كتب/ أسامة الشرمي
”لا يكفي أن يكون لك عقل جيد، المهم أن تستخدمه بشكلٍ جيد“ رينية ديكارت
اليوم زارني احد الزملاء، ليصارحني بسعادته العارمة جراء قراءته لمنشور كتبه ”فتحي بن لزرق“ حول اداء الرئيس هادي خلال المرحلة الماضية، طبعاً من خلال التمعن في السطور الأولى للمنشور تلتمس عاطفة قوية وسيطرة اللاوعي على الافكار ويبقى الأسلوب محترف، لذا تنساب الكلمات بسلاسة مع الأسطر الأولى فقط، بعدها يسيطر اللاوعي على أسلوب الكاتب فلا يتمكن إلا من صياغة جمل اعتراضية متنقله بين الشرق والغرب والخطأ والصواب أو كما يسمى مكانيكياً ”الهشكة“ التي تحدث بسبب نقص أو تقطع الوقود عن المحرك وهي ذاتها ما تحدث للكاتب عند نقص أو تقطع في الوعي عن الدماغ.
منشور ”بن لزرق“ ليس ذو أهمية في ذاته إلا من خلال مصادفته لحالة يائس عارمة وارتخاء طبيعية الحدوث عقب الكثير من الشد والأكشن وقبل انتهاء العمليات بشكلها النهائي، ولا نستطيع أن نسميه إلا بالهذيان، لذا نرى المنشور يروج لأكاذيب ”حوثية“ منها أن افلات الرئيس من حصار صنعاء إلى عدن هو من جلب الحرب إليها، وفتحي قبل غيره يعرف أن هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، وللأسف نتأثر حتى نمرر المغالطات بلا وعي.
بالمقابل هناك كاتب اخر يكتب مقالاً جيد ،قوي ،ومتماسك، وبكل ما أوتي من الوعي ومنطق المغالطة، يتمكن من خلاله تأكيد الزيف والمغالطة.
”نبيل سبيع“ الذي كتب اليوم مقالاً محبوكاً جداً، مرر من خلاله كثير من المغالطات في أسلوب ذكي لا يضاهى، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بعد مغالطاته، من أن عدن سقطت بيد (القاعدة) وأن ”زنجبار“ عادت لتصبح ”وقار“ من جديد وان لحج قندهار، والناس يتم ذبحهم في الشوارع والحالة حالة يا ”بن سبيع“.
فمالم تستطع قناة المسيرة ايصاله باخبارها العاجلة إلى الجنوب، أوصله مقال ”سبيع“ الى كل شخص عن طريق الواتس اب والفيس بوك والخ.
بالتأكيد أننا جميعاً نعيش حالة الاستنطاق اللاواعي في لحظات يأس او ألم ولربما تحت تأثير عوامل خارجية أو كيمائية معينة لتنبعث كل مخاوفنا المكبوتة على شكل افكار تؤرق صاحبها وربما منشور مهووس على صفحات الفيس بوك.
وفي اعتقادي أن هذه المرحلة من تعكير المزاج لدى النخب الجنوبية التي يصنعها هوس البعض، تستدعي النعيق الشمالي بكل اشكاله وانواعه ومخططاته، التي لا تظهر غالباً سوءاتها إلا في مثل هذه الظروف. فإكراماً للتظحيات الجسام التي بذلت وتتغنون بها، دعونا نتفرغ للعدو الحقيقي، وتعوذوا بالله من الشيطان، فما ترونه مجرد كوابيس لا وجود لها في الحقيقة وياريت تعودوا للنوم من جديد.