أرسل لي صديق وهو أحد الرموز الوطنية رسالة عبر الواتس وهي عبارة عن تغريدة لأحد الشعراء متسلقي الشعر لم أسمع به إطلاقاً يدعى عبدالله الجعيدي ويقول في تغريدته: شرعية هادي جعلت من الإنقلابيين رقماً صعباً في المعادلة السياسة والعسكرية لكونها لم تتفرغ للحرب والتحرير وتعمدت خذلان وإبتزاز قوات التحالف، وفي الحقيقة لم أكن ناوياً أن أرد عليه كونه مأمور من الجهات التي ترمي له مبلغ من المال على كل تغريدة أو منشور، ولولا إتصال ذلك الصديق طالباً مني الرد لما تنازلت ورديت .
للأسف ياسادة ياكرام أصبحت السياسة وجبة دسمة لكل من أراد أن يتذوقها، حتى الشعراء زاحموا المتسيسين حول المائدة ليتذوقوها، وكل شخص له حرية التعبير فيما يخص المصلحة العامة للوطن والمواطن ولكن عندما يأتي أحد المسترزقين ليُعبِّر عن رأيه طالباً الإسترزاق فهذا نسميه خائن للوطن .
نعود لتغريدة الشاعر العصفور ونحاول أن نفكك طلاسمها ونقول: كيف لشرعية تجعل من إنقلابيين رقماً صعباً في معادلة سياسية وعسكرية بسبب عدم تفرغها للحرب والتحرير؟.. أين كان نائماً شاعرنا المبجل حينما تحررت تلك البقاع الجنوبية منذُ أكثر من سنة؟ أين كان ذلك المغرد حينما تحررت تلك البقاع الشمالية منذُ أشهر؟ أستطيع القول بأن المليشيا الإنقلابية كانت رقماً صعباً حينما إنتزعت الأرض اليمنية من الحكومة الشرعية التي لم تكن تملك جيشاً ولا عتاداً عسكرياً وتمكنت من السيطرة على أكثر من ثلاثة أرباع من مساحة الوطن ، وبحنكة ودهاء فارس اليمن فخامة الرئيس عبدربه بن منصور هادي إستطاع أن يصنع قوة ضاربة من خلال ورقة بيضاء وقلم حبر حينما وجه خطاب لدول مجلس التعاون الخليجي وأخبرهم بأن دولهم مهددة من الإمتداد الفارسي وهذا بالفعل ما كان مخططاً له وطلب منهم التدخل العسكري بكل قواتهم .
هل أدركت الآن ياشاعرنا المتسلق بأن الرقم الصعب المتمثل بالميليشيا الإنقلابية حوله أو يكاد يحوله فارس اليمن فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى صفر على الشمال لا قيمة له، أما فيما يخص العبارة الأخيرة من التغريدة والتي تقول: تعمدت خذلان وإبتزاز دول التحالف.. أقول له كلامك هذا فيه نوع من الإهانة والإسفاف لهذه الدول، فهل يُعقل بأن حكومات تلك الدول قد تنطلي عليها ألعوبة تعمد الخذلان والإبتزاز .
وأخيراً أيها المُغرِّد في عتمة الليل أقول لك لا تغُرّٓنَّك تلك الخطابات الرنانة التي يطلقها زعيمي العصابات العفاشية والحوثية ولا تلك المسرحية التي أسموها المجلس السياسي ولا تلك الحشود لكلابهم في ميادينهم فهم يشعرون بأن نهايتهم باتت قريبة لذلك تراهم يترنحون وكأنهم سُكارى وماهم بسُكارى.. ونصيحتي لك أيها الشاعر المتسلق كُف من زياراتك المتكررة لخالد محفوظ بحاح وكما تعلم بأنه ورقة وإحترقت، وتمسك بشرعية من إتهمته بالخذلان والإبتزاز فهو الذي منحك الحرية .
علي هيثم الميسري