إلى أم يحيى ..!
ينطوي عام اخر مرير على شعبنا الطيب ووطنا الجريح في عهد المليشيا الغاشمة..أما هم فسعيدون جدا، كما يبدو، بما هم عليه وبما يفعلون، كل بطريقته وفهمه وعقيدته.. !
اللصوص الجشعون منهم ، الذين همهم جمع المال وتكديس الثروات سعداء بما أتيحت لهم من فرص للكسب الحرام.. ارتفعت أسعار العقارات في صنعاء بما في ذلك أسعار الأراضي بشكل خيالي لا يصدق في الوضع الطبيعي، فما بالك في زمن الحرب.. أتدرون لماذا..؟ المبالغ الكبيرة التي يجمعونها بأساليب غير مشروعة شتى، يحتارون في التصرف بها ، فيلجأون إلى غسيلها عن طريق شراء وبيع العقارات، وهذا يسمى غسيل أموال وهو جريمة خطيرة في القوانين المحلية ، والإتفاقيات الدولية..
ويبدو أن حتى الفقراء منهم "سعداء" بما هم فيه وما هم عليه أيضا، حيث غسلت أدمغتهم وأفسدت مشاعرهم العقيدة الضالة والتعبئة الممنهجة المتكررة..
أرأيتم أم يحيى "الشهيد" في فهمها، وهي ترمي الورود على جثمانه المسجى، وتزغرد ، وتلقي خطبة بالفصحى، تُرجمت إلى الفارسية أيضا ، وتوصي يحيى "الشهيد" إبنها، إن يقرئ السلام على محمد ومهند ، ربما أبناءها الذي قضوا نحبهم "شهداء" من قبل.. ولا تنسى أم يحيى أن تحمل يحيى السلام أيضا، لجده الإمام علي ، وجديه الحسن والحسين ، وجده محمد، كما تزعم، نبينا العظيم عليه الصلاة والسلام.
ترى أم يحيى إن ابنها يحيى شهيد، لأنه قُتِـل وهو يقاتلنا نحن المنافقين ، ويقاتل اليهود والأمريكان، الذين هم نحن أيضا، لا غيرنا ..!
وقالت أم يحيى في خطبتها الفصيحة المترجمة إلى الفارسية ، إنها أوصته قبل ثلاثة أسابيع ، أن يقاتلنا ولو كان وحده، فقتلانا نحن المنافقين، اليهود والأمريكان في النار، أما قتلاهم ففي الجنة..مثل هذا الكلام كان يقوله النبي وأصحابه لمشركي قريش في معركة أحد .! فهل أصبح اليمنيون المناؤون للحوثي في حكم مشركي قريش أيضا...؟! ربما أكثر من هذا..وربما أودّ أيضا معرفة ما الذي كانت أم يحيى ومثيلاتها يوصين أبناءهن به وهم يجتاحون صنعاء بداية الخراب العظيم والنكبة التاريخية ..؟
إلى قبل فتنة الحوثي، كنا نظنك يا أم يحيى، وكل الذين تحوثوا معك ، نساء ورجالا، إخوة لنا، ومواطنين مثلنا، لكم ما لنا وعليكم ما علينا.. وكنا، وما نزال نرى أن يحيى ومهند ومحمد ، وكل أقرانهم من أبناء اليمن، يستحقون حياة كريمة ومستقبل زاهر ، فمنذ متى صرنا كفارا ، أو منافقين، أو مثل كفار قريش، أو غير ذلك، يجدر في نظرك أن يقاتلنا إبنك يحيى ومحمد ومهند ، وتحتفي أنتِ بمقتلهم، وهو يقاتلون مواطنين يمنيين ، حالمين بوطن آمن ومستقر يعيشون فيه بكرامة، وكلهم مسلمين، من أتباع النبي محمد الذي أُرسل في الأصل وحصرا رحمة للعالمين، وشرده كفار قريش ملثما فعلتم أنتم باليمنيين..
يبدو أن أولئك المواطنين الذين تقاتلونهم، لا يستحقون في نظركم، إلا أن يعيشوا إذلاء وبلا كرامة وفي مستوى أدنى، في كنف المسيرة القرآنية المزعومة ، أو منفيين ومشردين، لا حرمة لحياتهم أو بيوتهم أو أموالهم، ويتوجب قتالهم في عقيدتك ، وعقيدة كل الذين معك..
أحدهم، وقد زارني مرة واحدة عند ما كنت في الإعلام ، وبعدما استمعت إليه ظننته ممن يعول عليه في الجنوح للسلام والتفاهم، كتب ما يلي : إلى أمي..ليتك تكوني كأم يحيى .. وليتني أكون مع يحيى..!
حتى أنت يا علي..!
يبدو أننا أمام خطر أكبر مما كنا نتصور ..
علي العمراني