شاهدنا اليوم في ميدان السبعين وقد إكتضَّ بالمرتزقة الذين جاءوا من كل بيتِِ عتيق يبحثون عن لقمة يملأها الذل والهوان.. لقمةِِ كما لو كانت عظمةِِ رُميَت لكلب إهتز بها ذيله لمجرد أن رآها ممسكاً بها صاحبه، وهكذا هم أولئك الذين خرجوا وإحتشدوا في ميدان السبعين وسالت لعابهم بالألفين ريال ووجبة الغداء وربطة القات الذي وعدهم بها ديكتاتور اليمن عفاش الخفاش .
كنت أتمنى أن أرى شعب الجنوب وقد إكتضت به الساحات والميادين تأييداً لشرعية فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومناصراً له، كما كنت أتمنى من مواطني المحافظات الشمالية لاسيما تلك المحافظات المحررة وقد خرج أفواجاً حاملاً أعلام الجمهورية اليمنية وصور فخامة رئيس الجمهورية ويهتف بصوت واحد يهز به العالم: لا شرعية إلا للرئيس هادي، حتى يرى العالم كله ومجلس الأمن بأن هذا هو شعب اليمن وليس من خرج في ميدان السبعين باحثاً عن وجبة غداء هو شعب اليمن .
أين تلك الحشود التي كنا نشاهدها في ميادين وساحات الجنوب عندما كان يدعوا لها من باع الجنوب بثمن بخس وكان يقمعها الديكتاتور عفاش المخلوع بأمنه المركزي؟ .
يبدو إننا لن نرى تلك الحشود في الساحات إلا بعد أن نشاهد وقد نُصِبَت الخيام وجُهِّزَت الموائد ووصلوا العازفين والمطربين بأدواتهم الموسيقية وجاءوا المرتزقة والعملاء بشعاراتهم الإنفصالية والتحريضية التي لا تُعيد الأوطان ولا حتى تُسمن أو تُغني من جوع .
فلنعلم جميعاً بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لو فقد شرعيته وتَرَجَّلَ عن كرسي الرئاسة فحينها سيندم الشعب اليمني بل سيعض أصابع الندم لإن القادم سيكون أسوأ مما كان عليه سابقاً لإن عفاش المخلوع سيعود منتقماً مصطحباً معه أنصار الفرس .
علي هيثم الميسري