عندما تُفسر أحداث إقليمية من منظور يمني ضيق !

2015/11/02 الساعة 01:02 صباحاً
*بقلم عبدالوهاب العمراني عجبي لبعض بني قومي المحبطين يفسرون كل حالة سياسية وفق منظار محلي محدود الافُق ، يعني من خُرم الإبرة من خلال رؤيتهم لصراع محلي منسي في خضم الأحداث الدولية واقصد هنا يفسرون التطورات الإقليمية والدولية فقط من مفهوم ورؤية بعض تلك القوى من الصراع بين أقطاب الأزمة اليمنية الحوثي والزعيم وعلي محسن وبيت الاحمر من منظار يمني محلي صرف ، فانتخابات تركيا التي تمثل رمز لانتصار الديمقراطية والعلمانية لا تروق لهم بينما يهللون لانفجار في أي مدينة تركية ، تماما مثلما يصفقون ويهللون لانفجار في عدن ... بمعنى لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، فقط مواقفهم وتحليلاتهم تنطلق لمجرد نكاية لهذا الطرف او ذاك لا يحبذون ولا يتمنون الاستقرار لعدن وكل اليمن إلا وفق رؤيتهم ولسان حالهم اما الزعيم والحوثي او الطوفان ، وهو الأمر نفسه في في الحالة السورية او انتخابات تركيا دائما يجيرون عقد الداخل ويقيسون بها تحليل الأحداث في قضايا أخرى تبعد عنا الاف الاميال ! هذه تركيا القرن الواحد والعشرين ، نعم هذه علمانية تتناغم مع العصرنة تركيا دولة علمانية ، نتمنى أي بلد عربي او خليجي يحاكي ويتماهى مع التجربة التركية والعبرة بالخاتمة بغض النظر عن التفاصيل يكفي ان اقتصاد تركيا نما وزاد أضعاف مضاعفة خلال اقل من خمسة عشر عاما وهي اقل من نصف مدة حكم علي عبدالله صالح ، وبالتالي زاد دخل الفرد لثلاثة أضعاف في هذه المدة القصيرة . البعض لا يفرق بين الخط السياسي لاوردغان وبين حزب العدالة ولا يصدق انه حزب علماني لان الدستور التركي نفسه يحظر تأسيس أحزاب سياسية على أساس ديني ، تركيا ربما هي البلد الوحيد الذي يفوز فيه "إسلاميون" بانتخابات نزيهة وفق المعايير الدولية والغربية تحديداً ، والسبب في ذلك أن النظام العلماني لا يهتم بالأفكار الدينية للأشخاص بقدر إهتمامه ببرامجهم السياسية . تركيا محاطة ببلدان تنخرها الصراعات المذهبية في حين تقف تركيا متعافية ومدنية ومتماسكة والسبب في ذلك أن الدين لا يتحكم في المجال العام وإنما ينحصر في المجال الشخصي . الناخب التركي الذي صوت للعدالة والتنمية لا علاقة لها بأوهام الحلف الإسلامي السني والصراع صد إيران الناخب التركي يفكر في تنمية بلده واستقرارها ، وستكون أخطاء قاتلة إذا تحولت تركيا من العلمانية لدولة دينية ، لهذا فإيران وضعها غير مستقر وقد تنتفض ضد الملالي يوما ما لان الشيعة ليسوا أكثرية مطلقة بل اقل من ثلثي البلاد . والاهم من هذا هناك تهميش للسنة وهم أكثر من ربع السكان.