إجمَعْ شَتَاتَ الكِبرياءِ ولَمْلِمِ واسْقِ العِطَاشَ كُؤوسَ مَجْدٍ مُلهِمِ
أَعلنْ نفيرَكَ في الُوجُودِ مُدوّياً أطلقْ جَناحَكَ في الفضَاءِ وحَوِّمِ
صَاحبْ نُجومَ الأفقِ في عَليائِها حَلّقْ بحُلمِكَ فوقَ تلكَ الأنجُمِ
رتّلْ تَباشيرَ الصَباحِ بأرضِنا فالفَجرُ يَبزُغُ بعدَ ليلٍ مُظلِمِ
لا تَرتَضِ العَيشَ الذّليلَ وطالما نَبضُ الكرامةِ في فؤادِكَ والدّمِ
الحُرُّ يأبَى أن يَعيشَ بذِلّةِ والقيدُ سَوطٌ من سِياطِ جهنّمِ
خَفِّفْ جِراحاً للكرامةِ أثْخَنَتْ جَسَداً يَمانيّاً بِفعلِ المُجرمِ
رامُوهُ مَسلوبَ الإرادةِ، مَزّقُوا أوصَالَهُ بِخيوطِ كَيدٍ مُحْكَمِ
لا تَبتَئِس من كَيدِهم، فنُحُورُهم يَرتدُّ فيها كَيدُ تلكَ الأسْهُمِ
إجعل شُموخَ الرأسِ مِنكَ دواءَهُ يَحيا لَنا وطنٌ بهذا البَلْسَمِ
فالأرضُ يَزْهُو بالشُّموخِ تُرابُها والدَّربُ يُزهِرُ حِين يُروى بالدّمِ
والأرضُ تَلفِظُ كُلَّ باغٍ مُعتدٍ تَسقيهِ يوماً من كؤوسِ العَلْقَمِ
والنّارُ إن خَمَدَتْ وخَفَّ أُوارُها تحتَ الرّمَادِ تلوحُ نارُ جَهنّمِ
فالشَّعبُ نارٌ لا يَرُدُّ لَهيبَها طُغيانُ طاغٍ أو عِبادةُ دِرهَمِ
والحَقُّ صُبحٌ أبلجٌ من نورِهِ نُقِشَتْ معالمُنا بدارِ الأرقمِ
واسأل مَسَاراتِ النُّجومِ لَعلَّها تُنبيكَ عن مَجدٍ تَليدٍ أَعْظَمِ
نحنُ الأشاوسَ ما انحَنتْ هامَاتُنا يوماً لطاغيةٍ ولم تستسلمِ
من رامَ منّا أرضَنا وديارَنا ذاقَ الهَوانَ ولاتَ سَاعَةَ مَنْدَمِ
ولتسألِ (الكَهَنُوتَ) حين تسلّطت أوهامُهُ يَومَاً بِفِكْرٍ مُظلِمِ
فالشّعبُ (زِنبيلٌ) بغيرِ كرامةٍ والبَعضُ (قِنديلٌ) وإبنُ الأكْرَمِ
بالجَهلِ والمَرَضِ السِّقامِ أبادَنا والفَقرُ فينا آفَةُ المُستحْكِمِ
هبَّتْ أُسودُ اليُمنِ هَزَّ زَئيرُها (قَصْرَ البَشائرِ) فانحنى للضَيْغَمِ
أو سائلِ (الشمطاءَ) حينَ تلفّحت في أرضِنا بلباسِ خَوفٍ أسْحَمِ
(فَرِّقْ تَسُدْ) في الكونِ كان شِعارُها والقهرُ والتنكيلُ قيدُ المِعصَمِ
لم تغرُبِ الشمسُ التي في أرضِها وبأرضِنا قد كُوِّرَتْ لو تَعْلَمي
وعلى رُبى ردفانَ أشرقَ نَصْرُنا صُبْحاً يَمَانيَّ الهَوى والمَبْسَمِ
هذي بِلادُ اليُمنِ لا تَعبثْ بها فالعَابثونَ مَصِيرُهم في مَأتَمِ
يا مَوكبَ الأحرارِ بُوركَ خَطوُكم يا من تُداوونَ الجِراحَ ببلسمِ
يا من أعدتمْ للحياةِ بهاءَها وبكم يكونُ العيشُ عَيشُ الأكرمِ
لا يأسَ يَأمُلُ أن يَنالَ مَنالَهُ منكم فأطلَقَ صَرخَةَ المستسلمِ
ستعودُ أرضي تزدهي بجمالِها بالرّوحِ يفديها الشُّجاعُ وبالدمِ
بالعلمِ تبنيها السّواعدُ ترتجي قِممَ المَعالي في مَصَافِ الأنجُمِ
سنعيدُها أرضَ السعيدةِ طالما رَاقتْ أُخُوَّتُنا كمَاءٍ زَمْزَمِ
وستُنبِتُ الآفاقُ بُنَّ إبائِنا فيفوحُ مِسْكاً بالمَذاقِ الأطْعمِ
هذا نداءٌ للكرامةِ بيننا ما عَاشَ إلاّ كلُّ حُرٍّ أكرمِ
***