《إنشاء منطقة خضراء في عدن》

2015/11/12 الساعة 12:28 مساءً
قبل حوالي شهر كانت الحكومة اليمنية تباشر عملها من محافظة عدن أو على اﻷحرى كانت على وشك أن تباشر عملها ولولا ذلك العمل الإرهابي الذي أستهدف حكومتنا اليمنية لكانت قطعت شوطاً لابأس به في حل بعض اﻷمور العالقة وتغيير الشكل القديم لنضام الدولة وكان هذا أملنا، ولكن للأسف الشديد لم يكونا الرئيس المخلوع والمرشد الحوثي يريدان إنطلاقة عجلة التغيير، وعلينا أن ندرك بأن الحرب في الجنوب مازالت قائمة حتى لو لم نسمع صوت البندقية والذي نراه اﻵن هو حرب نفسية نجح بها المخلوع والمرشد على أقل تقدير لحينٍ من الوقت والدليل بأن رئيس الحكومة ووزرائه لاتزال أصوات الإنفجارات التي أطلقها العدو المتخفي في فندق القصر تتردد في صدورهم، وفيما يبدو بأنه كلّما عقدت الحكومة العزم في شدِّ الرحال إلى العاصمة المؤقتة عدن يعيدون التفكير بتذكرهم لتلك اﻹنفجارات التي لازالت صداها في صدورهم حتى اللحظة ومازاد الطين بلّه بأن الحالة اﻷمنية في محافظة عدن تراوح مكانها ولم تتغير إلّا في بعض المناطق بوجود محافظ عدن اﻷخ جعفر محمد سعد، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل رئيس الحكومة خالد بحاح ووزرائه الكرام رعاديد إلى هذا الحد ويخافون الذهاب إلى محافظة عدن ليبدأوا العمل في إعادة هيكل الحكومة ويتلمسون إحتياجات الناس ويعيدون البسمة لهم بعد كل تلك اﻷهوال التي عاشوها من ذي قبل؟ والسؤال اﻵخر الذي يطرح نفسه أيضآ ويتردد في صدور كثير من الناس وهو: متى ستعود الحكومة مرة أخرى وماهو العائق الحقيقي بعدم مباشرة أعمالها من محافظة عدن؟ وهل الحكومة لازالت تخاف من إنفجارات أخرى؟ فإن كان كذلك فأنا أحيي الرجل البطل اللواء ركن جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن الذي آثر مصالح أبناء عدن على حياته، أليس هو من ساهم في تحرير محافظة عدن؟ ومن ثم جاء ليرعىٰ مصالح أهلها، أما أنتم يارئيس حكومتنا ووزرائنا اﻷكارم لاتقلقوا فنحن قد عزمنا اﻷمر لمناشدة رئيس الجمهورية بإنشاء منطقة خضراء في محافظة عدن العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية على غرار ماقامت به حكومة نوري المالكي في العراق ﻷجل أن يذهب عنكم الخوف وتعيشوا آمنين مطمئنين وتتلمّسوا مصالح شعبكم الذي بات يحلم بالحياة الكريمة والعيش الرغيد الذي لم يراه قطٌّ في حياته، وأيضاً حتى تشعرون بأكثر أمناً وأماناً سنناشد فخامة رئيس الجمهورية بإعتماد كتيبة من الحرس لكلِّ وزير كحراسة شخصية وسيارة مصفّحة خاصة لتنقلاته من المنطقة الخضراء إلى وزارته، صحيح بأن التكاليف ستكون باهضة ولكن اﻷمر أعظم من أن نفكر بتفاهات التكاليف طالما وأنها تخص المواطن اليمني البسيط الذي أثقل كاهله العوز وأنهكته الحاجة، ولكن قبل أن نناشد فخامة الرئيس في حمايتكم نرجوا منكم جميعا بوقفة تأمل وتسألوا أنفسكم ماهو الفرق بينكم وبين بعض أفراد عائلة رئيس الجمهورية الذين ذهبوا إلى محافظة عدن بتكليف من فخامته لتجهيز قصر المعاشيق؟ وهل أرواحكم أغلى من هؤلاء الشباب الشجعان الذين لم يولُّوا أدبارهم حينما هاجمتهم تلك المجاميع المرتزقة التي حاولت إقتحام واﻹستيلاء على قصر المعاشيق بل إنهم واجهوا وجابهوا تلك المجاميع بأسلحتهم الخفيفة حتى دحروهم وأعادوهم إلى جحورهم؟ إخوتي رئيس الوزراء ووزراء الحكومة ثقوا تماما بأن الرب واحد والموت واحد وعليكم أن تتأملوا قول الله عز وجل: (لاتدري نفسٌ ماذا تكسب غدا ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت.. صدق الله العظيم) وخيرٌ للمرءِ أن يموت شجاعاً من أن يعيش جباناً، وتذكّروا بأنكم الحكومة الوحيدة في العالم بلا شعب لأنكم حكومة تعيش في المنفى وبالتالي فأن الشعب بلا حكومة. يعلم الله بأنني ترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع وترددي هذا كان نابعاً من إلتماس العذر لكم ولكنني عندما رأيتُ اﻹناء قد نضح بما فيه لم يهدأ لي بالاً وعقدت العزم وكتبت، وعليكم اﻵن أن تلتفتوا إلى شعبكم فحاجته إليكم باتت ملحة لتعيدوا إليه روحه التي فقدها فوالله إنه لشعبٌ مكلوم يحتاجكم لتضميد جراحه أما انا فلا أملك إلّا الدعاء رافعاً أكُفّ الضراعة مبتهلاً وقائلاً أسألك ياالله يارب البشر أن تقف مع الشعب اليمني آخذاً بيده فإن البشر قد تخلوا عنه.. أسألك ياأرحم الراحمين أن ترحم هذا الشعب الصابر برحمتك الواسعة التي وسعت كل شيء.. أسألك ياالله ياعظيم ياجبار أن تُهلِلك وتُنهِكَ من أنهَكَ هذا الشعب المؤمن الصابر.. أسألك يارب الأرباب أن تأخذ أخذ عزيزٍ مُقتدِر كل من ظلم هذا الشعب وأهان كرامته على مرّ الأزمان إنّك على كل شيءٍ قدير وبالإجابةِ جدير.. وصلى الله على سيد البشر محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلّم. علي هيثم الميسري