وصل به جنون العظمة للحد الذي خُيِّلَ له بأنه رئيس جمهورية عدن الديمقراطية الشعبية، وجمع مابين جنون العظمة والمراهقة الصبيانية وإدمان الكحول، أضف إلى ذلك تلك الغطرسة والغرور التي تولدت لديه منذُ إستلامه إدارة أمن المحافظة عدن، فأبناء منطقته أوصلاه إلى هذا الحال الذي سيرمي به بعيداً في القريب العاجل من المحافظة عدن عندما بدأوا يروجون له بأنه عمر المختار للقرن الواحد والعشرين، فأوصله غروره وغطرسته لحد العبث بالمحافظة عدن وبمصالح أبنائها وليس ذلك فحسب بل والعبث بأمنها واستقرارها والذي كُلِّف بالحفاظ عليهما، فقام ذلك المعتوه بالإقصاءات والتهميش ولعب أدواراً تمثيلية بمحاولة إستهدافة ووضَّف الكثير من المصورين للقيام بتصويره أينما ذهب وكيفما مكث بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الصبيانية، وخلاف ذلك حالته المزرية عندما يشرب الكحول حتى الثمالة لدرجة إنه لايمكن لأحد يستطيع أن يجلس معه في غرفة واحدة بسبب ريحته الكريهة كما أخبرني أحد القادة العسكريين الذي يعرفه جيداً .
هنا رأت دول التحالف بأنها تتعامل مع شخص مختل عقلياً لا يستطيع التمييز الصح من الغلط وأيقنت بأنه ليس الشخص المناسب والكفؤ في إستلامه للملف الأمني الخاص بالمحافظة عدن فقامت بسحب الملف وتعليقه إلى أن تجد الرجل المناسب الذي يستطيع التعامل مع هذا الملف بما يملكه من خبرة تساعده على تطبيع الأوضاع والإستقرار الأمني بدلاً من ذلك المعتوه .
شلال علي شائع هادي الذي إئتمنه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وسلمه إدارة أمن المحافظة عدن فخان الأمانة وضمها لملكيته الخاصة وإعتبر أبناء عدن تابعين له، تجاوز الحد في السيطرة والهيمنة والإقصاء إلى أن بلغ الحد الذي لا يمكن السكوت عليه وخصوصاً من قِبَل دول التحالف التي سلمته الملف الأمني إلى أن أرتكب الحماقة الذي لا يمكن أن يرتكبها رجل عاقل ومفادها الآتي: كانت هناك قوة عسكرية تسمى كتيبة زايد وعدد أفرادها 450 فرد يقودها المقدم صالح محمد الطلي ومهمتها تأمين وحماية مطار عدن الدولي فقام مدير الأمن شلال بإرسال قوة عسكرية قوامها 40 فرد إلى المطار بغية تسليم هذه القوة للعقيد عبدالله كرعون الضالعي مدير أمن المطار الذي عيَّنه شلال بدلاً عن مدير أمن المطار السابق، فأثناء قدوم الشخص المرسل مع القوة العسكرية لتسليم السلاح إلى مدير أمن المطار قام المقدم صالح محمد الطلي وأفراده بمنع الشخص المرسل إلا بإذن مسبق وتم إعتقال مبعوث شلال وعندما عَلِمَ التحالف بذلك أمروا بسحب السلاح وإدخاله المستودع التابع لهم .
ثمة أخبار من مصادر موثوقة أذهلتني وتقول هذه الأخبار بأن شلال المسعبب وعيدروس الزبيدي يخططان للسيطرة على مطار عدن الدولي، ولم تفيدني هذه المصادر عن النوايا الخفية للسيطرة على المطار، فهل هناك أطراف خفية ينفذان أجندتهم؟ أما المفاجأة التي أذهلتني هي تلك المعلومات التي تفيد بأن أوسان فضل العنشلي الضالعي قائد حراسة محافظ محافظة عدن عيدروس الزبيدي كان أحد السجناء في سجن الأمن المركزي على قضية قتل وقام بإطلاق سراحه يحيى محمد عبدالله صالح، مع العلم بأن والد القاتل أوسان العنشلي كان سمسار أراضي في عدن لصالح عصابة مطلع .
خلاصة الأمر بأن المحافظة عدن في خطر جرَّاء التحركات المريبة التي يقوم بها محافظها ومدير أمنها، ففي التعيينات التي قاما بها من أبناء الضالع وماجاورها في جميع مراكز الشرطة علامات سؤال، وكذلك التعيينات في الدوائر والمؤسسات الحكومية الحيوية، بالإضافة إلى الأفلام التي يقومان بها بمحاولة إستهدافهما بعبوات ناسفة، وأخيراً محاولة السيطرة على مطار عدن .
السؤال الذي لا أعرف له إجابة وقد تكون إجابته داعمة لنظرية التآمر وهي: ماجدوى بقاء محافظ محافظة لحج ومدير أمنها كل تلك الفترة في المحافظة عدن؟ .
علي هيثم الميسري