...
____
عاد نعمان
بعد تدخل طبي طارئ, قررت وأخي الخروج بأمي إلى أقرب فندق, بحثاً عن ظرف بقاء أفضل,
هروباً من الإنقاطعات الطويلة للكهرباء وإشتداد الحرارة وضنك المعيشة في البيت,
كانت المفاجأة, جارنا وأسرته الكريمة في ذات العمارة قد سبقونا إلى غرفة مجاورة,
في غرف متفرقة من الفندق, كانت حالات مرضية مختلفة مع مرافقيها, ترقد وتئن الآلام.
كانت المفارقة, في جانب الفندق, يقيم مساعد طبيب نازح وأسرته الصغيرة, في مبنى شبه مدمر,
يحرص بتفاني وإلتزام منذ أيام على المتابعة العلاجية لتلك الحالات المرضية, وأمي إحداها مؤخراً.
تحول جزء من الفندق إلى مستوصف صغير.
كم فندق في عدن حاضن لصور إنسانية مماثلة؟
هل سيطول هجرنا لبيوتنا وتكلف البقاء في فنادق؟
بيوتنا ملاذنا الآمن ضاقت بنا بلا حول ولا قوة منا.
ماذا عن تلك الحالات المرضية الأقل حظاً وقدرةً؟
هل يشعر ولاة الأمر بأننا نعاني بشكل وآخر؟
هل يدركون إنتقالنا إلى مستوى معاناة أعلى؟
