مداخلة إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممي إلى اليمن جاءت ضمن القالب المعتمد في كتابة التقارير الخاصة بالوضع في اليمن، تقارير بلا مشاعر.
هي التقارير ذاتها التي كان يقدمها المبعوث السابق، جمال بنعمر، مع فارق أن هذا الأخير كان ديناميكياً وكان حاضراً في صياغة التقرير، وكان يمتلك هامشاً أوسع من الذي ينشط فيه خلفه ولد الشيخ.
على الرغم من أنه يتحدث بلغة عربية سليمة إلا أن ولد الشيخ بدا أعجمياً أكثر من اللازم في التعبير عن حقيقة الأزمة اليمنية بصفتها نتاج تهور فريق طائفي جهوي أراد استعادة السلطة واحتكارها بأي ثمن.
ركز ولد الشيخ بصفة خاصة على تفجير تنظيم داعش العفاشي لمسجد في صنعاء، ثم كرر التحذير من أن استمرار الوضع في اليمن سيشجع على تزايد نفوذ القوى المتطرفة.
تحدث عن ضحايا القصف، ولم يتحدث عن ضحايا العدوان المليشياوي، وكرر ادعاءات الانقلابيين..
أشار إلى حصار تعز لكنه تجنب تسمية الطرف التي يحاصرها وينفذ جرائم إبادة فيها مكتفياً بالقول إن من يقوم بذلك جماعات متطرفة.
لم يكلف نفسه زيارة عدن للاطلاع على حجم المأساة التي خلفتها حرب المخلوع ومليشيا الحوثي، كان يمكن أن يزور المدينة ليأخذ فكرة فقط عن الجرائم التي يرتكبها الانقلابيون.
مشكلة ولد الشيخ أنه مرتهن بالكامل لتصور قديم لحل الأزمة في اليمن لا يأخذ بعين الاعتبار التطورات التي حدثت رغم أنه يراها رأي العين.
أفاد في تقريره بأنه ظل يتواصل مع الحوثيين حتى قبلوا بتنفيذ القرار 2216، هل يعني هذا أنه لا معنى لما يقوم به التحالف العربي، طالما وأن ولد الشيخ يمتلك هذا القدر العظيم من مهارة الحوار وهذه القدرة الفائقة في الإقناع...
لقد كشف عن صعوبة في انعقاد جولة مشاورات جديدة.. حسناً هذا شيئ طبيعي، والأمر لا يعود إلى تفاوت في وجهات النظر كما قال في تقريره، بل إلى تفاوت في القوة حدث على الأرض.
متى سيدرك ولد الشيخ، أن المشكلة تكمن في بقاء الحوثيين والمخلوع صالح جزءً من الحل السياسي، وأنه لا حل سياسي في اليمن مع بقاء الطرف الذي قوض عملية التسوية السياسية، هذه مكافأة ليست في محلها، إنها مجازفة.
كل ما يمكن استنتاجه مما قدمه ولد الشيخ هو أن هذا الرجل قد نعى دوره وكشف عن فشله المبكر في اليمن.