《شهيد الإنسانية》

2015/10/18 الساعة 03:43 صباحاً
النخوة والشهامة اللتين يتحلى بهما الشعب اليمني الأصيل قضى عليهما المخلوع علي صالح بالعمل الإرهابي من خلال خلاياه النائمة، ففي الليلة الماضية تناولت الأخبار في القنوات المحلية والعربية خبر إقدام مجموعة إرهابية على قتل مواطن إماراتي يعمل لدى الهلال الأحمر الإماراتي وهو يتجول في أحدى شوارع محافظة عدن وإتجهت أصابع الإتهام لهذا العمل الإرهابي للمخلوع علي صالح والذي نعرف بكثرة خلاياه النائمة، وكانت مدينة عدن قبل عدة أيام وقع فيها عمل إرهابي في القصر الرئاسي وقُتل فيه مجموعة من رجال الأمن ونجى منه رئيس الوزراء وبعض من الوزراء الذين كانوا متواجدين وحينها سمعنا بأن تنظيم داعش قد تبنى هذا العمل الإرهابي وجميعنا يعرف بأن كل هذه الأعمال الإرهابيه من خلفها وماذا يريد من خلالها وعلى الأخص في هذا الزمن، يعتقد هذا الإرهابي المخلوع علي صالح بأن هذه الأعمال الإرهابية وبإغتياله للموظف الذي يعمل في الجانب الإنساني بأن دولة الإمارات سوف تنسحب من محافظة عدن خوفاً على مواطنيها وجنودها وهو يدرك تماماً بأن القيادة السياسية في دولة الإمارات الشقيقة قد عقدوا العزم بأنهم لن ينسحبوا ليس من محافظة عدن وحسب بل من اليمن بكافة أراضيه إلا وقد قضت على المليشيا الإنقلابية والمنظمات الإرهابية التابعة لها وإستتباب الأمن في كافة أرجاء اليمن وليس دولة الإمارات فقط بل وجميع دول التحالف، كيف يفكر ذلك المشؤوم وبأي عقلية يوزن الأمور؟ ماذنب من إغتالته أيادي البطش والخيانة والغدر؟ هل لإنه ترك أهله وذويه وجاء مهرولاً من بلده ليلبي نداء إستغاثة الشعب الجنوبي المكلوم والمغلوب على أمره؟ لم يكن يدري بأن ثمة أُناس لاتفرق بين المواطن العادي الذي يشغل وظيفة في منظمة إنسانية والعدو المقاتل، كان عابرآ ولم يكن يتوقع بأنه سيُغتال برصاصة غادرة من أيادي مأجورة وخائنة تتبع المخلوع السفاح القاتل علي صالح الذي إعتاد على سفك الدماء ونزع الأرواح من أجسادها طوال الثلاثة وثلاثون سنة أبان حكمة والذي فيها نكّل وشرّد بالكثير من اليمنيين، أيها المخلوع هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهل جزاء إخوتنا الإماراتيين أن تّقتّل أبناءهم وقاداتهم أكرموا وأحسنوا ضيافة إبنك أحمد؟ وليس ذلك فحسب بل أغدقت عليك بالأموال وسمحت لك بإقامة المشاريع ليس لك ولإبنك فحسب بل لجميع أفراد أسرتك الخنازير، إنها والله لحرقة أن تطال يدك إنسانٌ آمن يعمل في منظمة إنسانية إغاثية جاءت لتعيد الحياة لمن نكّلت بهم وشرّدت الكثير منهم وأستوليت أنت وأسرتك سيئة الذكر على ثرواتهم طوال فترة حكمك، رحمة الله عليك ياشهيد الإنسانية ونسأل الله أن يتغمدك في واسع رحمته وأن يرفعك في أعالي الجِنان ويحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهلك وذويك والشعب الإماراتي الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. من حق هذا الشهيد علينا وعلى أقل تقدير أن نصلي عليه صلاة الغائب، لذلك نطالب وزير الأوقاف اليمني بأن يعمم على جميع مساجد الجمهورية اليمنية وعلى وجه الخصوص محافظة عدن بإقامة صلاة الغائب على شهيد الإنسانية الموظف في الهلال الأحمر الإماراتي. وفي الأخير نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً على مواقفها الإنسانية مع شقيقتها الجمهورية اليمنية وشعبها الوفي الذي لن ينسى أبد الدهر كل من وقف معه في محنته والشكر موصول لملك العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي لم يتوانى مطلقاً في تقديم كامل الدعم العسكري والإغاثي لبلدنا اليمن الحبيب وكذلك على حسن الضيافة والدعم المادي والمعنوي لقيادتنا السياسية والعسكرية. علي هيثم الميسري