عندما تدخلت قوات التحالف في اليمن كان تدخلها لنصرة الشعب اليمني وإعادة الشرعية للحكومة اليمنية المتمثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، ولولا طلب فخامته بالتدخل من قِبل دول التحالف لما كانت هذه القوى قادرة أن تطلق ولو رصاصة واحدة حتى وإن كانت من مسدس ومن لايعلم هذه المعلومة فليعلمها الآن، لإنه لا يحق لأي دولة أن تتدخل عسكرياً في دولةً أخرى إلّا بطلب رسمي من هذه الدولة، فبالتالي عندما طلب فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي التدخل العسكري من دول الخليج وعلى الأخص المملكة العربية السعودية حينها طلبت المملكة العربية السعودية من فخامته أن يتقدم بخطاب رسمي مكتوب وموثّق حتى يكون لهذا التدخل مبرراً ويحمل الشرعية في مجلس الأمن والمجتمع الدولي، فلم يتأخر فخامته في صياغة الخطاب لعلمه مسبقاً بخطورة الوضع وحينما حانت ساعة الصفر عندما كانت المليشيا الإنقلابية على مشارف محافظة عدن علمنا بإنطلاقة عاصفة الحزم التي قطعت الطريق على الإنقلابيون من الإستيلاء على كافة المناطق الجنوبية والشمالية ومن ثم إعادة اﻷمل التي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية والتي لولاهما لكنا اليوم نحتفل بذكرى عاشوراء على طريقة أهل الشيعة، وطالما إننا صمنا يوم عاشوراء فقط دون اللجوء إلى ضرب أجسادنا بالسلاسل والسواطير فعلينا أن نشكر الله عز وجل ثم نشكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي إرتاى حينها بأنهُ لامناص من التدخل الخارجي لإيقاف المليشيا الإنقلابية التي كانت تريد أن تحوِّل اليمن إلى مرتع خصب للفرس لتأدية مناسكهم في كل شبر من أراضي اليمن ومن ثم الحشد العسكري بإتجاه جارتنا الكبرى المملكة العربية السعودية، ولاننسى أيضاً الوقفة الأخوية من دول التحالف التي تُشكر عليها وعلى الأخص المملكة العربية السعودية ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم تهدأ ولم تستكين من مساعداتها للشعب اليمني إلى يومنا هذا والتي فقدت الكثير من أبنائها العسكريين منهم والمدنيين.
إذاً كان فضل الله علينا نحن اليمنيين أن سخَّر لنا دول التحالف التي وقفت مع الشعب اليمني وشرعية حكومته، وفضل الله عز وجل أيضاً أن سخَّر لنا رئيس يجيد الفن السياسي والتكتيك الحربي بدون أدوات وقبل كل ذلك مُحِب لشعبه وضحّى بالغالي والنفيس لأجل شعبه، ولكن للأسف الشديد وأقولها بكل حسرة وألم بأن هناك البعض من الخونة والعملاء من أبناء الجنوب يسعون لمصلحة أنفسهم ومصلحة ساداتهم من الخونة وبائعي الأوطان، فهناك بعض الأفراد المحسوبين على المقاومة الجنوبية يدروكون مدى التضحيات الجسيمة التي قدمها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلّا أنهم يكابرون عليه ويزعمون بأنه لاشرعية له في جنوب الوطن وأن زعيمهم ورئيسهم هو علي سالم البيض ويعلنوها بكل وقاحة ويجاهرون بها على مستوى الصحف والقنوات الفضائية وخصوصاً في قناة الفتنة صوت الجنوب، وإن جئنا نبحث في تاريخهم سنجده أسوداً دامساً وأضف إلى ذلك هم يعملون لأجندة أيرانية خالصة وقد جندوا بعض الشباب المتهورين لمصلحة بلاد فارس وهؤلاء هم من بعض قادات المقاومة الجنوبية الذين كانوا محسوبين على الحراك الجنوبي، أما أولئك المناطقيين الذين لا يكّلون ولا يملّون من بث وتأجيج الفتنة والفُرقة في جنوب الوطن وقاصدين بذلك إعادتنا إلى العام 1986م أي بمعنى آخر إلى العهد الماضي الأليم الطغمة والزمرة متناسين بأن الإتحاد السوفيتي إضمحل وأنتهى ويدركون جيدآ بأنها هي من حسمت المعركة حينها، وهم بذلك الفعل المشين يساعدون في تمكين المخلوع علي عبدالله صالح وزبانيته أذناب أيران للعودة لحكم اليمن عامة والجنوب بشكلٍ خاص، وإن عاد ذلك المخلوع فلن يكون حكمه كما كان بعد حرب 1994م بل سيكون أشد وطأةً على الجنوبيين لأنه سيعود وقلبهُ يحمل الغل والحقد والكراهية للشعب الجنوبي، ولكن لايزال في القلب آمالٍ بأن يعود هؤلاء لرشدهم ويلتفوا حول فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لأن فخامته وشرعيته هما الجناحان اللذان سيصلان بالشعب اليمني إلى العش الهادئ وبشكل فلسفي آخر هو أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يمتلك الشرعية والحنكة السياسية وهما المجدافين اللذين سيصل بالشعب اليمني من خلالهما إلى بر الأمان، فمن كانت لديه حساسية من فخامته لأنه ليس من منطقته فليذهب ويسأل على دكتور متمكّن ليعالجه من مرضه هذا لأنه إن لم يتعالج فسيتفاقم المرض مابقي فخامة الرئيس على كرسي السلطة، أما أولئك الذين لهم حسابات أخرى أو مطامع في بعض المناصب فليؤخّر كل مابرأسه إلى حينٍ من الوقت حتى نصل إلى بر الأمان ومن ثم يطالب بمطامعه إن كان يرى في نفسه الكفاءة.
ودمتم،،،،
علي هيثم الميسري