#اد_فؤاد_البنا
تخيلوا معي لو أن مجموعة سلفية قامت بتفجير جامع الأشرفية في مدينة تعز التابعة للشرعية الذي يصل عمره إلى نحو سبعة قرون، بحجة أنه يضم قبورا مثلاً، ماذا كانت ستقول المنظمات الإنسانية والجمعيات الحقوقية وبقية ما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني؟ وكيف كانت ستتصرف؟!
والآن قارنوا ما توصل إليه خيالكم بالواقع الذي شهدته مدينة صنعاء قبل أيام، فقد قامت مليشيات الحوثي بنسف جامع النهرين في صنعاء القديمة، ولم تترك حجرا على حجر، ولم تحرك هذه المؤسسات المدنية ساكنا، رغم أن عمر الجامع يزيد عن ألف وأربعمائة وعشرين سنة، أي أقدم من جامع الأشرفية بسبعة قرون!
ورغم أن الجامع يقع في مدينة صنعاء القديمة التي توجد في قائمة التراث العالمي المرعية من قبل منظمة اليونسكو!
ورغم أن المبرر لهذه الجريمة أبشع من وجود قبور، فقد اختلف الرواة بين من قال إن المسجد بني في عهد عمر بن الخطاب وهؤلاء يكرهون عمر نتيجة ثقافتهم الشيعية ولا يريدون ما يذكر الناس به، وبين من يقولون بأن بعض كتب التراث تحدثت عن وجود كنوز تحت المسجد!
فيا لها من مؤسسات نفعية منافقة، تسير في ركاب الكبراء الذين يريدون زرع كيان غريب في اليمن؛ حتى تظل طاقات أبنائه تتآكل في ميادين الاحتراب البارد أو الاقتتال الذي يلتهم الأخضر واليابس ويرمي من بقي من اليمنيين في قارعة الفاقة والمهانة والتسول!