عصام محمد الأحمدي
تعد المناورات العسكرية المشتركة أفضل الوسائل الحديثة لتدريب الجيوش واختبار كفاءة المعدات والأسلحة للوصول إلى اعلى درجة الإستعداد القتالي، فهي وسيلة فعالة لاختبار قدرات الجيوش على إدارة المعركة والتنسيق المشترك بين التشكيلات المختلفة ولكنها تتطلب إمكانيات بشرية ومادية كبيرة وقد يصاحبها بعض الأخطاء التي تؤدي إلى خسائر في الأرواح والمعدات المستخدمة.
وبالنظر إلى التمرين العسكري "رعد الشمال" الذي اختتم فعالياته اليوم في منطقة حفر الباطن السعودية بحضور قادة ورؤساء عدد من الدول المشاركة في التمرين والتي بلغت ٢٠دولة وبعتاد عسكري ضخم ضم مختلف التشكيلات العسكرية برية وبحرية وجوية يمكن القول بإن هذا التمرين الضخم والذي استمر ما يقارب اسبوعين قد حقق اهدافا إستراتيجية هامة لجيوش الدول المشاركة حيث اكسبهم الخبرات العسكرية في ما يتعلق بالقيادة والسيطرة والهجوم والمباغتة والتحول إلى حالة الحرب غير النظامية للتعامل مع الجماعات المسلحة كما انه مثل اختبارا للبنية التحتية العسكرية للدولة المستضيفة من خلال قدرتها على استيعاب هذا العدد الضخم في مسرح عمليات المنطقة الشمالية حيث بلغ عدد القوات ٣٥٠ الف جندي، ٢٥٤٠طائرة مقاتلة و٤٦٠مروحية وعشرين الف دبابة بالإضافة إلى مئات القطع البحرية.فالتمرين شمل ٢٠ دولة عربية واسلامية تجمعهم قواسم دينية وعكسرية مشتركة، وهو رسالة هامة لكافة القوى المتربصة بالعالم العربي والاسلامي من تيارات وتنظيمات ودول، مفادها أننا قادرون على الإنضواء تحت قيادة واحدة ومسرح عمليات واحد لمواجهة اي تهديدات محتملة.
وبالرغم من ان التمرين العسكري رعد الشمال شكل خطوة مهمة لتفعيل العمل العسكري العربي والإسلامي المشترك واختبار قدراتها المختلفة إلا انه ازعج بعض الدول والجماعات التي تشعر بأنه موجه لكسر اطماعها في المنطقة.