جمال خاشقجي
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺗﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻲ ﺑـ « ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ » ﻭ « ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ » ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ ﺍﻷﻓﻐﺎﻥ ﻭ « ﻓﺼﻴﻞ ﺑﺪﺭ » ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ « ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ » ، ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺻﺮﺧﻮﺍ « ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ » ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ .
ﺟﻤﺎﻝ ﺧﺎﺷﻘﺠﻲ
ﻧﻔﺖ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ ﺩﻭﻟﻲ ﻣﺤﺘﺮﻡ، ﻗﺎﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺳﺮﻱ ﻳﺴﻤﺢ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺗﻤﻜّﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻣﻦ ﺳﻴﺼﺪّﻗﻬﻢ؟ ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻜﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭ « ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﻨﺎً » ، ﻛﻤﺎ ﺻﺮّﺡ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﺭﺍﻙ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻷﻱ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ، ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻯ، ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ 5 ﺩﻗﺎﺋﻖ، ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﻓﻲ ﺗﻜﺴﺎﺱ، ﺗﺮﺳﻞ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭ » ﺣﺮﺳﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ » ( ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺎً ) ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ، ﻋﻠﻰ ﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ، ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻳﺸﺪﻭﻥ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻳﻌﻴﺪﻭﻥ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻭﻓﻨﺎﺩﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ، ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ، ﻭﺗﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﻓﺮﻭﻋﺎً ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻭ 400 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺗﺸﺤﻦ ﻟﻬﺎ ﻧﻘﺪﺍً ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ، ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ « ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ » ﻭﻹﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ 4 ﺭﻫﺎﺋﻦ ﺗﺤﺘﺠﺰﻫﻢ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻧﻔﺘﻬﺎ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺃﻗﺮّﺕ ﺑﻬﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺼﺪﻗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻔﻲ ﻏﻀّﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺼﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺺّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ( ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﺎﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ISIS ) ﻋﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ « ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ + 1 » ، ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺻﺪﻗﻴﺔ .
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺑﺎﺓ ﻭﻏﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﺣﺮﺹ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴّﺮ ﻭﻻ ﺗﻨﻮﻱ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ؟
ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺗﺼﺐّ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺗﺨﺺ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨّﻲ . ( ﻟﻸﺳﻒ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻼﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ) ، ﺇﺫ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻣﻜّﻨﺖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻷﺻﻮﻟﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﻣﻨﺬ 11 ﺃﻳﻠﻮﻝ ( ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻲ ﻏﺮﻭﺯﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍً ﻳُﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨّﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺠﻤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ .
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎً، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻭﺭﺍﻗﺎً ﺗﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﻬﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻟﺪﻯ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ « ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻨّﻲ » .
* ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ، ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﺼﻤﺎً، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻧﺤﻮ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻧﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﻤﺸﺮﻭﻋﻬﺎ، ﻭﺿﻤّﻨﻮﻩ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻓﻘﻀﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺮﻳﺘﻪ، ﺑﺎﺕ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻛﻤﺠﺮﺩ « ﺻﺮﺍﻉ ﺳﻌﻮﺩﻱ – ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ » ﻳﺠﺐ ﺣﻠّﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﺣﺴﺒﺎﻥ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻤﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻞ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻟﻴﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ . ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻣﻈﻠﻤﺘﻪ ﻭﺗﻄﻠﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺣﺎﻛﻤﻪ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ ﻣﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻭﺣﻠّﺖ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ « ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ » ﻭ « ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻧﺸﺠﻊ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻛﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﺳﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ » ، ﺛﻢ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺴﻨّﻲ – ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ، ﻭﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﻟﻒ ﻋﺎﻡ . ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﻬﺬﻩ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯﺍً ﺍﻟﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻛﻤﺠﺮﻡ ﺣﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻻ ﻛﻄﺮﻑ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻪ .
ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﺜﻼً، ﻋﻠﻰ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﻘﺒﺢ « ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ » ، ﻭﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻙ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻛﻪ ﺃﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺔ ﺳﻨّﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻫﻨﺎﻙ، ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ، ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﺃﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ، ﻓﺤﺠﺘﻪ ﺃﻗﻮﻯ . ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﺬﻛّﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺷﺮﻗﻨﺎ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ، ﻟﻜﻦ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎً ﻳﻘﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ .
* ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺗﻔﺎﻭﺿﻴﺔ ﻋﺪﺓ
ﺗﻌﻠّﻢ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻞ ﺛﻢ ﻳﻔﺎﻭﺽ، ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﺛﻢ ﻳﻔﺎﻭﺽ، ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺛﻢ ﻳﻮﻗﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎً ﺛﻢ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ، ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﺪﻳﻪ ﻭﺭﻗﺘﺎﻥ، ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ، ﻳﺠﻤﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻲ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ، ﻭﻳﻮﻇﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻝ . ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻴﻪ ﺳﻮﻟﻤﻮﻥ ﻓﻲ « ﻭﻭﻝ ﺳﺘﺮﻳﺖ ﺟﻮﺭﻧﺎﻝ » ، ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺇﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻌُﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺿﺪ ﺷﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﺁﺏ ( ﺃﻏﺴﻄﺲ ) 2013 ، ﺗﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﻗﺪﺍﻡ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻒ ﺣﻠﻴﻒ ﻹﻳﺮﺍﻥ ! ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﺭﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ، ﻓﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻤﺌﺎﺕ ﺁﻻﻑ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺳﻴﻘﺘﻠﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺃﻭ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﻬﺎ .
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺗﻮﻇﻴﻒ « ﻭﺭﻗﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ » ﻭﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﺗﻨﺎﺯﻻﺗﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ، ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ « ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ » ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﻧﻔﺎً، ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺎﺿﻴﺎً ﺑﻬﺪﻭﺀ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻃﻔﺄﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ، ﻭﺃﻏﻠﻘﻮﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺛﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺄﻧﻔﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﺰﻳﺘﻬﻢ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺤﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ، ﻟﻜﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻗﺪ ﺗﺤﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﺓ، ﻭﺃﺿﺤﺖ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻳﺠﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎﺗﻪ .
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪﻧﺎ ﻟﻨﻔﻌﻞ ﻣﺜﻠﻬﻢ؟
* ﺻﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻮﻥ ﻛﻴﺮﻱ، ﺑﻨﻈﻴﺮﻩ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻇﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ، ﻭﻳﻨﺎﻗﺸﻪ ﺣﻮﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﺴﻴﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻳﻘﺎﺭﻧﻬﺎ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﺳﺮﻱ ﻭﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺃﻭ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻭ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﺳﻴﺠﺪ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎً ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻄﺎﺑﻘﺎً ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ، ﺳﻴﻌﺠﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺠﻮﻟﺔ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻮ ﻇﺒﻲ ﻓﺎﻟﺪﻭﺣﺔ، ﻓﺄﻧﻘﺮﺓ، ﻓﻌﻤﺎﻥ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻪ ﻟﻠﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻭﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، ﺑﻞ ﻟﻸﺳﻒ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً، ﻭﺗﺸﻜﻴﻚ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ . ﺧﻼﻓﺎﺕ ﻛﻬﺬﻩ، ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﺑﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻧﺤﻮ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺃﺧﻴﺮﺍً .
ﺍﻟﺤﻞ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺣﻴﺎﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺷﺎﻉ ﺇﻋﻼﻥ « ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ » ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺟﻮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ، ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻴﻊ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻭﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﺫﻫﺒﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ .
* ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨّﻲ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻞ ﺍﺗﻔﺎﻕ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨّﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺎﻑَ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ 11 ﺃﻳﻠﻮﻝ، ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ . ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨّﻲ ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻪ ﻏﺎﺿﺒﺔ، ﻣﻌﺘﺪﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻭﻳﺼﺮّ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨّﻴﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﺔ، ﺇﻣﺎ ﺟﻬﻼً ﻭﺇﻣﺎ ﻋﻤﺪﺍً . ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻨﻈﺮﻫﺎ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻥ، ﺿﺪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺑﺪﻋﻢ ﺣﺮﻛﺔ « ﺃﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻡ » ، ﻭﻫﻲ ﻓﺼﻴﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺿﺪ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ « ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ » ، ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﻀﻬﻢ ! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺗﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻲ ﺑـ « ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ » ﻭ « ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ » ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ ﺍﻷﻓﻐﺎﻥ ﻭ « ﻓﺼﻴﻞ ﺑﺪﺭ » ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ « ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ » ، ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻬﻢ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ، ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﻑ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺻﺮﺧﻮﺍ « ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ » ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ، ﺛﻢ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﻛﻴﺮﻱ ﺑﺈﺩﺭﺍﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻛﺤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ !
ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻞ ﻟﻬﺬﺍ؟ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﺃﻥ ﻧﺤﻞّ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﺸﺮﻭﻉ، ﻭﺻﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻣﻜﺎﺳﺐ ﻧﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﺤﻞّ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻧﺤﻮﻧﺎ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺐ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻨﺸﺮ 10-09-2016 2:3