيم علي ناجي
رغم الانتصار الذي تحقق في الضالع على يدالابطال الميامين والذين ضربوا بفدائيتهم رقما قياسيا ي ضاف الى بطولات هذه المحافظة الشامخة الا انه وعلى الرغم من تصفية معسكرات الطغيان والغزو العفاشي مازال الحصار يشتد يوما بعد آخر فلا دواء ولا غذاء ولامستلزمات تموينية بلغت معها الاسعار اضعاف مضاعفة في ظل توقف مرتبات الموظفين للشهر الرابع على التوالي ..
الامر الذي عمق المأساه ويبقي الوضع مرشحا لمزيدا من العناء فمئات الأسر النازحة مازالت في الشتات والقرى النائية لانعدام مقومات الحياة في المدينة وغياب المواد التموينية وبعضها تدمرت منازلها ومساكنها بفعل القصف الهمجي الحوثي الذي طالها. .
ويظل الهاجس الامني والغذائي شغل الناس الشاغل خاصة مع عدم وجود المؤسسات والمرافق الخدمية والقضائية وغياب الدوائر الامنية لتبرز ام التحديات امام قادة المقاومة والمتمثلة بتطبيع الحياة واعادة الامور الى وضعها الطبيعي وايجاد نوع من الثقة بينهم كقادة وبين المواطن الذي ينظر لاي انتصار عسكري بإنه مجرد منعطف لايحقق له شيء ان لم يلامس همومه اليومية ومتطلباته الحياتية خاصة وهو يرى الحصار المطبق عليه في كل شيء ..
ماذابعد?
_______________________
ينبغي على قيادة المقاومة بجميع تكتلاتها التي ذابت تحت بوتقة الضالع الارض والانسان ينبغي ان تسير بشقين متلازمين ومتوازنيين خط المقاومة الميدانية العسكرية وخط سياسي خدماتي بحت فمانراه اليوم ان الجميع يسير وفق الخط الاول فقط ويتسابق الجميع في تخريج دفعات مدربة وتوزيع المقاتلين على الجبهات في الحدود وهذا امر لابد منه فلاتفريط فيما تحقق من نصر وتمكين سال في سبيله دماء المئات من خيرة رجال الضالع ولكن اين رجال السياسة والفكر واين لجان الخدمات والرقابة واين تفعيل الادارات الخدمية والاقتصادية وهل يحق لنا كمواطنيين ان نتساءل عن سبب غياب مثل هذه الخدمات بعد اكثر من شهر من الانتصار وتطهير المحافظة فلا شبكة اتصالات ولا مياه ولا نظافة واكثر من ذلك غياب الرقابة على السلع والاحتكار وبيع مواد الاغاثة في بعض مناطق الريف ناهيك عن غلا متعمد وقاتل من قبل تجار كانوا يزايدون بوطنيتهم ودعواتهم التحررية ليتفاجئ المواطن بوضعه بين كماشتين الاولى حصار المليشيات الحوفاشية ومنعها لكل شيء قادم الى الضالع في قعطبة والعند والكماشة الاخرى في تجار تلاشت انسانيتهم وضمائرهم فخزنوا الكثير من المواد الغذائية والكهربائية والنفطية ورفعوها لاضعاف اضعاف السعر المتعامل به في مدن واسواق جنوبية قريبة من مدينة الضالع كالحبيلين بردفان مثلا. .
وحتى مجالس تنسيق الاغاثة التي تم تشكيلها
مؤخرا وفق ظروف الحرب على المحافظة لم يكن هناك اي تشاور على تشكيلها وخاصة في المديريات استغل بعض رواد الجمعيات الخيرية والتي غالبا ماتشكل بطابع اسري وقبلي في ارياف المديريات انقطاع شبكات التواصل والاتصالات لينبروا كممثلين للمديريات باسم جمعيات كرتونية هلامية هدفها وطابعها الاساسي استثماري وليس خيري حيث تأخذ مبالغ مالية نظير ايصالها لهذه المساعدات الامر الذي ضاعف معاناه المواطنيين الذين رضخوا في سبيل ايجاد فتات هذه المساعدات التي لاتكاد تغطي الجزء اليسير جدا من الفقراء.
ولان المقاومة الجنوبية في الضالع لها حاضن شعبي وقبول لدى مختلف الشرائح والتيارات تجسد ذلك منذ ظهور الحراك الجنوبي في 2007م والذي فشل في تحقيق الامن والآمان رغم سيطرته الشبه فعلية للمحافظة وبالاخص المديريات الجنوبية الخمس .
حيث ظل يراوح مكانه دون ان يقدم على اي خطوات فعلية كان ينتظرها المواطن بشغف وهو ماسهل الامر لاجهزة السلطة الامنية والحزبية من اختراق صفوفه وتشكيل مجاميع مسلحة وبلاطجة تدعي وصلها بالحراك مع انها ترتكب باسمه جرائم وتقطعات ونهب للماره حسب الهوية والانتماء .
بين يدي المحافظ الجديد:
________________________
للمحافظ فضل الجعدي بما انك قبلت قيادة المحافظة وفي هذا التوقيت الصعب فلابد انك على دراية تامة بماينتظره المواطن في هذه المحافظة المنكوبة فلايوجد اي مبرر عن اي تقاعس بعد الآن وكونك محل اجماع عند مختلف القوى والتكوينات على الاقل في المديريات الجنوبية الخمس فجدية العمل تبدء بتوفير الحد الأدنى من الخدمات ورعاية المواطن المغلوب وتوزيع المهام المنوطة بعيدا عن ضجيج الجبهات وراجمات الصواريخ وهو المطلوب منذ زمن انعدم فيه الحد المطلوب من الضمير والإنسانية.