كنا نتمنى أن يكون المؤتمر الدولي الذي سيستضيف كبار قادة مكافحة الإرهاب في العالم أن يكون في نهاية ديسمبر كما أعلنت عنه صحيفة ستاريوروس على لسان خوسيه فيردكس رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية لمكافحة الإرهاب .
فالموعد بعيد جدًا ونحن بصراحة أصابنا الشجن مثلما أصاب العجوز، نريد أن نرى المارشال عيدروس الزبيدي وهو يستلم الجايزة لنيله لقب أشجع جنرال عسكري في منطقة الشرق الأوسط، وقد كان الترشيح للمارشال عيدروس من قِبَل لجنة منح الشهادة والتي تضم فريقاً من أكبر الباحثين الإستراتيجيين .
طبعاً كل ماذكرته آنفاً كان بعض من السيناريو للفيلم الجديد الذي سيمثله الممثل شاروخان اليمن عيدروس الزبيدي بالإشتراك مع شلولي شابلن، وإسم الفيلم هو: قائد مكافحة الإرهاب.. وقصة الفيلم تحكي عن قائدين بارزين أظهرا دوراً جباراً في مكافحة الإرهاب أحدهما يقوم بدور محافظ محافظة والآخر مدير أمن المحافظة، والمفارقات التي تحصل في الفيلم بأن الجائزة ستذهب للمحافظ بعد أن يُرَشَّح لنيلها من قِبَل مركز متخصص في شئون مكافحة الإرهاب، وقد كان من المفترض أن يُرَشَّح للجائزة هو مدير أمن المحافظة كون دوره يتعيَّن عليه مكافحة الإرهاب وإستتباب الأمن في المحافظة، أما المحافظ فمن المفترض أن يُمنح جائزة التنمية لجهوده في إعادة الخدمات الضرورية للمحافظة وتوفيره الضروريات المُلِحَّة لمواطني المحافظة، ولكن يبدو أن كاتب القصة والسيناريو لديه تعليمات من منتج الفيلم أن تكون القصة بتلك المفارقات .
نالت قصة الفيلم إعجاب منقطع النظير للجمهور قبل أن يُعرض الفيلم في دور السينما.. أما بالنسبة لبقية الممثلين الثانويين فقد شارك ممثل إيراني شهير إسمه أبو دست الإيراني يقوم بدور المستشار الخاص للمحافظ (بطل الفيلم) أما الذراع الأيمن يقوم بدوره وجه جديد إسمه سعدان الكهف ويقوم بدور أخطبوط يظهر في جميع الأماكن لثقة المحافظ المطلقة به حينما يقوم بتسليمه جميع الملفات الخدماتية ولكن تظهر عليه علامات الجُبن والخوف من زوجته عندما يتزوج بالسر من فتاة يُرسلها إلى خارج البلد بحجة الدراسة .
كما يُظهِر لنا فيلم الأكشن هذا محاولات الإغتيالات التي يتعرض لها بطلي الفيلم ولكنهما ينجيا بأعجوبة من كل تلك المحاولات المتكررة .
إنه قمة الإسفاف بالناس عندما يفشل رجل بالمسئوليات المناطة به فيقوم إعلامه بتلميع صورته على أنه مرشح لنيل جائزة دولية لبطولاته في القضاء على الإرهاب والمنظمات الإرهابية، فأي إرهاب قضى عليه وهناك يومياً أو شبه يومي يُغتال الكثير من علماء وشيوخ الدين وأأئمة المساجد؟ أي إرهاب قضى عليه وقد أُغتيل الكثير من الكوادر العسكرية والمدنية؟ أي إرهاب قضى عليه وتلك الإقتحامات للمعسكرات وعشرات القتلى تطايرت أجسادهن جرَّاء تلك الإقتحامات؟ أي إرهاب قضى عليه وعمليات تهريب الأسلحة المليشيا الإنقلابية قائمة على قدم وساق؟ وحتى يومنا هذا لم تُعرَف هوية المنفذين لتلك الإغتيالات والأعمال الإرهابية، لم نسمع إلا إعلامهم يقول تم الكشف عن هوية المنفذين ولم يعلنوا عن تلكم التحقيقات التي وعدوا المواطنين بالكشف عنها .
نحن لن نظلم الرجل ونحمله مسئولية الإختلالات الأمنية فهذا لا يدخل في نطاق عمله ولكننا نحمله مسئولية توفير الخدمات الضرورية للمواطن العدني لإنه قَبِلَ تَحَمُّل المسئولية، فإن كانت لديه حُجَّة بعدم إستلامه مخصصات للمحافظة عدن وحتى لا يُلام فعلى إعلامه توضيح ذلك للمواطن العدني ببيان رسمي بدلاً من أن يقوم بحبكة إعلامية بإظهاره بطلاً من أبطال مكافحة الإرهاب ومُرَشَّح لنيل جائزة تلك البطولة كأشجع جنرال عسكري في الشرق الأوسط .
علي هيثم الميسري