عودة المليشيا الإنقلابية لإحتلال الجنوب

2016/08/16 الساعة 01:19 صباحاً
لابد لنا أن ندرك بأننا في مرحلة من أصعب المراحل تعقيداً، نستطيع أن نسمي هذه المرحلة بمسمى نكون أو لا نكون.. وتكمُن عقدة هذه المرحلة بإنقسامنا وإختلافنا بالهدف المنشود . تعالوا معنا لنعود للعام 2011م حينما تخندق الشعب اليمني بأغلبيته الساحقة يجمعهم شعار واحد وهو: الشعب يريد إسقاط النظام.. وإستطاع الشعب اليمني حينها بإصراره أن يخلع رئيس النظام ولكنه للأسف لم يستطيع إسقاط النظام بسبب المؤامرة التي حيكَت ضده لمصلحة هذا النظام من خلال التسوية السياسية التي جعلت نائب رئيس النظام حينها عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً للبلاد بعد أن توافقت عليه تقريباً جميع دول العالم بما فيها دول الإقليم وكافة المنظمات والهيئات العالمية ولا ننسى كذلك الشعب اليمني الذي إنتخبه ماعدا تلك الفئة التي كانت تنادي بالإنفصال في جنوب اليمن إلَّا من فئة قليلة مثقفة وواعية مدركة بأن هذا الرجل هو الذي سيأتي بحرية الشعب اليمني بجميع أطيافه . حينها قبل نائب الرئيس ذلك المنصب التوافقي على مضض بعد إلحاح عليه من دول إقليمية ودول عظمى، فبدأ دوران عجلة العملية السياسية دوراناً بطيئاً وذلك بسبب تلك المؤامرات التي خاضها الرئيس المخلوع لإفشال خَلَفهِ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولكنه فشل، لذلك لم يجد بُدَّاً إلَّا أن يتحالف مع عدو الأمس عصابة الحوثي بمساندة من أَلَدَّ أعداء الشعب اليمني الدولة الفارسية إيران وأعلنوا الإنقلاب . بعد إعلان إنقلابهم بدأوا بالتصعيد بوتيرة متسارعة وأعلنوا الحرب على فخامة رئيس الجمهورية والشعب اليمني وإحتلوا جميع مناطق اليمن ماعدا بعض المناطق الشمالية والجنوبية التي كانت موالية لهم طائفياً أو من خلال إتفاقيات معهم لبعض مشائخ تلك المناطق بعدم محاربتهم بل ستكون في خط الحياد حتى إعلان المنتصر . في المناطق الشمالية المحتلة شَمَّرَ الأبطال والشرفاء والأحرار سواعدهم وَهَبُّوا هَبَّةً واحدة وأعلنوا حالة الإستنفار لمحاربة العدو الغاشم، فتحررت بعض المناطق والبعض الآخر لازالت مستميتة لتتحرر، أما في المناطق الجنوبية فقد برزت ظاهرة إيجابية وهي بأن أغلبية أبنائها رموا كل خلافاتهم وراء ظهورهم وصنعوا من أنفسهم أبطالاً بعد أن تراصوا خلف قاداتهم وسطروا البطولات ودحروا العدو.. وهنا أقف قليلاً لأذكر بأنه كان هناك عملاء ومرتزقة أبرمت معهم الدولة الفارسية والقيادة الحوثية إتفاقية بتسهيل دخول المليشيا الإنقلابية للسيطرة على الأراضي الجنوبية وطرد رئيس الجمهورية وكل مواليه ومن ثم تسلم المليشيا الإنقلابية الدولة الجنوبية لهؤلاء المرتزقة الطامعين بالسلطة.. وجميعنا يعلم بأن زعيم هذه المؤامرة وهو أكبر المتآمرين على الجنوب علي سالم البيض وأزلامه.. ولكن كما يُقال: ليس كل مايتمناه المرء يدركه.. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن . وعادت الجنوب لأبنائها وعادت معها تلك الشعارات والمناكفات والحرب الإعلامية وذلك التشرذم بين أبناء الجنوب، وعادت تلك النبرة المناطقية التي نسمعها كل وقتِِ وحين.. وأسوأ ماعاد هو تلك المطالبات بتحرير وإستقلال الجنوب متناسين هؤلاءِ بأن دول التحالف لم تقف مع اليمن لفصل جنوبها عن شمالها بل لأجل وحدة اليمن مع الحفاظ على حرية كافة أبناء الشعب جنوباً وشمالاً تحت راية شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أظهر لنا إستماتة عظيمة للحفاظ على المشروع العظيم ألا وهو دولة اليمن الإتحادية . وأخيراً أود أن أقول لأولئك الذين ينادون بمشاريعهم العتيقة الهشة والفاشلة والمتعددة وهي التحرير والاستقلال وعودة دولة الجنوب العربي وإستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بِعَلَمَهَا المُقَدَّس والتي قد باعها رمزهم الخائن علي سالم البيض.. هل ستعودون يداً واحدة فيما إذا إنسحبت دول التحالف من اليمن وعادت المليشيا الإنقلابية لإحتلال الجنوب؟ . علي هيثم الميسري