رئيس الجمهورية يطوي صفحة الوحدة اليمنية

2016/07/18 الساعة 12:55 صباحاً

 

  عصابة من اللصوص وعصابة من القتلة والمجرمين وَقَّعوا في العام 1990م على قُصاصة صغيرة من الورق على مشروع سُمِّيَ حينها بالوحدة اليمنية، فكانت كل عصابة تضمر للأخرى الشر لاسيما زعيمي العصابتين، فأحدهما كان زعيم عصابة لتهريب الخمور والآخر كان قاتل سفاح سَحَلَ وقتل خيرة أبناء شعبه فعلى يديه سُفِكَت دماء وزُهِقَت أرواح بأبشع أنواع القتل والتنكيل .
  فمن أول سنة بدأت تظهر علامات الفشل لهذه الوحدة، فبدأت تطفو على السطح المؤامرات والمكايدات السياسية لاسيما من طرف زعيم عصابة اللصوص فكما يقول المثل الشعبي لكل طاهش ناهش، فزعيم عصابة القتلة والمجرمين كان يقوم بنفسل الدور قبل عام الوحدة وعلى وجه الخصوص قبل عام الإقتتال الدامي المعروف بأحداث يناير، فكان هو أحد أعضاء عصابة المؤامرات والمكايدات السياسية والعنصرية التي كانت تُحاك ضد الرئيس علي ناصر محمد حينها، على الرغم من أن تلك الحقبة الزمنية كانت من أفضل الحِقَب الزمنية الأخرى ولكن للأسف الشديد الرفاق لم يروق لهم ذلك فإنقلبوا عليه حتى خرج وحلفائه إلى الشطر الشمالي حينها .
  إذاً نستطيع القول أيضاً كما تُدين تُدان بمعنى أن زعيم عصابة القتلة والمجرمين شرب من نفس الكأس الذي أذاقهُ للرئيس علي ناصر محمد وهو كأس المؤامرات، فمورست ضده ورفاقه المؤامرات تلو المؤامرات من قِبَل زعيم عصابة اللصوص وفريقه حتى إستطاع طرده خارج اليمن مذموماً مدحورا بمعية رفاقة الذين تفرقوا وتشرذموا في كل بلاد العالم ولم يبقى إلا شعب الجنوب تحت وطأة إحتلال عصابة اللصوص الذين فرغت لهم الساحة الجنوبية وإنتهلوا من خيراتها وثرواتها بلا رقيب ولا حسيب ولم يكتفوا بذلك بل نَكَّلوا بشعب الجنوب وأقصوا الكثير من القادة العسكريين والكوادر المدنية من وظائفهم ونَصَّبوا بدلاً عنهم آخرين من المناطق الشمالية، فتجد محافظين ووكلاء محافظات وقادات ألوية عسكرية في المحافظات الجنوبية من المناطق الشمالية .
  كما لاننسى بأن في المناطق الشمالية الغير زيدية كان أيضاً يُمارس الظلم ضد كل مواطن يمني شمالي لا ينتمي للمذهب الزيدي، وكما يُقال كل إناء بما فيه ينضح فعندما طفح الكيل بأبناء الجنوب بسبب ماكان يُمارس ضدهم من ظلم وإقصاء وتهميش إنتفضوا وثاروا وأعلنوا ثورة الحراك الجنوبي السلمي في العام 2007م والتي كانت هي الشرارة التي أوقدت شعلة الثورة اليمنية الحديثة في العام 2011م .
  كل ما أود قوله بأن الوحدة اليمنية كانت وحدة ساسة ووحدة مصالح وأطماع شخصية لهؤلاء الساسة.. فطالما وأن الوحدة اليمنية أُعلِنَت بين عصابة من اللصوص من جهة وعصابة من القتلة والمجرمين من جهة أخرى فمن الطبيعي أن تفشل هذه الوحدة لاسيما وأنها كانت مبنية على مصالح وأطماع.. أما الوحدة الحقيقية التى ستستمر فهي وحدة الشعب الذي كان يمارس ضدهم الظلم .
  أما الآن فنحن الآن نعيش وحدة شعب وليس وحدة ساسة، ولأجل أن لايكون ثمة ظلم فلابد من تغيير المسار ومن ثم تغيير إسم الوحدة أو بمعنى آخر إسم الدولة والذي إختاره لنا فخامة رئيس الجمهورية الوالد عبدربه منصور هادي الذي أرسى دعائم وحدة الشعب الجديدة عندما أعلن إسم الدولة باليمن الإتحادي، فجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إنتهت والجمهورية العربية اليمنية كذلك إنتهت أما فيما يسمى بدولة الجنوب العربي منزوع الهوية فهذا يتواجد بمخيلة بعض الواهمين والحالمين بعودتها فلن ترى النور حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. أما الجمهورية اليمنية فقد قام فخامة رئيس الجمهورية بطي صفحاتها .
  وفي الأخير أخص برسالتي هذه للسلطة المحلية في المحافظة عدن وأقول لهم بأن الشعب قد لَفِظَ نظام المخلوع ولَفِظَ نظام الرفاق وهاأنتم جئتم لتعيدوه بمجرد أن سُلِّمَت لكم السلطة في المحافظة عدن.. فلا تمارسوا الأفعال التي رفضتوها في عهد المخلوع ولا تمارسوا الظلم الذي مورس ضدكم في عهد الظالم ولا تمارسوا الإقصاء والتهميش الذي مورس ضدكم في عهد الطاغية، فكما إنتفض الشعب وهاج وماج ضده فإنه لا محالة سينتفض ويثور ضدكم أبناء عدن وسيخلعوكم كما خلعوا عفاش الخفاش، وأنصحكم بألا تختبرون صبرهم فكل إناء بما فيه ينضح .

علي هيثم الميسري