في مؤتمر الرياض قلت للمؤتمرين إذا أردتم الفوز والنجاح فوحدوا الهدف والغاية والراية والقيادة وإياكم وأمراء الحرب وتجارها ...
قلت أيضاً: اعتبروا وتعلموا من هذا البلد الذي تقيمون فيه مؤتمركم الآن - أقصد المملكة العربية السعودية- وحَٓده الرجال بقيادة عبد العزيز ومساحته الآن حوالي أثنين مليون وربع المليون كيلو متر مربع، وتعد وحدته مكسباً للعرب .. أنتم يا حضرات، مساحة بلدكم أقل من ربع مساحة هذا البلد اقرب جار لكم، ومع هذا هناك من يريد إعادة تقسيم اليمن وشرذمتها من جديد..!
للأسف، هناك الآن من لا يزال يصر على حكايات من قبيل إقامة أكثر من دويلة في اليمن ورفع أكثر من رايه وعلم ... بدلاً عن مظلة اليمن الواحد وراية وعلم ودولة اليمن الواحد...
لا شيء يثير القرف والاستهجان أكثر من التفكير في التقزم والتشرذم وتبني مشاريع الكراهية ..
هناك سبب ما دفعني لكتابة هذا الآن، أفضل تحاشي الإشارة إليه هنا ..!
وسبب آخر، هو ما نُسب لمحافظ عدن من نفي تصريحه لصحيفة الوطن السعودية الذي يؤكد فيه أن وحدة اليمن باقية وإن الشعب اليمني كله سيدافع عنها .. أنا على يقين أن ما أوردته الصحيفة ونسبته للمحافظ صحيح، وإذا صح نفيه فهو بسبب إرهاب الإنتهازيين والحمقى والمتطرفين من دعاة الكراهية والإنفصال..
أعتقد أنه حان وقت التصدي لهذا الإرهاب الغبي ولا بد من مواجهته على نحو شامل... وأول من يجب أن يفعل هو القيادة السياسية في أعلى مستوياتها..
أعني يجسدون وحدة الغاية والهدف في الخطاب والجواب والقول والعمل بوضوح تام .. دون تردد أو مواربة ..
وشكرا لصديقي عبد الناصر المودع الذي حدثني منذ شهور قائلاً: الإنفصال مشروع فوضى لا أكثر .. عبد الناصر ليبرالي ولا يمانع في شيء من هذا القبيل، أقصد لا يمانع في الإنفصال وما أدراك، لكنه أستدرك وقال: أسوأ ما في موضوع الانفصال أنه أمر غير ممكن في حالة اليمن ... ولذلك هو مجرد مشروع فوضى لا أكثر ..
حالة الفوضى والتقهقر والتخبط التي تشهدها البلد يرجع إلى تعدد الرايات والغايات وعدم يقين غالبية الشعب إلى أين هم ذاهبون..
قولوا للشعب والعالم بصراحة : اليمن الواحد وجد ليبقى إلى الأبد .. قولوها بوضوح ودائماً ودونما تلعثم تفلحوا ...!
قولوا: المشكلة ليست في الوحدة ولكن في إدارة وقيادة اللصوص والانتهازيين ..
قولوها وهذه هي الحقيقية وأقسم عليها..
قولوها وسيحترمكم العالم..
ألا يجدر بالتضليل والخداع والوهم أن ينتهي ..؟!