في يونيو 2013 سألتني القناة التركية لمن يعود الفضل في الوفاق، وعدم الإنزلاق إلى حرب مثلما يحدث في سوريا..الفضل يعود للثوار .. أكيد..؟ فقلت يرجع الفضل للطرفين.. واقصد الطرف الذي قام بالثورة ، والطرف الذي قاومها .. أو طرفي "الأزمة" كما كان يحب تسميتها الطرف الاخر ..!
كنا نفاخر بأنا تجنبنا حربا أهلية وتحدث العالم كثيرا عن الحكمة اليمانية .. وظل الرئيس هادي يفاخر دائماً بأنه جنب اليمن حربا أهلية..
بعد أن قرر الحوثي التوسع من صعدة في كل اتجاه، كان يدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، وبلغت به الغواية منتهاها عند ما قرر حصار العاصمة صنعاء واجتياحها... حينذاك قرر الحوثي بداية الحرب الأهلية الشاملة من طرف واحد..
هناك أطراف محلية وإقليمية ساهمت في جعل الحوثي يقرأ الوضع بطريقة خاطئة وخطيرة، وهذه الأطراف تتحمل مسؤلية بقدر ما في تسهيل تهور الحوثي واندفاعه، ودفعه البلد إلى أتون الحرب الشاملة .. وسيتحدث كثيرون وهم محقون عن دور صالح وجناحه في المؤتمر فيما آلت إليه الأمور ..
لكن بدون الحوثي كان يمكن تحاشي الحرب التي تدور الان في اليمن ..
وكل ما بقي الحوثي على ما هو عليه، وكما عرفناه منذ أول حرب خاضها، فلن يتيح فرصة حقيقية أو يفتح مجالا لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن..
سيتباكى الحوثيون كما عهدناهم منذ بداية حروبهم منذ أكثر من أحدى عشر عاما، عن أحوال الناس ونتائج الحرب ، ولكن كالنائحة المستأجرة، وبقصد إحراج الخصوم لا أكثر، مع أن الحوثي لا يهمه من أمر الناس وحالهم شيئا ، فهو الذي لا يبالي وهم الذين لا يأبهون بمن يعيش أو يموت من أبناء اليمن، حتى الذين يقاتلون إلى جانبهم.. فهم في النهاية شهداء و" هيهات منا الذلة "و "موتنا شهادة" و"القتل لنا عادة"..
الحوثي أداة حرب وقتال منذ البداية ولا شان له بالسلام إلا أن يكون السيد المهيمن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة ، أو سيد الجميع وسيد اليمن والجزيرة كما قال محمد صادق الحسيني المفكر الإيراني عشية سقوط صنعاء ...
وبعد أن وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم، لا بد من طرح السؤال الكبير الهام ..من كان يريد الحرب ..؟
عبد ربه منصور هادي ..؟خالد بحاح .. الإشتراكي أو الناصري... الإصلاح.. ؟ السعودية .. الإمارات .. أي أحد من دول التحالف .. مصر مثلا ..؟
بصراحة لا أحد .. وسيقول التاريخ : لا أحد من هؤلاء ..
الحوثي هو الذي أشعل الحرب وهو الذي تسبب في إشعال حروب اليمن منذ 2004 ، وهو وحده الذي يستطيع إيقاف الحر